لا لفصل الدولة عن الدولة
ما كانت تفعله الإنقاذ في بواكيرها ها هي (المدنياااو) تحاوله.. (وليكم تَمَكّنا).
إحالات بالجملة وتعيينات بليلٍ.. بما يمثل سُقُوطاً مُبكِّراً وخُروجاً من التصفيات في معركتي العدالة والسلام.
الإحالات لها طُرق لمُجابهتها والتصدِّي لها وردها ومُعالجتها أو مُعالجة آثارها، وتلك من مَحاسن أن تكون لك حكومة.. أيّ حكومة تتحمّل مسؤولية اتّخاذ القرارات ومسؤولية تنفيذها.. ولكن بالنسبة للتعيين وأمر (مُساككته)، فإنّ الصعوبة تكمن في أنه ينجز سريعاً واقعاً آخر يصعب تَدَارُكه، قرار صغير على ورقة الـA4 وينقضي الأمر، والمُوظّفون على دين ملوكهم، فتتغيّر (اليافطات) وتتبدّل (البدل) وتنشأ خُطُوط جديدة لمصانع (كسِّير التلج).. وتتراءى تراجيديا الإشفاق والخوف والغرم والغنم وتَختلط المراكز، واقعاً إطمائياً جديداً مُختلفاً.
التعيين بلا مَعايير ولا لجان اختيار ولا إعلان مَدخل لفسادٍ كبيرٍ وتَجَنِ عَلَى رُوح الثورة واغتيال معنوي، بل ومادي لآمال الناس في استرجاع حقهم في السعي نحو السعادة.
لا يستحق أيِّ أحدٍ (بريزة) أو (ترابيزة) إلا بحقها وعن ضوء وشفافية.
ومثل ذلك الدور المُريب الذي تفسحه (قحت) للجان المُقاومة – المغدق عليها – والتي تَتَهَيّأ لتتحوّل إلى (جستابو) الثورة والاحتياطي الفاعل وعند الطلب لإسكات (الخُصُوم) وفرض (البلوم).
لقد تَجَادَلَ الناس كثيراً عند اختيار الوزراء فأحسنوا الرأي في اختيار الكفاءات المُستقلة، لكنهم بليلٍ فعلوا غير ذلك وأقسموا (ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين)، إلا ابن الجزيرة أبا الجابا كبيرة ومرقها في إسرائيل.
حاز أولاد نمرة (2) على الدثور والأجور وذهبوا بعيداً أقصى القلب.. فهل انتبهتم أيها السادة إلى إنجاز بعض المعايير للاختيار وإعلان ذلك للناس بدلاً من أن تشرئب أعناقهم لدائرة (الميرغني والمهدي) و(بالله وصِّف لي بيت الأصم).
لا نحتاج أن نبدِّل سيداً بسيدٍ، ولا واسطة بواسطةٍ، وإنّما هو المعيار الواحد والفُرص المُتساوية بالقدر المتساوي.
سيدخل من حشرتموهم ليلاً في المناصب، إلى تلك المكاتب نهاراً، فيستصدروا القرارات ويثروا الجدالات ثم لا يلبثوا أن يكتسبوا أعداءً جُدداً مع كل قرارٍ وأمرٍ وتلويحٍ وحقيقة وإشاعة وجدالٍ.. فلماذا لا نحصنهم بالمدخل السليم ونرقِّيهم ونسترقيهم بالعديل والزين من كل (شيطان وهامة) ومن كل (عين لامة).
اصنعوا دَولة مُستدامة قوامها النزاهة والإنصاف والاستقامة لتمكث في الأرض ولتنفع الناس.. وليس (دفن الليل أب كُراعاً برّه).
فُرصة الانتقالية في إنجاز المهام الوطنية وتحقيق العدالة والإنصاف أكبر مِمّا يليها من مراحل.. تعرفون كيف ستأتينا الأحزاب وكيف أنها أصلاً مُؤسّسة على ذلك المنوال المقذي من شباك المصالح والترضيات و(شيلني واشيلك).!
كل الذي يأتي سريعاً سيذهب بذات السُّرعة التي أطل بها في حيواتنا.. هو يعرف وكل مرؤوسيه أنه (مفروض فرض).. وتلك قُوة دفع أولية والحلقة الأضعف غير القابلة للاستمرار طويلاً.. وإن ذات المُعادلة (الخنفشارية) التي ألقته على أبواب المُؤسّسة، هي من ستزيد من فرصة إقالته متى ما تَضَافَرت الظروف (المتحينة) والقريبة أو تعثّرت المصالح.. وستصبح المعركة الوطيس بين (الأعمى والمُكَسّر) حول مَن يستطيع الوصول إلى آذان (اللوبي) و(مافيا الكَرّاكات) أولاً..؟!
عَلّمتنا تجربة الإنقاذ أنّ شرعنة التّجاوُز مُدمِّرة ومُضرة ولو (لَفُوها) في حرير الغايات الفضلى وشراشيف الرايات النبيلة والحلاقيم.. وإنّ الحذر واجبٌ من كل مَسعى لتمرير اللا قانون واللا معيار من أجل جنة مُتوهِّمة وكنزٍ بقيعة السراب، حتى إذا ما عاد (الخنفشاريون) بالمناصب والمكاسب عُدنا بلا وطنٍ..
الإنقاذ حاولت أن (تتفكفك) من التمكين، ولكن (السوتو بي إيدها غلب أجاوديها).
فلماذا يبدأ (خفافيش الظلام) من ذات التمكين.. يعضون بنان الندم وقد تلبستهم حالة الذهان الكبريائي وجُنُون الارتياب والاضطهاد، ليبكوا عَلَى مَا ضَاعَ من فُرصٍ ثوريةٍ للاهتياج والاقتلاع، فيُحاولوا إذكاء الحريق وتوليف مَوجة أُخرى و(مقدودة الرهيفة).
نتّفق مع ود نمرة (2) الدكتور أكرم علي التوم بأن (الصحة حقٌ للجميع دُون تمييز سياسي.. الشاكي والمُتّهم على حدٍّ سواء).. ونضيف بمنطق التماثل والمُطابقة إن: (الحياة، الوظيفة، العدل، العرس، الطلاق، الكوراك، الحجاب……) حَقٌ للجَميع وليس مِنحَة مُزجاة، وإلا فلا حَق للمفصولين تعسفياً ولا حجة للقصاص.