(1)
جُملَة خَاصّة قالها البروف إبراهيم غندور.. أقامت الدنيا ولم تقعدها.. واهتم بها الخبُراء الاستراتيجيون.. ماذا قال بروف غندور؟
(2)
يعقد مركز الجزيرة للدراسات الاستراتيجية، ندوة خاصّة لجُملة «المُعارضة المُساندة» التي قالها البروفيسور إبراهيم غندور خلال مُقابلةٍ تلفزيونيةٍ.
وقال الخبير ماكس ماك الخبير السياسي ومُختص في الشؤون السِّياسيَّة العربيَّة والأفريقيَّة، إنّ جملة «المُعارضة المُساندة» التي أطلقها رئيس حزب المؤتمر الوطني تُعتبر أحدث جُملة سياسيَّة وسوف تحدث تَحوُّلاً حقيقياً في التاريخ الحديث للسياسة …
وكان بروف غندور قد كتب في صفحته بـ”فيسبوك”:
دعم الحكومة الانتقالية
يجب على جميع كوادر حزب المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى أن تُتيح للحكومة الانتقالية القيام بواجبها وبتعاونٍ كاملٍ، طالما يسيرون في الاتّجاه الصحيح نحو التّحوُّل الديمقراطي في البلاد.
(3)
وكذلك سَجّلَ المُفكِّر الإسلامي أمين حسن عمر في صفحته بـ”فيسبوك”:
لن نعترض سبيل حكومة حمدوك وشعارنا معه دعوة يعمل، دعوة يمر.. فالمُعارضة هي تقديم النّصائح والبدائل لا الإعاقة والاعتراض.. فإنّها إذا نَجَحَت في فك الضوائق والخُرُوج من المَضايق، فإنّ عائداتها للوطن والمُواطنين جميعاً.. وسَنُقدِّم عُروضاً بديلة للحكومة إن كانت عُرُوضها وسِياساتها لا تخدم غَرضَـــــاً أو تنفع بَلداً.
(4)
وكان هناك من شَجّعَ حديث هذين القياديين..
وبعض من السِّياسيين والكُتّاب الإسلاميين وغيرهم كان له رأيٌ آخر مُناهض لما تمّ إطلاقه من تَوصيفٍ لمرحلة المُعارضة القادمة بالمُساندة.. منهم الأستاذ الرفيع البشير الشفيع المُقيم بجنوب أفريقيا، وهو كاتبٌ إسلاميٌّ وأديبٌ وشاعرٌ أيضاً، جاء حديثه المُدوّن بصفحته بـ”فيسبوك”:
نقد مصطلح المعارضة المُساندة
المُعارضة دائماً تكون لحكومة ما.. والمُساندة إذا كانت عملاً لمُعارضة تكون هي وظيفة، وهي الوظيفة الوحيدة للحكومة إذا التزمت بكلمة “مُساندة” في شعارها.
أما إذا قال مُعارضة إيجابية فله أن يُساند مَتَى مَا كَانت المُساندة مُستحقة، وله أن يُعارض، وله أن يُوجِّه ويَنصح فقط، وله أن يَمتنع، لأنّه إذا سَاندَ، وحسب الأمر سلبياً على الحكومة يحسب ذلك عليه، وكلمة مُساندة تنفي كلمة مُعارضة، إذا ساندت فهي ليست مُعارضة، إذ أنّ مَدَى وظيفة المُعارضة الـfunctional spectrum أوسع من مُساندة فقط.
مُصطلح المُعارضة المُساندة، قريبٌ لمصطلح “المُعارضة الإيجابية” التي ظللنا نُردِّدها لأكثر من خمسة أشهر، والمُعارضة الإيجابية أقرب للمُعارضة البنّاءة أو الخَلاقَة.
(5)
أنا أعتقد أن كلمة مُساندة أقل بُعداً في المعنى من الإيجابية أو البنّاءة، إذ أنّ المُساندة، دورٌ محددٌ وهي تُساند لجهةٍ راضيةٍ عن أدائها مئة بالمئة، وهو شِعارٌ غير سَليمٍ، حيث أنّه يلزم المُعارضة بالمُساندة وكأنّها جُزءٌ من الحكومة، ولكن المُعارضة جُزءٌ من الدولة وليست الحكومة.
قدّمنا مُقدِّمة المُعارضة الإيجابية قبل شهر تقريباً، وسوف نستمر في الكتابة تحت هذا الشعار حتى نُخَفِّف من شدة التّوتُّر والتجاذُبات السِّياسيَّة والتي ضَيّعَت الوطن .
(6)
لذلك سيجد هذا المصطلح مزيداً من العَصف الذهني من السياسيين والمُفكِّرين وخُبراء العلوم السِّياسيَّة.. والمُساندة مُستنبطة ومأخوذة من مصطلح الإسناد، وهو الدعم المعنوي، أو ربّما اللوجستي أو المَادي، وتَكرّرت وتَداولت كثيراً في دولة الإنقاذ.. والتي لا ننكر أنّ وراءها عَدَدٌ مقدّرٌ من مُفكِّري العلوم السِّياسيَّة وخُبراء السلطان والحُكم والتّحَاكُم.. وكَانَ ظَنِّي أنّها أُطلقت ضمن كثيرٍ مِمّا أطلقه الإنقاذيون من نداءاتٍ وشعاراتٍ.. مثل التوالي والحُريات، والحوار الوطني.
(7)
هناك أُمورٌ ومُصطلحاتٌ لن تندثر إذا بقي على وجه هذه الأرض مَن يُفكِّر.. ومَن يَحكم.. ومن يَتُوق إلى الحكم.. طالما بقيت هناك نظريات سياسيَّة وقانونيَّة، وإنسانيَّة، وأخلاقيَّة، حول كيف يكون البشر حُكّاماً.. وكيف يتعايشون وهم مُحكومون..؟
ونلتقي،،،