الخرطوم: شادية سيد أحمد
كشف رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عن خطة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالدولة خلال المرحلة القادمة، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في القوانين التي تعمل بها هذه الأجهزة، وقال: تم الشروع في إعادة النظر في كل الأجهزة وقوانينها خاصة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، مؤكداً أن القوات المسلحة لها واجبات محددة.
“الصيحة” حاولت تفكيك وقراءة هذه المعلومات مع أهل الاختصاص من الخبراء الأمنيين، الذين أجمعوا على أنها خطوة في الاتجاه الصحيح وتصب في مصلحة العمل خلال المرحلة القادمة، ورحبوا بها ووصفوها بأنها خطوة كان لابد منها، خاصة وأن عدداً منهم اعتبر أن العمل في الأجهزة الاستخباراتية خلال الفترة السابقة كان بعيداً عن العلمية، فيما رأى آخرون ضرورة النظر في إعادة تأهيل الكوادر حتى تواكب هذه الأجهزة العالمية ووصفوها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح مع ضرورة الاستفادة من ذوي الخبرة في العمل الاستخباراتي لوضع لبنات سليمة لهذه الأجهزة خلال المرحلة المقبلة.
مشروعات متفرقة
الخبير الأمني الدولي حسين كرشوم، قال إنه خلال الفترات الماضية صدرت مشروعات متفرقة لعدد من القوانين، وإعادة الهيكلة تعني جهاز المخابرات القومي الذي يختص بالأمن القومي والأمن الداخلي جزء من جهاز الشرطة.
وأضاف خلال حديثه لـ” الصيحة” أن هذه المشاريع المتفرقة يراد بها أن تصدر في حزمة واحدة، وهذا بالطبع يحتاج بالضرورة إلى إعادة النظر في القوانين التي تعمل بها هذه الأجهزة، وأضاف: إعادة الهيكلة ربما المقصود بها فيما يخص الأمن الداخلي أن تكون مسؤولية وزارة الداخلية، على أن تتبع مسؤولية جهاز الأمن والمخابرات العامة لمجلس السيادة ومجلس الوزراء.
خطوة في الاتجاه الصحيح
من جانبه، يرى العميد أحمد الجعلي أن هناك ضرورة ملحة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية خلال المرحلة القادمة “الفترة الانتقالية”، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة خلال فترة النظام السابق كانت بعيدة عن العمل الاستخباراتي، ولذلك لابد من إعادة النظر في هيكلتها حتي تواكب الأجهزة العالمية خاصة فيما يلي جهاز الأمن والمخابرات ليكون جهاز مخابرات حقيقياً وتصب معلوماته في مصلحة الدولة، جهاز منوط به العمليات الاستخباراتية الحقيقية، ولا يشارك في العمليات العسكرية بصورة مباشرة بعيداً عن العنف والضرب، وأن تسخر كل مقدراته للعمل العلمي، وأن تكون كوادره مؤهلة بصورة علمية تأهيلاً حقيقياً، وألا يكون جهازاً مترهلاً، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في الكوادرالعاملة الآن.
واعتبر الجعلي خلال حديثه لـ” الصيحة” أن حديث رئيس مجلس السيادة، عن وجود خطة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ودعا إلى الاستفادة من تجربة جهاز الاستخبارات العام في عهد الرئيس الأسبق جعفرمحمد نميري، وأكد ضرورة الاستعانة بلجان لها خبرة في العمل الاستخباراتي لوضع اللبنات الصحيحة لجهاز الاستخبارات القادم.
دليل عافية
ويقول اللواء عمر تولا، إن التغيير وإعادة الهيكلة تشمل التغيير في المواقع أو الأفراد أو استحداث مواقع جديدة بإجراء بعض التعديلات والتغيير له عدة أشكال أو ربما تغيير في الأنظمة أو الوحدات وإعادة النظر في القوانين، كذلك لا يخرج عن إطار إعادة الهيكلة، وأضاف تولا في حديثه لـ”الصيحة” أن إعادة الهيكلة في الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة إعادة النظر في القوانين المعمول بها دليل عافية وخطوة في الاتجاه الصحيح نرحب بها.
مرحلة مختلفة
وقال الفريق ركن إبراهيم الرشيد إنه بعد كل تغيير كبير في أي دولة لا بد أن تتبعه إعادة هيكلة القوات المسلحة، والتغيير الكبير الذي حدث في السودان يتطلب ذلك، حيث أن رئيس المجلس السيادي أصبح القائد العام، وهذه لم تكن موجودة في الفترة السابقة، مما يتطلب ضرورة إعادة هيكلة القوات المسلحة، وإعادة هيكلة الأركان المشتركة على أساس وجود قائد عام، وأضاف لـ” الصيحة” أن الجيوش والأجهزة الأمنية الأخرى دائماً تخضع للسياسات العسكرية للدولة، في إشارة إلى أن المرحلة الحالية تختلف عن المرحلة السابقة مما يتطلب ضرورة إعادة الهيكلة في الأجهزة الأمنية، وقال إنه من الواضح سيتم إلغاء هيئة الاركان المشتركة، وهذا ما ذهب إليه المجلس السيادي، والسياسات العسكرية دائماً تضعها الحكومات المنتخبة ولكن لأن الفترة الانتقالية مدتها طويلة 39 شهراً لابد من إعادة النظر في الهيكلة من قبل القائد العام بما يخدم استتباب الامن وتحقيق الاستقرار لحين إجراء الانتخابات والبرلمان المنتخب، وقال إن وضع السياسة العسكرية له متطلبات تتصل بتنفيذ السياسات العسكرية.