قبل سنوات عديدة جاء رجل الأعمال الإماراتي الحاج سعيد لوتاه للسودان حاملاً الخير لأهل ارض النيلين عبر العديد من المشروعات.
*أهم تلك المشروعات التى جاءت بها مجموعة الحاج سعيد كانت بيوت الأسر المنتجة والتى كانت بداياتها في ولاية الجزيرة الخضراء.
*الجزيرة عرفت للعالم أجمع وللعرب على وجه الخصوص بخصوبة أرضها ونجاح المشروعات الزراعية التي تقام عليها، وكان مشروع الجزيرة خير دليل على هذا النجاح.
*لم تطلب مجموعة لوتاه من حكومة السودان في تلك الفترة سوى تخصيص مساحة خالية من الموانع لإنشاء مشروعها الذي يخدم فقراء الجزيرة ويوفر لهم حياة كريمة، ويخدم الاقتصاد بالسلع والمحاصيل الزراعية التي تنتج في المشروع.
*بدأ المشروع بمحلية أم القرى بإنشاء العديد من البيوت المنتجة والتى يصل عددها لأكثر من ألف منزل، ولم يكن مطلوب من الأسر الفقيرة دفع مقدم مالي أو وساطة لامتلاك منزل، وإنما كل المطلوب في شروط الشركة هو أن تكون سوداني الجنسية ومزارعاً وفقيراً.
*تخيلوا أن هذه المجموعة توفر للأسر الفقيرة منزلاً وثلاثة أفدنة تقريبًا تتم زراعتها بالخضروات والمحاصيل المختلفة وأبقاراً وماشية ودواجن واستزراعاً سمكياً ومنحلاً وكل هذه الأشياء مجاناً.
*قبل سنوات زرت تلك المدينة المنتجة ودهشت لما بها من خدمات حيث وفرت المجموعة كل متطلبات الحياة من خدمات، ففي قلبها مدارس لتعليم أبناء المزارعين ومستشفى ضخم به أحدث الأجهزة ومسجد وغيرها من الخدمات الضرورية.
*كان المطلوب من حكومة الجزيرة في تلك الفترة أن توفر المزارعين الفقراء لامتلاك منازل في هذه البيوت ولكنها لم تفعل، بل طمع بعض كبار الموظفين في امتلاك هذه المنازل واستثمارها لحساباتهم الخاصة ويضيع الفقراء.
*لم تفكر حكومة الجزيرة في تلك الفترة في محاربة الغلاء وتوفير السلع لكافة أهل الولاية، وإنما فكرت بنطاق ضيق في فائدة شخصية لبعض منسوبيها.
*تخيلوا معي كم سيكون سعر طبق البيض حينما يدخل إنتاج ألف ومائتي منزل إلى الأسواق، وكم سيكون كيلو السمك حينما يدخل إنتاج مزارع الأسماك؟ وكم سيكون سعر الخضروات حينما تملأ أسواق مدني بإنتاج هذه البيوت المنتجة؟ مؤكد ستحدث هذه المنتجات وفرة كبيرة مما يقلل سعر السلع المختلفة التي تنتج في هذه المنازل. ولكن للأسف كان تفكير الدولة المصغرة في الكسب الشخصي وليس توفير الخدمات للمواطنين البسطاء.
*الآن الفرصة متاحة أمام حكومة حمدوك في الاستفادة من هذه البيوت المنتجة لإحداث اكتفاء ذاتي في مدني وما حولها من مدن عبر هذه المنازل، وبعدها ستتجه المجموعة الى ولايات أخرى تطبق فيها نفس التجربة لتحقيق رغبة الحاج سعيد لوتاه في إخراج مليون أسرة من دائرة الفقر في السودان.
*مثل هذه المشروعات يجب الوقوف إلى جانبها ودعمها لإحداث التنمية المطلوبة وليس محاربتها كما يحدث الآن.
*”الصيحة” ستكون في قلب هذه المنازل اليوم إن شاء الله للوقوف على مشاكل المجموعة والعقبات التي تواجههم في سبيل تحقيق رؤية الحاج سعيد لوتاه وهي ذات رؤية الحكومة الانتقالية لإخراج الأسر السودانية من دائرة الفقر إلى رحاب الإنتاج والتنمية والرفاهية، وسننقل بالصورة والقلم ما نشاهده من خير وفير في هذه المدينة الإنتاجية التي تجد المحاربة من البعض دون أسباب منطقية.