منذ سقوط النظام السابق، نجد حملة شرسة ضد الإسلام في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص بعضهم يصف الإسلام بالتخلف والرجعية، والإسلاميون بتمسكهم بالإسلام السياسي هم السبب الذي أوصلنا لهذا الوضع الذي نحن فيه. والبعض يصف الإسلام بأنه دين الإرهاب، والظلم، وانتهاك الحريات، واضطهاد المرأة ونحو ذلك، وإذا رددنا عليهم سلقونا بألسنة حداد. وقالوا أنتم جزء من النظام السابق ومن المنتفعين منه. والعقلاء منهم إذا أحسنوا الظن بنا. قالوا أنتم دعاة وأئمة مساجد وهذه مسائل سياسية لا دخل لكم فيها أليست مهمتكم تعليم الناس الأحكام الشرعية؟ نقول إن هذه الشريعة الإسلامية شريعة شاملة كاملة لا يعزب عنها شيء من شئون الناس إلا بينته قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) والسياسة لا تنفصل عن الدين بأي حال من الأحوال (أعني السياسة العادلة). قال صلى الله عليه وسلم: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء إذا هلك نبي خلفه نبي فإنه لا نبي بعدي سيكون خلفاء فيكثرون قالوا يا رسول الله فيم تأمرنا؟ قال أعطوهم حقهم وأسألوا الله الذي لكم.. انتهى. وهناك مسألة في غاية الأهمية. لابد من التفريق بين الإسلام منهج الشريعة المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبين ممارسات المنتسبين للإسلام وفهمهم وتصرفاتهم. ومن يقرأ تاريخ الإسلام الطويل يجد فيه صفحات مشرقة ومضيئة وهذا هو الغالب فيها، وبالمقابل يجد فيها ظلماً واضطهادا وحروباً ونحو ذلك. لأن تصرفات الأفراد لا تنسب للإسلام لأن الإنسان عرضة للنقص والزلل.
أما مسألة حقوق المرأة وما أدراك ما حقوق المرأة وهذا الموضوع الذي تصدر الموضوعات في الأيام الماضية نقول من ظن أن المرأة في الإسلام مظلومة نسب الظلم لله سبحانه وتعالي وهذا كفر بواح والعياذ بالله. وهناك فرق بين العدل والمساواة يعني الإنسان العاقل ممكن أن يقول أعدلوا بين الرجال والنساء ولكن لا يمكن أن يقول ساووا بين الرجال والنساء لأن المساواة مستحيلة بداهة حتى في الخلقة، ونحن لسنا أعلم من الله، فالعدالة الإلهية ساوت بين الرجال والنساء في الكتاب والسنة. قال تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة). وقال تعالى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) . الآية “43” الأحزاب .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي : (النساء شقائق الرجال) .. انتهى). نواصل