دموع كابتن جبرة
لم يجد ممثل قبيلة البني عامر والحباب أي تعبير سوى دموع كابتن فاروق جبرة التي ذرفها الكابتن حينما وقف أمام المنصة متحدثاً عن الأحداث التي وقعت في مدينة بورتسودان بين قبائل البني عامر والنوبة.
أحداث بورتسودان والتي بفضل الحكماء في هذا البلد تمت السيطرة عليها قبل أن تقضي على عشرة سنين بين مكونات أصيلة في بورتسودان كان لها دور بارز في أن تصبح تلك المدينة ثغر السودان الضاج بالحيوية والعطاء.
لم يقف مجتمع بورتسودان متفرجاً على الأحداث، بل كان متقدماً على الحكومة نفسها بمحاولته احتواء تلك (الشكلة) كما قال كشان، فنشطت كثير من المبادرات خاصة من أهل الفن والثقافة والذين سخّروا دارهم في بورتسودان كمقر تلتقي فيه كل المكونات القبلية لإيجاد حل لتلك (الشكلة).
أمس الأول كانت قاعة الصداقة مسرحاً لكل نجوم مجتمع بورتسودان من الفن والسياسة والرياضة، تحلقوا حول مبادرة الشيخ الأمين مصطفى الأمين، ذلك الاسم الناصع في تاريخ السودان في عهده الحديث، وحينما يرد اسم الشيخ مصطفى الأمين، يعود الكثيرون بالذاكرة إلى المصانع واعمال الخير المنتشرة في كثير من ربوع السودان.
جاءت مبادرة الشيخ الامين مصطفى في وقت هدأت فيه النفوس بين تلك القبائل التي دخل الشيطان بينها أو كما قال ابن بورسودان وزير الإعلام فيصل محمد صالح أن هناك جهات ارادت إذكاء نار الفتنة، وبدأت تنفخ في تلك الأزمة، فجاءت المبادرة لتُكَفكِف دموع فاروق جبرة، ودموع أمهات كثير من الذين راحوا ضحية ذلك الصراع.
كل الذين وقفوا في المنصة وتحدثوا أشادوا بالعلاقة الحميمة بين قبائل البني عامر والنوبة طوال السنوات الماضية، وأكدوا أنه وفي أثناء تلك الأزمة حينما اخلى النوبة بيوتهم ورحلوا منها جاء أبناء البني عامر من الجيران وحرسوها إلى أن عادوا، وكذلك بيوت البني عامر حرسها النوبة خوفاً عليها من أي سرقات تطالها. فمجتمع كهذا من الاستحالة بمكان أن تقصده جهة ما بغرض زرع الفتنة بين مكوناته.
إن السلام والذي كان أحد شعارات التغيير الذي انتظم البلاد، يجب أن يكون واقعاً معاشاً، وهو ليس مسؤولية الحكومة فقط بل مسؤولية مجتمعية كل منا يساهم في محيطه من البيت الصغير إلى أعلى المستويات.
التحية لأسرة الشيخ مصطفى الأمين، والتي كانت في الموعد ولم تبخل بأي جهد لاستقرار بورتسودان خاصة والسودان عامة، نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم وأن يكون بذرة حسنة يقتدي بها كل الخيِّرين وميسوري الحال.