* تفاعل كبير وجده تصريح الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة، الذي قال فيه، (بالظهور البائس لغندور..)… وتكمن ردود أفعال هذا التصريح كونه جاء باسم مجلس السيادة القومي وليس باسم قوى أحزاب الحرية والتغيير….
*بطبيعة الحال والوعود التي قطعتها الحكومة وهياكلها، يتطلع الشعب السوداني بعد إجازة الوثيقة الدستورية وأداء القسم، أن يكون مجلس سيادة الدولة السودانية مجلساً لكل السودانيين، سيما وأن هذا هو المجلس الذي يفترض أن يقيم انتخابات عادلة ونزيهة يتساوى فيها الجميع، مما يحتم عليه أن يقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء السودانيين.
* وكنا ولا زلنا نطمع في أن يرتقي الأعضاء في مجلس السيادة إلى درجة (رجال دولة) من الطراز الأول الممتاز، وأن يتركوا (لعب الدافوري السياسي) للأحزاب، على أن للسيد الناطق الرسمي باسم المجلس حزبه السياسي، فإن كان لا محالة فاعلاً، يكون من الفطنة بمكان تمرير مثل هذه التراشقات الحزبية إلى الناطق الرسمي باسم حزبه السياسي، ومن ثم يحتفظ للسيادي في المقابل بوقاره وهيبته كمجلس دولة كبير….
* ثم هل التصريح الذي خرج به الناطق الرسمي لمجلس السيادة، هل بالفعل يعبر عن كل أعضاء مجلس السيادة، أم إن هذه ممارسة اختطاف لاسم مجلس كبير والذهاب به في منعرجات السياسة، على أن هذا الموقف يفترض أنه يعبر عن وجهة نظر صاحبه، وليس بالضرورة عن جميع الأعضاء المحترمين.
* للذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، أنا هنا لا أدافع عن حزب المؤتمر الوطني الذي اقتضت المرحلة عزله عن المشاركة في هياكل السلطة الانتقالية، ولكني أدافع عن هيبة مجلس سيادة الدولة السودانية من أن ينزلق إلى هوة التراشقات الحزبية والمهاترات السياسية، على أن يرى فيه الشعب السوداني لحمة قومية متماسكة مؤهلة لتبني قضايا البلاد القومية، سيما وأن المجلس السيادي يومئذ يتشكل من العسكريين القوميين والمدنيين.
* والشيء بالشيء يذكر، أذكر أني قد أجريت لقاء صحفياً ذات يوم مع الراحل أبو امنة حامد، وكان الرجل يومئذ ناصرياً شديد الاعتزاز بناصريته، فقال لي فيما قال، جملة ما زلت أحتفظ بها، قال رحمه الله رحمة واسعة، (إن كل الرؤساء بعد عبد الناصر شينين)!!
# لا أدري، والحال هذه، إن كان لتصريح معالي السيد الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة الموقر، صلة بحملات إعلامية باهظة شنتها وسائط الإعلام المختلفة على ا(لإطلالة الباهتة) للسيدة الفضلى وزيرة الخارجية، يوم أن استدعى الإعلام إطلالات مميزة وباهرة لوزير الخارجية الأسبق البروفسير إبراهيم غندور!! ومن ثم عقد مقارنات بين المشاهدين لم تكن بطبيعة الحال في صالح وزيرة (ثورة الشباب) المختطفة..
على أية حال أجتهد في أن أقرأ الحالة النفسية لمعالي الناطق الرسمي وهو يلجأ لاستخدام تعبير (إطلالة بائسة لغندور)، لأنه ببساطة شديدة يمكن أن تستخدم عشرات التعابير في هذا المشهد، اللهم إلا (الإطلالة الباهتة) أو البائسة للنجم غندور الذي تميز أكثر بالإطلالات الباهرة جداً.. وليس هذا كل ما هناك…