رجالة وجدي صالح ..!!
قال الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح في منتدى صحيفة (التيار) “الخميس” 19 سبتمبر2019م: (الثورة قلعناها رجالة) كما تحدث عن اتفاق بإعفاء جميع وكلاء الوزارات وأن رئيس الوزراء سيعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل مع الذين أحيلوا للصالح العام بواسطة نظام الإنقاذ السابق لبحث إمكانية عودتهم للخدمة، بالله عليكم انظروا إلى حالة التناقض والاضطراب في خطاب الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير الذي تناسى أن ثورة الشباب نجحت لأنها تبنت شعار (السلمية) وليس العنف وأن خطاب وجدي الهامشي ينم عن حالة نفسية وقلق داخلي وعدم إدراك المسئولية أو عن رعونة تحررت من الحذر ومن أي خطوة تقود لإشراك الجميع في تسوية سياسية شاملة.
إن تصريحات وجدي متهورة وقد تفسد كل الخطوات الإيجابية التي خطاها رئيس وزراء حكومة (قحت) الدكتور عبد الله حمدوك وأجملها في خطاباته.
إن حديث وجدي الذي أظهر حالة سيولة إعلامية مزعجة خلال الأيام الماضية بطبيعة الحال نفى فيه أدوار الإجهزة الأمنية في التغيير وإنجاح الثورة وكأن الشعب لم يرابط أمام قيادة الجيش مطالباً القوات المسلحة بالانحياز للشعب واستلام السلطة. وجدي صالح نفى دور المنظومة الأمنية التي انحازت للشعب، ونفى دور قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي في حماية الثوار، ونفى دور صلاح قوش في فتح الأبواب للثوار لاقتحام القيادةز
وجدي نسي أن زملاءه في قوى الحرية والتغيير الصادق المهدي ومحمد وداعة وآخربن من الذين ذكروا أدوار وتعاون قوش معهم لإسقاط النظام من داخله، وفي تقديري أن رجالة وجدي صالح عادة ترى الأشياء بما لا تدركها الأبصار، وبما لا تستوعبه العقول السليمة. وإذا بالفعل قلعتوها رجالة يا وجدي من القوات النظامية لماذا أشركتموهم وتركتم لهم بيان بن عوف ثم بيان البرهان، ولماذا لم تذيعوا بيانكم.
يقيني أن رجالتك هذه إستاذ وجدي فهي رجالة هواة سياسة وليس رجالة محترفين سياسة يتميزون بالحذق وتعدد المواهب في مخاطبة الآخر.
أستاذ وجدي عليك أن تخاطب الشعب السوداني الذي أسهم بشكل مباشر في هذه الثورة بلغة تحترم وعيه وعمقه المعرفي لغة تزاوج ما بين الواقعية والمثالية التي تناسب شعارات الثورة المبنية على الحرية والسلام والعدالة والتي تتناقض تماماً مع خطابك المرتكز بشكل أساسي على الإقصاء وإلا كيف تقول إنكم اتفقتم على إبعاد كل وكلاء الوزارات بل تعدى الوضع الآن حتى الإدارات ومديري الجامعات وعمداء الكليات ثم تأتي لتنسف هذا الحديث بآخر أكثر تناقضاً حين تؤكد أن رئيس الوزراء سيجتمع بالذين فصلهم النظام السابق تمهيداً لإعادتهم للخدمة وبأي صفة تتحدث عن الجهاز التنفيذي وأنت ناطق رسمي باسم تحالف سياسي لا ناظم بل لارابط فكري يجمعه ولا ضابط لائحي وتنظيمي يردعه، السؤال: ماذا تركتم لوزير الإعلام والثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ القدير فيصل محمد صالح ليحكموا باسمكم عندما تحرجوهم بمثل هذه التصريحات? كل يوم يصبح تضربون بروح الاحتراف المهني والسياسي عرض الحائط وتصنعون تحديات جديدة أمام الإصلاح والتغيير لأن التغيير المقصود ليس تغيير أفراد وإزاحة حزب المؤتمر الوطني، وإنما تغيير سلوك ومنهج، فمتى ترتقون أستاذ وجدي إلى مدارج وعي الثورة وشبابها الذين كل صباح يزداد عليهم الحصار والضيق المفاهيمي والمعرفي وكل يوم يحبطون بنشاط سياسي رتيب وممل يزعم أنه يدعو إلى التغيير والإصلاح لكنه في أصله لا يمثل مفاهيم الشباب للتغيير خصوصاً عندما يتظاهر أمثال وجدي صالح بآرائه ويجزم أنها تمثل القيم العليا للحرية والتغيير والمثل العليا لحمدوك وحكومته في حكم البلاد بالرجالة وعلى طريقة: (لحس الكوع).
إن الشرعية الأخلاقية للحكام الجدد تبدو بسلوكهم وحديثهم عن نواياهم، وهذا مباشرة يجعل الآخرين يطرحون تساؤلاتهم عن المكان والمجتمع الذي يمارسون فيه هذا السلوك ويطبقون عليه مبادئه وما هي المصالح التي تهم الشعب الشعب ويسعون لتحقيقها ولخدمتها، ومن ثم يبدأ التمرد وعدم الخضوع لمثل هذه السلطة الباطشة، وقد يتحول الأمر إلى أكبر خطر يُهدد الثورة والفترة الانتقالية وفي ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعانيها السودان يصبح من الصعب على حكومة (حمدوك) التي تعمل بدون ظهير سياسي متجانس أن تواجه هذه التحديات والضربات القاضية التي تأتيها من داخل صندوق الحرية والتغيير المفتوح وما حالات التظاهر والتحشيد بدون مبررات وضوابط وأهداف واضحة إلا تجسيد لحالة الإحباط الشعبي الذي سبق أن أحس بالبهجة لنجاحه في تحقيق الثورة السلمية، بيد أنه تفاجأ بسرقة ثورته من قبل آخرين من تجار السياسة ومتكسبيها لتأتي محاولاته الثورية من أجل استعادة المبادرة والمحافظة على حالة اليقظة والصلابة التي كانت أيام الثورة، لكن فات الأوان والانكتب على جبين الثورة بحديث وجدي وآخرين الليلة بان.