بين زين وبنك فيصل
قبل قرون من الزمان كان المسلمون في قمة التحضر والنظافة والترتيب، وعلى العكس كانت أوربا التي لم تعرف النظافة إلا بعد الثورة الأوربية التي نقلتهم إلي سنوات متقدمة.
*والتاريخ يسجل أن باريس التي تعرف الآن بصناعة أفضل أنواع العطور كانت في السابق من أقذر المدن، مما جعل أجيال ذاك الزمان تبحث عن وسيلة تزيح الرائحة النتنة بأخرى جميلة فكان ابتكار العطور التي تعرف بها باريس اليوم.
*أوربا بأسرها تحضرت وتقدمت بعد أن وضع أهلها خارطة للعبور للمستقبل المشرق، واليوم تعتبر المدن الأوربية في مقدمة المدن في العالم من حيث النظافة والتطور والتكنولوجيا.
*أوربا اليوم وبعض الدول العربية الآن استفادت من التكنولوجيا الحديثة، وأصبح جل المعاملات إلكترونياً، ولا ترى مال يدفع في “شباك” أو إيصالاً يقطع لمخالفة.
*السودان حاول القائمون على أمر الحكم فيه في وقت سابق تطبيق نظام الدفع الإلكتروني لتقليل حمل “الكاش” في الجيوبن وفشلت هذه التجربة في الكثير من المرافق، ولازال المواطن يحمل “الملايين” في جيبه من أجل التسوق.
*فشلت العديد من المؤسسات في تفعيل النظام الإلكتروني للمعاملات اليومية فيما نجحت بعض المؤسسات في ذلك.
*أحد الأصدقاء ظل يستخدم خدمة موبي بنك التابعة لبنك فيصل الإسلامي منذ سنوات عديدة، وقال لي إنها سهلت له الكثير من المعاملات التي كانت تأخذ الوقت والجهد منه في بلد مثل السودان.
*ولكن صديقنا اصبح ناقماً على هذه الخدمة لعدم تلبيتها لبعض طلباته أولاً ولعدم دقتها حيناً آخر.
*صديقنا هذا حكى لي قصة معاملته الأسبوع المنصرم وهو في غاية الدهشة، حيث استخدم التطبيق لشراء رصيد من شركة زين بقيمة مائتي جنيه، وحينما أراد إدخال أرقام الكرت تسلم رسالة مفادها أن الرقم هذا تم استخدامه، اتصل على الفور بخدمات المشتركين للشركة المعنية، فأكدت له الموظفة انه بالفعل هذا الرقم تم استخدامه، وحينما حاول معرفة الرقم اعتذرت له الموظفة بأدب أنها لا تستطيع إعطاءه الرقم، وقالت له بإمكانه أن يعطيه رقمه للتأكد إن كان هذا هو الرقم الذي استخدم الرصيد أم لا، وكانت المفاجأة أن الرقم الذي استخدم الرصيد ليس أحد أرقامه.
*صديقنا اتصل بخدمات مشتركي البنك وملكهم كافة التفاصيل بما فيها خصم المبلغ من حسابه في البنك المعني، وعده الموظف بإعادة المبلغ إلي حسابه ولم يحدث حتى الآن رقم مرور عشرة أيام من بلاغه.
*ومثل هذه القصص العشرات مع مواطنين لا يعرفون طريق الصحافة لعكس مشاكلهم وإنما عليهم الصبر فقط حتى يعود إليهم حقهم وربما لا يعود.
*إن مثل هذه الحالات تستجوب أن يتم فيها التحقيق الكامل من قبل البنك حتى لا يفقد عملاؤه ومصداقيته معهم، ويجب أن يصل البنك إلى نتيجة لمعرفة سبب “سرقة” الرصيد الذي يدفعه مواطن من حر ماله ويستخدم من شخص آخر.
*حسناً، على إدارة بنك فيصل التحري عن مثل هذه القضايا التي تدخل الشكوك في نفوس عملائه، وهم لا يعلمون هل الخطـ من البنك وموظفيه أم من شركات الاتصال وموظفيها حتى يستقيم الوضع.
*إن أراد السودان “الحديث” اللحاق بالدول التي سبقتنا فعلينا أولاً تجويد مثل هذه الخدمات مع الرقابة الصارمة على الموظفين فيها ومعالجة الأخطاء، فليس من العقل أن نكون من أكثر الدول تقدماً في مجال الاتصالات وأكثرهم تأخراً في المعاملات الإلكترونية.
ربما نعود