(يا خائن) !!
من أعظم أسباب الفرقة وأعمقها شَرخاً في الحياة الزوجية جَريمة الخيانة الزوجية.. وما دُونها مغفورٌ هيِّن التغاضي والنسيان.. وحتى الذين قرروا التجاوز فإنما يختارون الموت البطئ!!.
يتسامح الناس ويغفرون إلا (الخيانة).. يُسمِّيها عمار الفاروق: (جريمة الدمار الشامل).. وغالب الدمار يلحق بالخائن نفسه إذا تلاحقته الجريمة ولا يفلت من عقابيلها وإن أفلت لبعض الوقت.. تخنقه خياننه ولا تزال تَلتف حبال الصبر حتى تخنقه وإن نأي واحتضنته المنافي فإنه يظل حبيس خيانته.
الخائن لبلاده على حكايات التاريخ وأساطيرها لا ينجو بفعلته أبداً.. ولَعلّها حكمة القدير الذي صنع الدنيا بقوانين لا تنفك عن الاتّساق والترابُط.
أحبّت (ر. خ) حبيبها على نحو من الجُنُون وقاتلت الدنيا حتى تزوّجته تركت أهلها وذهبت معه إلى (عُشة صغيرة).. ولما استوثق الحبيب بأنّه لم يعد في دنياها إلا هو خانها وعرفت..
(لملمت عَفشها) وكأنّ حباً لم يكن.. غادرت بعد أن غادرها وإلى الأبد.. أبد الآبدين.
(الخائن الله يخونو).. هكذا تلتئم اتفاقات السودانيين حين يخافون من قوم خيانة.. فيضعون أيديهم معاً استدعاءً للعهد والتواثق وطرداً لإرهاصات الألم والحسرة والندم، لأن الخيانة من الجرائم الباتة التي لا ينتظر بعدها إصلاحاً وتوفيقاً.. خنت مرة فستخون ألف مرة.. لذا لا يجربك المخون مرة أخرى والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
“التضحية باللذة في سبيل تجنب الألم مكسب واضح”
ما الذي تصنعه الخيانة في الوجوه
وهل لاحظتم أنّ الجراح وحدها هي التي تملك ذاكرة قوية.. لا تملك جراح الخيانة حق المُرور والتّجاوُز هكذا وكأن شيئاً لم يكن.. سريان الحياة من بعد خيانة ما مُستحيل.. الانفطاع هو أول ما يحصل لتبدأ كيمياء جديدة وواقع مواكب.
ولكن نزار قباني يناور وهو يحاول أن يستلهم من تضاعيف الخيانة بعض البهاء ليقول:
(وهكذا يقف الكاتب العربي ممزقاً بين وضعه المدني “كرجل متزوج من الحكومة” ورجل فنيّ يشتهي خيانة زوجته “الحكومة”.. ولكنه لا يستطيع التنفيذ حرصاً على مستقبل الأولاد وشرف العائلة، وإلى أن يوجد الكاتب العربي الشجاع الذي يستطيع تمزيق ورقة زواجه من السلطة، ويمارس الخيانة الزوجية ولو لمرةٍ واحدةٍ.. سوف تبقى كتب الأدب لدينا بعيدة عن المنع والمُصادرة تماماً ككتب التدبير المنزلي).
فهل حقاً تمتلك الخيانة أي صورة مُستحسنة!؟ بما يعطي التعويض الذي يمحي الأكثر من وجدان وضمير المرتكب .
صور الخيانة كلها مُستقبحة، لذا يبتعد الناس عن أي ظلال من الشك التي تحوم حول أي علاقة ليلجأ الناس الى درء المفسدة والترك:
(دع ما يريبك إلا ما لا يريبك).
في كرة القدم تحرز بعض الأهداف بأقدام أفراد الفريق نفسه وفي نفسه، حيث تلج الكرة هدفاً صحيحاً في مرماه، هو ما يسمى بالهدف العكسي.. وغالباً ما تكون الأسياب ضعف اللياقة الذهنية والبدنية للاعب الذي لا يحسن التّصرُّف فيسكنها شباكه وسط صيحات الجماهير الساخرة أو الساخطة.. لكن الجماهير لا تغفر وبعدها الكثيرون، خيانة مقصودة حتى أنهم ذات مرة قتلوا حارس مرمى فريق من أمريكا اللاتينية لاعتقادهم بخيانته وأنه تسبب في خروج فريقهم القومي من كأس العالم..
من اللاعبين من تتعدد أخطاؤه للدرجة التي يصبح طوال الـ90 دقيقة مصدراً للخوف لدى جمهوره وحارس مرماه وهدفاً ينبغي مراقبته والخصوم في آنٍ، مخافة أن يفعلها (يزقها) في أي لحظة!!
أها ذات اللاعب وبرغم براعته وحرفنته يدخله ذات الخوف ويرتبك ثم يفعلها…
(علي جعفر نموذجاً)..!