(1)
افيجيدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل السابق.. والسياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف، وهو من أصل روسي قدم لإسرائيل 1978 وتعلم العبرية.. أصبح أحد القادة السابقين لحزب الليكود.. وحزب بيتنا وحزب الاتحاد الوطني.. انتشرت تغريدة له يقول فيها يستحيل فصل الدين عن الدولة في إسرائيل.
وتنوّعت وتَعدّدت التّعليقات على تَغريداته.. وكَانَ أبلغ عبارة جاءت من أحد المُعلِّقين على تَغريدته مُخاطباً من يُنادون بفصل الدين عن الدولة قائلاً: “نُذكِّر قطعان العلمانيين العرب، أنّ المبدأ الأساسي الأولي عند اليهود هو الانتماء لدينهم كمنطلقٍ تتفرّع منه كل شؤون حياتهم فنحن أولى به”.
(2)
وكُنّا دائماً ما نشير ونذكر أنّ دولة إسرائيل قامت ليس على وعد بلفور.. بل على وعد التلمود.. ارتكاز على وعد وتأكيد توراتي ديني.. وليس لمزاج من سُلطة بشرية.
(3)
التوراة والإنجيل والقرآن مِن منبع إلهي واحد، السماء.. وجاءت اليهودية كعقيدة متشددة لشعب معين صعب المراس.. وكانت ديناً ودولة للشعب اليهودي.
(4)
المسيحية عقيدة متسامحة.. هي ألغت منهجاً عقدياً سابقاً عبر وثيقة إلهية تم فيها إجراء تصحيح وتعديلات بالحذف والإضافة لعقيدة متشددة متحرفة بأيدي تلاميذ يسوع اعملوا فيها أيديهم فكان لكل منهم توراته وأسفاره ومزاميره.
(5)
المسيحية غاية التسامح.. من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.. العهد الجديد لم يكن ديناً لتنظيم العبادات.. بل دين ودولة لليهود السابقين.. بشكل جديد أكثر تسامحاً ومرونة من القوانين والتعليمات البشرية من الحاخامات والأحبار والقسيسين.. نظمت أمور الزواج والأسرة بتشدد.. ليس هناك طلاق.. احتكرت تنظيم حياة البشر الروحية.. وأرخت قبضة الدولة على معاملة الرعية.. وتدخّلت أقلام رجال الدين لتجعل القبضة للكنيسة أقوى في تسيير أمور الرعايا… حتى الاعتراف من الرعايا من خطاياهم وهو أمر بين الله وعبده احتكرته الكنيسة ووزّعت صكوك الغفران والدخول للجنة بالمال والذهب.. ولتستميل السلطة الزمنية.. فسرت عبارة يسوع المعلم.. ان ما لله لله وما لقيصر لقيصر.. في اتجاه لفصل الدين عن الدولة.. وهي كلمة حق أريد بها باطل.
فعندما شكا تلاميذ المسيح من ضرائب الحاكم.. قال ما لله لله وما لقيصر لقيصر.. أي هذه دولة تحكم وترعى وتسوس وهي أدرى بمصالح الرعايا.. تشرع ما تشرع تفرض ما تفرض.. وهو تنظيم لسلطة البشر.
(6)
الشريعة المسيحية أصابها دخن من تدخل رجال الدين والكرادلة الذين استطاعوا السيطرة على قصور الحكم والحكام.. ودونكم سيطرة القسيس الفاسد رابوستين على قيصر روسيا وزوجته وكان أحد أسباب قيام الثورة البلشفية.. وأكبر شعاراتها.. الدين أفيون الشعوب.. كفر صريح من البلاشفة بالدين والكنيسة التي عجزت عن مُسايرة أشواق رعاياها وتهدئة نفوسهم المضطربة من ضياع دينهم.
(7)
المسيحية شريعة متكاملة لتصحيح شريعة أخرى متكاملة لشعب واحد وليس لكل العالمين، لكن أصاب كليهما تحريف وفساد من رجال الدين والسياسة معاً.. وكذلك المسيحية عقيدة تصحيحية لنفس الشعب.. ولذلك لتبرئه هاتين العقيدتين من انحرافات وتحريفات البشر ورجال الدين كان الإسلام خاتماً لكل الأديان والرسالات السماوية.. وكان الإسلام ديناً ودولة لكل العالمين وليس لقرية أو شعب أو قارة.. دين الحريات والمساواة والعدالة.. وأقسم الله على حفظ هذا الدين (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
(8)
وما النظريات اليسارية البشرية إلا مُحاولات كيدية من هؤلاء المُتدثرين بالماسونية تارةَ، والشيوعية تارةً أخرى، وما هم إلا ورثة هذه العقائد المتحرفة بصورة ابتدعت وأبدعت فيها يد خبير التجميل في وضع المساحيق لإخفاء الوجه الحقيقي القبيح.
(9)
(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، من الماسون والصهاينة واليسار بأشكاله الأميبية وأنواعه المتجددة لهوانهم وذلهم.
(10)
البيت له رب يحميه..
الله حفظ الذكر والقرآن والدين في أفئدة المسلمين.. والدفاع عنه فرض وواجب والذود عنه من مكائد العلمانيين الذين يأتون بأوجه مُتغيِّرة ومتلوِّنة ضد كل من يُنافح عن هذا الدين وقيمه.. بالحكمة والموعظة الحسنة والمُعاملة وليس بالإكراه والتسلط على أعناق العباد.
هذه مسؤولية العباد.. والمغزى من خلقهم ووجودهم على الكون.
ونعود،،،