المهام المستعجلة لحكومة حمدوك..
أولاً نبارك للشعب السوداني ولقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري اجتهادهم في تخطي مرحلة عقبات ومعوقات اختيار الطاقم الوزاري لأن فراغ الحكم الذي عاشته البلاد ألقى بظلاله السالبة على كافة مناحي الحياة وتحديداً في حالة الاقتصاد، حيث تضاعفت الأسعار بصورة فاقت الاحتمال وكذلك تأسيس العروة الصيفية للزراعة في القطاعين المروي والمطري تأثر أيضًا تأثراً كبيراً.
وبما أن المشكلة الأساسية للسودان اقتصادية وعلى إثرها اندلعت الثورة وتضخمت هذه المشكلة وباتت تحدياً من التحديات الكبيرة التي تواجه حكومة الدكتور عبد الله حمدوك مضافاً إليها الدمار والخراب الواسع الذي سببته السيول التي احتاحت البلاد في أواخر أغسطس حيث خرجت مساحات واسعة جداً في القطاع المروي والمطري من الموسم الزراعي علاوة على الدمار الذي لحق بالقرى، حيث ما زال النيل يبتلع الأراضي الزراعية والقرى في نهر النيل كما أن المعروض من الأوراق النقدية لا يزال شحيحاً مقارنه بحركة السوق كل هذه الأشياء وغيرها ساعدت في تعاظم وتفاقم تكاليف المعيشة وهي القضية الأهم أمام حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، ونحن نأمل أن تجد هذه القضية الحل السريع والمستدام من خلال العمل المتناغم لفريق حمدوك والكفاءات التي تم اختيارها، ونرى أن لا وقت لأي مناورات أو مراشقات قد تنزلق بالحكومة عن مسارها في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية وتهيئة البلاد لمرحلة الديمقراطية، وهذا يأتي أيضاً متناسقًا مع اضطلاع القطاع السياسي بمهامه في تحقيق السلام فوراً لأن الحرب وعدم تحقق السلام هو العائل الرئيس للمشكلة الاقتصادية، فإن إقرار السلام على وجه السرعة مفتاح لحل كافة قضايا البلاد، ولذلك من المهم الإسراع في استكمال الهياكل وقيام مفوضية السلام، هناك الأن فاصل كبير بين مرحلتين في الحكم، وعلينا جميعا كسودانيين أن نعظم من شأن الوطن ونعمل من أجل وحدته ومن أجل دعم الحكومة لإنجاز مهامها في التحول السريع، وذلك يتأتى من خلال استغلال الموارد الضخمة وتفجير الطاقات والقدرات في الإنتاج الزراعي المتنوع والاستغلال الأمثل للثروة المعدنية الهائلة فإذا أخفقت حكومة حمدوك في معالجة الأزمة الاقتصادية، فإن الأمور ستتدهور للأسوأ وسيدخل السودان في اهتزازات قوية فلا يعقل أن تنام دولة جائعة وهي تتوسد هذه الموارد الضخمة فإنتاج برسيم الصادر وحدة يفوق ما تجنيه البلاد من المنتج من البترول، فالحكومة أمام تحدّ في ظل توفر أسباب النجاح بعد التحول السياسي وبوادر الانفتاح على العالم والتأييد الداخلي وأمامها الآن فرصة استغلال الموارد من خلال بناء علاقات راسخة مع مؤسسات التمويل العالمية.