العهد الجديد
*أمس الاثنين احتفلت المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني السابع والثمانين، وكذلك احتفلت جل سفارات المملكة المُنتشرة في دول العالم بهذا اليوم المبارك.
*المملكة تحتفل سنوياً باليوم الذي تَوحّدت فيه تحت راية واحدة قادتها إلى مقدمة الدول في المجالات كَافّة.
*وبدأت قصة هذا اليوم حينما غزا الأتراك العثمانيون في القرن السادس عشر السعودية، إلى جَانب مُعظم دول الشرق الأوسط. وحدثت اضطرابات طويلة ضد الحكم العثماني، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى نشأت الدولة الحديثة في السعودية.
*وفي أعقاب سُقُوط العثمانيين، تمّ تقسيم المناطق الأربع من المملكة العربية السعودية الحديثة “الحجاز، نجد، الإحساء وعسير”.. وفي عام 1921، أصبح عبد العزيز آل سعود السلطان الجديد لنجد في وسط الجزيرة العربية.. وقام تدريجياً بتوحيد المنطقة، وأخيراً تَمَكّن من السيطرة على الحجاز في غرب الجزيرة العربية في عام 1925.. ثم أصبح سلطان دولتين منفصلتين، الحجاز ونجد.
*وبعد خمس سنوات من الحكم على البلدين كلاً على حِدة، تم أخيراً توحيدهم تحت اسم “المملكة العربية السعودية” في 23 سبتمبر 1932.. ومنذ ذلك الوقت، حكم المملكة العربية السعودية عدد من الملوك، ولكلِّ واحدٍ منهم بصمته وإنجازاته في ربوع المملكة الواسعة.
*أولى خطوات الإنجاز كانت على يد عبد العزيز آل سعود الذي نجح في توطين البدو والاهتمام بالتعليم والخدمات وتطوير الاقتصاد والزراعة والنقل والمُواصلات، بيد النهضة الكبرى للمملكة كَانت في عهد الملك فيصل، حيث شهد عهده تحوُّل كلية البترول إلى جامعة البترول والمَعادن، وكان في عهده الحروب بين الدول العربية واسرائيل، ولعبت السعودية في تلك الفترة دوراً كبيراً في حرب أكتوبر واستعادت سيناء بالشقيقة مصر.
*ويُعتبر الملك فهد بن عبد العزيز هو صاحب لقب خادم الحرمين الشريفين، وظل هذا اللقب يُطلق على جميع حكام المملكة من بعده، كَمَا أنّ الاهتمام بالحرمين الشريفين ظل مُتواصلاً منذ نشأة المملكة وحتى يومنا هذا.
*حسناً.. إن احتفال المملكة بعيدها الوطني أمس جاء والعلاقة مع السودان ازدادت قُوةً وتَعاوناً، وظلت السعودية تُقدِّم الكثير من العون للسودان طيلة السنوات الماضية وازدادت بعد ثورة ديسمبر، حَيث كَانت من أولى الدول التي قدّمت منحاً للسودان، جُزء منها مالي والآخر مواد بترولية.
*أمس احتفلت السفارة السعودية بالخرطوم بعيدها الوطني واحتفل معها العديد من شرائح المُجتمع السوداني بهذا اليوم الذي له وقعه الخاص لأهل البلدين، ففي هذا اليوم كانت الوحدة لجميع أجزاء المملكة مما زادها قُوةً ومِنعةً.
*وما يميز احتفال هذا العام أن المملكة تشهد نهضة وانفتاحاً جديداً يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمُباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لتعريف العالم بكل خيرات المملكة الخفية والتي بدأت في الظهور خلال الفترة الماضية.
*نسأل الله تعالى أن تُحافظ المملكة على قُوتها ووحدتها وصيانتها للحرمين الشريفين، ونرى في كل عام ما هو جديد من حُكّامها لضيوف الرحمن في مُوسمي الحج والعمرة.