* هنالك بطبيعة الحال وبلغة السوق (أقوال ماسورة)، لا (تربط ولا تحل) ولا تصنع دهشة ولا تخاف ثورة، وفي المُقابل هنالك عبارات تصبح (مأثورة) لما لها من الدلالات الإيجابية ما يجعلها محل اقتفاءٍ واحتفالٍ من الجميع.
* وسبق أن احتفلت في هذه المساحة بعبارة (برّ الأمان) التي أطلقها لأول مرة سعادة الفريق حميدتي، فما من أحدٍ خرج بعد ذلك إلى الإعلام، حتى ينتهي الي عبارة (نمرق البلد إلى بر الأمان) و… و…
* مُصطلح «المُعارضة المُساندة» الذي أطلقه البروفيسور إبراهيم غندور الرئيس المُكلّف للمؤتمر الوطني، جعل الخبير الاستراتيجي “ماكس ماك” المُختص في الشؤون السياسية العربية والأفريقية، أن يصفه بالمُصطلح الحكيم الذي سَيحدث تَحَوُّلاً حَقيقيّاً في التاريخ السياسي، على افتراض أنه يُؤسِّس لمفهومٍ قيمي جديدٍ.
* وتكمن قيمة مُصطلح، المُعارضة المُساندة، في بُعده الوطني والأخلاقي، كون المُعارضات طوال التاريخ السوداني عبارة عن مُقاومة أيِّ عملٍ للحكومة، وقطع الطريق تماماً أمام عمليات الإصلاح والتنمية، على أنّ أيِّ إنجازٍ يُمكن أن يُحَقِّقه النظام هو عبارة عن كتابة عُمرٍ جديدٍ له، لأنّ الهدف المحوري في نهاية المطاف هو إسقاط الحكومة لتحل المُعارضة محلها.
* فالسِّياسيون عندنا دائماً على أمرين اثنين، فإما أنهم حكامٌ فيسعون بكل ما يملكون إلى عمل المُستحيل للمُحافظة على هذا الحكم، أو أنّهم فَقَدُوا كراسي الحُكم وهُم بالتالي يعملون بكل ما يَملكون ومَا لا يَملكون، يعمل المُمكن والمُستحيل للعودة إلى كَراسي الحكم، وفي سبيل هذه الغاية كل شئ مُبرّر.
* وبطرح رؤية (المُعارضة المُساندة) هل يا ترى يود المؤتمر الوطني أن يُقدِّم رؤية لمُعارضةٍ مُختلفةٍ، طَالما تَعَثّرت تجربة الحكم، بمعنى هل يُريد أن ينجح في المُعارضة كما لم ينجح في الحكم…؟
* هل يود المؤتمر الوطني على سبيل المثال أن يُقدِّم صورة لمُعارضة إسلامية.. بمعنى أن يُطبِّق الشريعة الإسلامية من كراسي المُعارضة.. كيف.. بأن يرتكز على معنى الحديث الشريف.. إذا أصلح الناس، أي الحكومة/ يصلح/ وان أساء الناس/ الحكومة/ أن يجتنب اساءتهم.. حتى تخرج البلد إلى بر الأمان.. فعلى الأقل أن البلاد الآن لا تتحمل المزيد من المجالدة والمجابدة.
* لماذا والحال هذه لا تعتبر النخب المعارضة نفسها جُزءاً من العملية السياسية ونظام الحكم، بمعنى أن تتصرّف كما لو أنّها الحكومة المُحتملة، ومن ثم تُقدِّم نفسها إلى جمهور الناخبين بصورة مُشرفة مُستفيدة من كل الأخطاء السابقة.. صحيح أن صورة المؤتمر الوطني قد تراجعت كثيراً جداً خلال المرحلة الفائتة، فهل يا ترى يمكن وعبر تقديم رؤيةٍ لمعارضة وطنية شريفة ونظيفة يمكن أن يستعيد بعض صورته.. نتابع ونفيد.. وليس هذا كلما هناك.