لا أدري إن كان وزير الأوقاف في حكومة الدكتور حمدوك كان في خلوة ثم خرج للناس وزيراً أم كان في غار المهدي في الجزيرة أبا، ويريد أن يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، وينصف يهود السودان بل اليهودي الوحيد في السودان الذي يريد زوال الاسلام السياسي من السودان وأنصار الإسلام السياسي بالملايين ليتمتع هو بحرية الإقامة في السودان وهو في الأصل مقيم في السودان وله كافة حقوقه كمواطن، ولكن أريحية الوزير نصر الدين مفرح جعلته يتمدد ويتكاثر ويتطاول في البنيان .
ناهيك من دعوة اليهود التي أطلقها مفرح والتي احتارت الدولة العميقة في أمرها واحتارت في عرقلتها وكعبلتها، فقد زادنا الوزير مما لو قاله أحد رموز النظام السابق لخرجت مليونية تأديب الوزير فقد تحدث عن ما أسماه بمكافحة الغلو والتطرف الديني في السودان كأولوية لوزارته البهية وهذا الكلام معناه يا أمريكا لا ترفعي اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب طالما وزير الدين في السودان يتحدث عن تطرف ديني . والمصيبة الأكبر هي الحريات الدينية وحرية الدعوة فالوزير مفرح يمكن أن يقمع خصومه السياسيين تحت ذريعة الغلو والتي يمكن أن تتطور إلى ما شاء الله من الأسماء والألقاب كالتطرف والأحزاب ذات الطبيعة الدينية، وقد ظهرت هذه الدعاوى في نهاية الديمقراطية الثالثة بمحاولة سن تشريعات تمنع الأحزاب الدينية من خوض الانتخابات المقرر لها في العام 1990م، وقد عجلت تلك الأحاديث والتصريحات من قبل قادة الأحزاب التقليدية على وجه التحديد بانقلاب الإنقاذ في العام 1989م.
الوزير مفرح مفتوح الشهية على الآخر ويريد القيام بما أسماه استعادة الزكاة لوزارته من وزارة الشؤون الاجتماعية لكون الزكاة شأن ديني ولا علاقة لها بالقضايا الاجتماعية، ونحن موعودون بجناح أم جكو تجوب ديوان الزكاة التي بمصارفها المعروفة شأناً اجتماعياً محضاً وعلى رأسها معالجة الفقر التي تعتبر أولوية قصوى للحكومة الانتقالية واحد آليات هذه المعالجة هي الزكاة التي سوف تتقلص مصارفها وتنحصر في الفقراء والمساكين والعاملين عليها وابن السبيل . ويدلف الوزير إلى ما سماه حصر الأوقاف وجعل الوقف شرط الواقف وهذا الأمر موجود ولا أحد يستطيع كائناً من كان أن يغير أو يبدل في شرط الواقف، ولكن التحدي الأكبر أن الأوقاف في حالة تناقص ولم تتجاوز ما أوقفه عبد المنعم محمد عليه رحمة الله أو البغدادي عليه رحمة وإلى أوقاف كلية الطب جامعة الخرطوم وغيرهم من الخيرين وقد صارت الأوقاف محصورة في تشييد المساجد وتراجع الوقف العقاري بصورة كبيرة عما كان عليه في السابق الأمر الذي يجعل الوزير مفرح يتجه للتخطيط لزيادة الأوقاف بدلًا عن تكرار التجارب السابقة وتعليق أمر الأوقاف على المجهول ولكن وزيراً يدعو يهود السودان للعودة للوطن ويغفل أمر السودانيين الذين هاجروا إلى إسرائيل والذين أعادتهم السلطات الليبية قبل عدة أيام بالمئات وكانوا في طريقهم الى أوربا بحراً وهم يموتون غرقًا في البحار . وزير بهذه الطريقة لن يقدم في أمر الأوقاف أن لم يؤخر فرح يا مفرح .