(الصيحة) تنقل نبض أطراف التفاوُض من جوبا
جوبا: يوسف عبد المنان
شهدت مدينة جوبا، أحداثاً مهمة أمس الأول على صعيد العلاقات مع دولة الجنوب، وسياسياً باختراقٍ كبيرٍ قاده مجلس السيادة، مُمثلاً في الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي مهّد لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بعقد لقاءاتٍ امتدّت حتى قُرب منتصف الليل مع قادة الجبهة الثورية والحركة الشعبية.
وبَاتَ وشيكاً الاتّفاق بين الحكومة والجبهة الثورية على المُشاركة في هياكل السلطة الانتقالية، والاتّفاق السِّياسي على حل القضايا التي من أجلها حملت الجبهة الثورية السلاح.
ورصدت (الصيحة) من فندق كراون بمدينة جوبا مساء أمس، اجتماعاً مُغلقاً بدأ في الخامسة عصراً، استمر حتى الليل، ضم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس الجبهة الثورية ومالك عقار وجبريل إبراهيم وياسر عرمان ومني أركو مناوي وقيادات جبهة البجا، في حُضور توت قلواك مستشار رئيس دولة جنوب السودان لشؤون الأمن.
وتحدثت قيادات الجبهة الثورية بصراحةٍ شديدةٍ عن مَواقفها السياسية، وتم الاتفاق على تجاوُز المرحلة المَاضية وتَغيير لهجة الخطاب الإعلامي، وتَهيئة مناخ التفاوُض بإطلاق سراح كل الأسرى، وإصدار عفوٍ عامٍ عن المحكومين في قضايا النزاع بالمنطقتين، وإعلان وقف إطلاق النار الآن، وفتح التّواصُل الشعبي بين المناطق التي تَقع تَحت سيطرة الحركات المُسلّحة ومناطق الحكومة.
وأكد أسامة سعيد القيادي بالجبهة الثورية في حديثٍ خاصٍ لـ(الصيحة)، عن تَمَسُّكهم بالسلام العادل واحترام كل الوثائق التي وقّعت من قبل.
من جهة أخرى، دخلت حكومتا السودان وجنوب السودان في مُفاوضات ماراثونية بدأت بين وزارات الصناعة والتجارة والخارجية والداخلية والبترول والطاقة، كلّ وزير ونظيره للاتفاق حول القضايا المُشتركة، على أن يوقّع اليوم على مَحضر الاجتماعات في ختام زيارة حمدوك إلى جوبا، حيث عقد رئيس الوزراء، اجتماعاً مع رئيس دولة جنوب السودان استمر لساعتين.