رُوِّعت البلاد برحيل الأستاذ صلاح بن البادية أمس الأول بالأردن ! البعض شكك بدايةً في الخبر وحسبه شائعة مُغرضة قبل أن يتأكد خبر الرحيل الحزين .. لا أحد يرحلُ من دنيانا فجأة لكننا من فرط غفلتنا نُفاجأ بموت أحد الأقرباء أو الأصدقاء لأن الموت ارتبط في أذهاننا بالكبير والمريض مع أن أعمارنا مُحددة عند الله و”إذا جاء أجلُهم لا يستأخرون ساعةً ولا يَستقدمون” ، وعندما يموت أحد العلماء أو العظماء – والعظمة لله – نقول “انطوت صفحة” في حياتنا !
إذا طبقنا معيار “انطوت صفحة” على فقيد الوطن والمجتمع والتُقّابة والثقافة والإبداع والجمال الراحل المقيم صالح الجيلي محمد أبو قرون الشهير باسم “صلاح بن البادية” نستطيع القول إن صفحات مُشرقات “انكوت” وانزوت وانطوت برحيل صلاح ، ماتت شجرة كبيرة مكتظة بالصمغ المُعتّق أنواعاً وأشكالاً ومذاقات، إبن البادية فقدته أسرته وعائلته التي كان كبيرها عُمراً وعلماً ومكانة، كانت يده طويلة بالخير، ورأيه حكيمًا سديداً في كل معضلة تُعرض عليه .
صلاح لم يكن مجرد مُطرب ومُلحّن ومُبدع يُلحّن القصائد لنفسه ولغيره ويُؤدي أصعب الألحان بصوته القوي الطروب، ولم يكن فقط قيثارة عذبة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان ماكينة مهمومة بالأدب والثقافة، كان شيخاً للقرآن وراعياً للمسيد وصديقاً للكبير والصغير ، للقريب والنسيب، بسيطاً مواصلاً مُلاطفاً باسماً أنيقاً رقيقاً . رحمة الله تغشاه وتُنير قبره وتُكرم وفادته .
قبل أسرته المكلومة سيفتقده المسيد وحلقات الذكر، بل سيفتقده الوطن الكبير، فقد كان صلاح صرحاً للأدب والثقافة ، قضى آخر سِنِي حياته مهتماً ومهموماً بتأسيس صرح للثقافة والفن والتوثيق فكانت مؤسسة ابن البادية الثقافية بمنطقة كافوري، أنفق فيها الكثير ولم تكتمل بعد في صورتها النهائية، ولعلها مناسبة لمناشدة الحكومة بتبني إكمال هذا الصرح الوطني وتوفير كافة احتياجاته .
العزاء مستحق لأبنائه وكل أسرته وأحبته ولكل أبناء الوطن وأصدقائه ومعجبيه بمختلف أجناسهم وبلدانهم ، وعزاء خاص لمولانا الشيخ النيّل أبو قرون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
مع السادة القراء:
القارئ يوسف علي الغزالي يقول إن من أكبر علل ومُقعدات الاقتصاد استيراد البضائع ضعيفة الجودة . القارئ أدروب “المايقوما – 0124824808” طالب بتخصيص حافز مالي للمبلغين عن الفساد والمفسدين . القارئ عبد الله إدريس “مدني” قال إنه في كل الدنيا لن تجد نظامياً بلبسه الرسمي مخموراً أو يتسكع ويجلس أمام “ستات الشاي” وهو ممسك بالشيشة وأحيانا يقود عربة عسكرية !
القارئ ماجد أحمد أزرق “الراشدي” تمنى أن يهتم السودانيون بما يتعلق بجوهر التنمية ويتركوا الحديث عن تغيير شعار التلفزيون وأسماء الشوارع بل حتى محاكمة الرئيس السابق ونظامه تُترك للقانون . القارئ أزهري عبد الرسول قال إن الإنقاذ استغنت في بداياتها عن عدد من الكفاءات المدنية والعسكرية مما أضعف الأداء . القارئ أحمد رابح أحمد طالب بالصبر على رئيس الوزراء الدكتور حمدوك وعدم التدخل في اختصاصاته وخططه الإصلاحية .
الأستاذ حامد عوض حامد المحامي وموثق العقود قابلته أمس فحدثني بشغف وتأثر بالغ عن الراحل ابن البادية وكيف تعرّف عليه وكم حضر معهم من حلقات الذكر الساهرة المُشبعة بالسُمو الروحي .. وأسمعني جزءاً من نص أغنية “ليلة السبت” واصفاً إياها بأنها من أروع ما غنى صلاح ، ولما سألته عن شاعرها قال “أكيد بكون بازرعة” .
الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم