الزميل الودود الأستاذ محمد عبد الماجد كتب قبل أيّامٍ وعلى طريقة “الغضب النبيل” مُستنكراً ما كتبناه مراراً وما نشرناه هنا من آراءٍ لقرّاء حول القائد حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع والدور الذي لعبه شخصياً ولعبته قُوّاته خلال المرحلة العصيبة الماضية، رمانا الزميل العزيز بالاندهاشة وأن ما قام به حميدتي لا يدعو للاندهاش بل تنحصرُ فقط الدهشة فيما قدمه شباب الثورة مما لا يُشاهد إلا في أفلام الخيال العلمي!
المُزايدة والضرب على الأوتار العاطفية الحسّاسة من الأدبيات الشيوعية واليسارية المعروفة والمحفوظة حيث يلجأ إليها اللاجئ حين يبحث عن الحقيقة فلا يجدها إلى جانبه! تخيّل عزيزي القارئ أنّ كاتباً يكتب بوضوح ويقول إن حميدتي وقُوّاته كان لهم دور في حماية الثورة والثوار خلال الساعات الحاسمة، وإنّهم أمَّنوا مسيرة التغيير واضطلعوا بمهام الأمن الداخلي وتَوفير الخَدَمات خلال أشهرٍ من الفراغ التّنفيذي القاتل! أين الاندهاشة والخيال العلمي هنا؟!
اضطلاع حميدتي وقُوّاته بأدوارٍ مُهمّةٍ، لا يعني أنّهم بدون أخطاء محلّها التقصِّي والتّحقيق، ولا يعني أنّ غيرهم لم يضطلع بدورٍ عظيمٍ، ولا يعني أن مَن لقوا ربهم شهداء من الأطراف كافة بلا قِيمةٍ، هذه مُقابلات غير موضوعية تُشَابِه نمط “غريق البحر ولا جرّاي الحُصان؟ حلو السُّكّر ولا تعبان الهلال”؟! الحديث عن حميدتي وأدوار “قدس” التي ينكرها البعض ويبخسها بصورةٍ مُدهشةٍ، لا علاقة له بعَظمة ومَكَانَة الشهداء الذين تنتظر أُسرهم إنصافهم!
المُبدع هاشم صديق كتب أغنية رائعة غنّاها الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد جاء في أحد مقاطعها “حاجة زي ما تكون مُحلِّق في العواصف فجأة تهبط للسكون” وكأني بالحبيب محمد عبد الماجد في مجلس اندياح دياليتكي واندهاش ثوري فوق العلالي ثم فجأة يهبط للسكون حيث “عسل مختوم” الذي لم يفعل غير التعبير عن الحقيقة وعكس نبض القُرّاء القادحُ منهم والمادح، وحميدتي لم يعد شخصية هامشية، بل حاضر وفاعل في المسرح السياسي.
نسأل الله أن ينفع البلاد والعباد بحميدتي وبحمدوك وبالسياديين والتنفيذيين كافة، فالمواطن طحنه الغلاء ورداءة الخدمات، وصبر ولا يزال صابراً، يحيي على آمال وأحلامٍ مَشروعة، الشعارات والمُزايدات يخف وزنها ويقل ثمنها كل مساءٍ وصباحٍ، الوقت لتوحيد الجهود وتوظيف الطاقات والتخطيطُ والعزمُ والعمل.
مع القراء الكرام:
القارئ د. عادل عبد المنعم يقول إنّ من أوْلى مهام الحكومة الانتقالية هي قضية الاحتلال المصري لمثلث حلايب، يجب أن تصل القضية إلى محكمة العدل الدولية وإلا على الثورة السلام.
القارئ يوسف علي الغزالي “النيل الأبيض – الشطيب” أشاد بما كتبناه حول أولويات حكومة حمدوك، وقال إنّه من المُهم عنده مُكافحة التهريب والجبايات غير القانونية وتشجيع المُزارع.
القارئ عبد الله إدريس قال إننا غيّرنا النظام السابق ومن المُهم أن نُغيِّر أنفسنا، وقال إنّ حملة الأقلام الصحفية دورهم خلال المرحلة المقبلة رائد ومهم وعليهم أداءه بمهنية واحترافية وصلابة، وعليهم ألا يقبلوا أية وصاية حتى من “قحت” نفسها.
الرقم 0912392489 مُخَصّص لاستقبال رسائلكم