دهشة أكتر من كده ؟!
دس الرأس في التراب كما تفعل النعامة ليس حلاً سليماً أو تصرفاً حكيماً للحفاظ على الحياة والدفاع عن النفس، إذ قد يكون الإقرار بالحقائق بشفافية وشجاعة و”بدون لولوة” هو خير وسيلة للدفاع عن النفس وتوصيل الرسالة ونيْل الاحترام ! لكن أهل اليسار والفيالق الحمراء ومن عاشوا في كُهوفهم وتدثروا بأدبياتهم يُصرِّون على ذاك السلوك السياسي المعيب وإهدار سُعرات حرارية كبيرة في تشتيت الكرة كيفما اتفق، عسى الآخر ينشغلُ وينصرفُ عن ساحة الحوار والحقيقة التي عادةً “ينبرش فيها الطرور ويثبت الصنديد” !
الزميل محمد عبد الماجد يتعامى مع سبق الإصرار والترصد عن دور “قدس” وقائدها حميدتي في تحقيق التغيير وترسيخ الأمن والاستقرار وتأمين الخدمات الأساسية للمواطن! يتعامى عن الحقيقة ويزعم أنه بحث عنها فلم يجدها! حقيقة ساطعة يُدركها كل مُواطنٍ ومُراقبٍ متجرد حتى وإن كان له رأي في “قُدس” تصرفات بعض منسوبيها! يتماهى محمد مع تيار “شيطنة قُدس” و”نعت العسكر بالسطحية”، ويترك ساحة الحقيقة وينصرف للحديث عن “الاندهاش المائي” مع أن ما يُدهش – بلا ماء – يكاد يسدُّ منافذ الهواء!
مُنظمة “الشفافية” طالبت بمراجعة القرار الذي قضى بتبعية جهاز الاتصالات والبريد لوزارة الدفاع ! بزعم أن ذلك يخالف القانون ويُعطل مهام الجهاز كسلطة رقابية معنية بتنظيم وتطوير الاتصالات وضبط معايير التنافس بين الشركات ! يطالبون بتتبيع جهاز الاتصالات والبريد لوزارة أخرى بدلاً عن وزارة الدفاع مع أنهم أول مَن أكّد أن وزارة الدفاع مثلها مثل أي وزارة وتتبع لرئيس مجلس الوزراء ! ما الذي جعل هذه “رِجْل وتلك كُراع” كما تقول الطُرفة؟ هل تعجز وزارة الدفاع عن مهام التنظيم والتطوير والضبط ومراعاة الحقوق؟ أي شراكةٍ هذه ؟ وأيّ ثقة هذه؟ أليس ذلك مما يدعو حقاً للدهشة؟
الأستاذ صديق تاور عضو مجلس السيادة أعلن عن رفضه تسيير “قحت” لمواكب للمطالبة بتعيين رئيس للقضاء ونائب عام، والمجالس باتت تتحدث عن تهديد الدكتور حمدوك بالاستقالة حال استمرت الدعوات للمواكب و”المليونيات” بدلاً عن ترك الحكومة تخطط وتعمل بهدوء! أليس هناك ما يُدهش في تصرفات قواعد “قحت” ضد حكومة “قحت”؟ تاور قال أيضاً إن مَن يختاره الثوار لمنصبي رئيس القضاء والنائب العام سيكون! مع أن الدستور يتحدث بوضوح عن وجوب ترشيح المذكورين من مجلسي القضاء العالي والنيابة؟ أليس في ذلك ما يدهش بل و”يشطب راس” ابن عبد الماجد؟
ونحن في قمة الأمل والتفاؤل بشأن ملف الحرب والسلام، قيل إن التفاوض سيتم مع عبد العزيز الحلو لوحده ومع الجبهة الثورية لوحدها وكذلك مع عبد الواحد نور! بمعنى أن المفاوضات ستكون مع ثلاثة أطراف منفصلة وغير مستعدة للذوبان في بعضها! وهناك حركات أخرى ظهرت غاضبة مُحتجة وأخرى متوقع ارتفاع صوتها قبل الموعد المضروب لبدء التفاوض ! والهمس هنا يتزايد حول ملف التفاوض وهل هو مسؤولية مجلس السيادة أم مجلس الوزراء؟ أليس في تلك التفاصيل ما يدعو لاندهاشة كبيرة؟
مظاهر الدهشة اليوم متعددة لا تكاد تنفد، وقد أدهشنا صديقنا محمد عبد الماجد بقوله إن “تبيدي يعكس نبض القراء ونحن نعكس نبض الشارع”! تُرى من أين يتحدث هؤلاء القراء يا محمد؟ أم إن مَن يقول بغير ما تروْن يذهبُ “نبضه” سُدى؟
الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم