قوى التغيير (زادت الطين بلة) بمخالفتها العهود
ما يجري الآن في دهاليز قوى التغيير عيب على الثورة
سلفاكير على معرفة بقضايا الثورة والهامش أكثر من الآخرين
لدينا قضايا محددة لن نتنازل عنها مهما كانت مواقف قوى التغيير
الحديث لا زال مبكراً عن انتفاء أسباب الحرب الداخلية
لن تكون هناك أنصاف حلول أو مجاملات في قضية الحرب والسلام
إذا أردنا إخراج الشارع السوداني لفعلنا وليس هناك من يدعي امتلاكه
لسنا بحاجة لوثيقة كُتبت من أناس معينين لأهداف معينة
حاوره: صلاح مختار
تحظى الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان بقيادة منى أركو مناوي وحركة عبد الواحد نور، وتحالف قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر أبوبكر حجر وغيرها من الحركات، تحظى باستضافة كريمة من حكومة دولة الجنوب وتحت رعاية الرئيس سلفاكير ميارديت.
يبدو أن الاجتماعات التي تلتئم في جوبا تسعى في المقام الأول إلى وحدة الحركات المسلحة ثم الاندماج في عملية السلام بالسودان التي وضعت لها الحكومة الانتقالية مساحة واسعة في الوثيقة الدستورية.
معظم الحركات المسلحة وصلت إلى جوبا ودخلت في اجتماعات متواصلة لاستجلاء ما وراء تلك الاجتماعات، ومن مقر إقامته بجوبا طرحنا على رئيس تحالف قوى تحرير السودان الطاهر حجر عدة أسئلة، فماذا قال في الحوار..
*لديكم الآن تحالف مع عبد العزيز الحلو ومطروح تحالف آخر هل يجب ذلك ما قبله؟
– نعم لدينا تحالف مع الحلو في إطار الكتلة التاريخية السودانية وكذلك الآن صحيح مطروح تحالف آخر، ولكن في الأساس نحن لسنا جزءاً أساسياً من الجبهة الثورية، وهنالك جبهتان الثورية بقيادة مالك عقار والجبهة الثورية بقيادة مناوي، وأي واحد منهما يضم تحته تنظيمات ثورية، الآن هناك تحالف مطروح أو متوقع من خلال المشاورات الجارية في جوبا، ولكن حتى الآن لم يطرح تحالف ثالث كي يجب ما قبله. بالتالي المشاورات في جوبا في إطار وحدة قوى المقاومة، وفي إطار القضايا ومنبر السلام والتفاوض والوفود المشتركة، وحتى الآن لم يكن هناك طرح جديد حتى يكون يكون هناك تحالف يجب ما قبله.
*هل هناك مساعٍ لوحدة فصائل محددة في جوبا؟
– هناك مساعٍ حثيثة لتوحيد الجبهتين الثوريتين وتعود كما كانت وأعتقد المسألة ليست متناقضة بل منسجمة، وعلى كل الأحوال الناس سيجدون مظلة للعمل المشترك في الجبهات المشتركة, بالتالي إذا وجدت مظلة تجمع كل الناس أعتقد لا مانع في ذلك، ويعتبر مزيداً من التنظيم والوحدة وتجويد العمل وتسهيل مناقشة القضايا في وفود مشتركة ومنبر واحد. لأن تعدد المنابر يخلق تقاطع مصالح محلية وإقليمية، ولكن إذا وجدت مظلة تجمع كل التنظيمات يعتبر الأفيد والأفضل وسوف نسعى إلى ذلك، وحينها نقول إنه يجب ما قبله، ولكن ليس هناك تحالف آخر حتى الآن.
*ما الذي يميز مبادرة سلفاكير عن بقية المبادرات؟
– أعتقد أن مبادرة سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان ما يميزها عن بقية المبادرات أن الرئيس سلفاكير على معرفة بقضايا الثورة والهامش أكثر من الآخرين من دول الجوار مع احترامنا لها، كذلك أنه ملم بالقضايا والحكومة السودانية وشكل المعاناة وقضايا الهامش والمركز, وأعتقد نحن شعب واحد وهي ميزة مع جنوب السودان يفهمون القضية السودانية بشكل جيد بأبعاده المختلفة، كذلك الثقة التي يجدها سلفاكير من الحركات الثورية ومن قوى الهامش باعتباره أباً للثوار ويعرفها جيداً، والآن لدينا إحساس أننا متواجدون في بلدنا ولسنا غرباء في بلد آخر، ولكن هذا لا يعني أن الدول الأخرى نقلل من شأنها، هنالك مصر وتشاد وارتيريا وأثيوبيا وكينيا وأوغندا، وكل دول الجوار لها بصماتها، ومسألة الثقة والمعرفة تلعب دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف
*هنالك خلاف كبير بدأ بين الجبهة الثورية وقوى التغيير، هل يؤثر ذلك على مسار التفاوض في جوبا؟
– هنا في جوبا لم يكن هنالك تفاوض، وإنما مشاورات لم تبدأ بعد بشكل رسمي، بالإضافة إلى مشاورات داخلية وتواصل بينها، انتهزت الحركات فرصة وجودها في جوبا للتشاور، ولكن المبادرة الرسمية من دولة الجنوب لم تبدأ بعد، ولكن نحن في تجمع قوى تحرير السودان لم نكن بين تحالف الجبهة الثورية، وبالتالي لم نكن جزءاً من نداء السودان، ولذلك لم نكن جزءاً من قوى الحرية والتغيير بالداخل، نحن لم نوقع إعلان الحرية ربما السؤال مهم، ولكن إذا كانت هناك مفاوضات بالتأكيد سوف تؤثر، وبالتالي التأثير كأنه لم يكن لأننا لم نكن جزءاً منهم.
* في حال تكوين الحكومة الانتقالية كيف ترى مسيرة التفاوض؟
– بالتأكيد قد تؤثر على المفاوضات، ولكن ما يجري الآن في جوبا ليس لإعلان الحرية والتغيير شأن فيه. وبالتالي أي شكل من أشكال المفاوضات إذا بدأ هي مسألة إيجابية ستقرب من وجهات النظر ستؤدي إلى وقف التناحر والخلافات.
*ولكن التفاوض بدأ في أديس وتكرر في القاهرة؟
– في تقديرنا ما حدث في أديس أبابا والقاهرة فيه سرقة واضحة لمجهودات الجميع، والثورة السودانية امتداد لنضالات سابقة عبر التاريخ ضد الأنظمة الشمولية والحكومات، بالتالي هي امتداد لنضالات الحركات المسلحة بشكل عام، وكذلك عملنا وقف عدائيات دعمًا للثورة السلمية والتحول الديمقراطي وأعلنا وقف إطلاق النار لمدة أربعة اشهر حتى لا تتذرع الحكومة بأن الحركات المسلحة لها تحركات ويتم استهدافها بالسلاح، ولكن قوى الإعلان والتغيير لم تقدر تلك المجهودات وذهبت تجاه المحاصصات والجري وراء السلطة والمناصب.
*هل تتحدثون عن منبر موحد لمناقشة القضايا؟
– نعم، نقول: يجب أن تناقش تلك القضايا في منبر موحد بكل جدية، ونحن لدينا قضايا محددة لن نتنازل عنها مهما كان إعلان الحرية والتغيير، ومن الأهمية بمكان لدينا واجب تجاه تلك القضايا وتجاه وحدة السودان وحل مشكلته، وبالتالي نتغاضى عن الصغائر باعتبارنا بشراً، ونتعامل في بيئة سياسية في وجود الخلاف، لدينا رؤية وأهداف محددة ذات خصوصية في دارفور والنيل الأزرق والمناطق المتأثرة بالحرب، عليه ننتظر المفاوضات.
*يتحدث البعض عن انتفاء أسباب الحرب هل خاطبت الوثيقة قضايا السلام في السودان؟
– أولاً، انتفاء أسباب الحرب حتى الآن الوقت مبكر عليها، نعتقد أننا في تجمع قوى تحرير السودان لا زال النظام البائد موجوداً وما زال تفكير إعلان قوى التغيير يحمل نفس العقلية ونفس الإقصاء والتفكير العنصري البغيض والانتقائي، بالنسبة لنا ثورة ديسمبر امتداد لنضالات الشعب السوداني عبر الثورات المختلفة، ولكن قوى التغيير تتعمد أن يؤرخوا للثورة بديسمبر، وكذلك يتم إحياء ذكرى شهداء ديسمبر فقط ويتركون سائر شهداء الثورات السودانية على امتداد العصور، إنسان بهذا الشكل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول انتفت معه أسباب الحرب.
* ولكن الوثيقة حددت كيفية إحلال السلام؟
– بالنسبة للوثيقة لم تخاطب أي مشكلة في أي قضية من القضايا، بل تحدثت عن مبادئ عامة للسلام وهو شيء طبيعي في أي وثيقة وهذا لا يهمنا كثيراً، أعتقد تلك القضايا مكانها التفاوض، إذا وضعت في الوثيقة أم لم توضع هذا يخص الذين وقعوا عليها والذين التزموا بها, ولكن من جانبنا في التجمع لدينا أشياء محددة لمعالجة مشكلة السودان، إذا كانت هنالك حكومة ذات إرادة قوية وتوفرت الإرادة السياسية والقدرة لمعالجة مشكلة الحرب والسلام في السودان نحن مستعدون لمناقشتها.
* هل أسباب الحرب موجودة حتى الآن بعد الثورة؟
– موجودة في المشاكل الاجتماعية، الإقصاء، والعقلية الاستعلائية موجودة، نحن لا نريد أن نبدل البشير ببشير آخر، نريد أن نتحدث عن كيف يحكم السودان وعن قضايا الحواكير والعدالة والعدالة الانتقالية، واللاجئين والحريات العامة، أعتقد نحن أمام تحدٍّ كبير لسنا بحاجة لوثيقة كتبت من ناس معينين لأهداف معينة، أمامنا منبر التفاوض وجادون في مسألة تحقيق السلام، ولنا واجب في بناء الوطن، ولكن هذه المرة لم تكن هناك أنصاف حلول، ولم تكن هناك مسائل تسويفية، ولم يكن هناك أي مجال لمجاملات في قضية الحرب والسلام، عليه سنناقش هذه القضايا في المنبر، ونرى إذا انتفت الأسباب أو لم تنتفِ، وبالتالي من السابق لأوانه الحديث عن انتفاء الأسباب أو جدية هؤلاء.
* كيف تنظر للواقع الداخلي في ظل ترشيحات الحكومة الجديدة؟
– نعتقد أن ما يجري بالداخل من ترشيحات للحكومة الانتقالية عملية محاصصة بين الكتل المكونة لإعلان الحرية والتغيير، وهذا الأمر لا يعنينا كثيراً، ولكن ننظر للواقع الداخلي بأنه منقسم، وما جرى في نيالا وفي الفاشر من مشاحنات وإعلان الحرية والتغيير تدعي أنها تمتلك الشارع، نحن اليوم إذا أردنا إخراج الشارع السوداني يمكن أن نخرجه، ليس هناك من يدعي أنه يمتلك الشارع، لأن الحالة السودانية أصبحت منقسمة وإعلان الحرية والتغيير (زادت الطين بلة) بتقسيم الناس ومخالفتهم للعهود بينها ومكوناتها الأخرى في الجبهة الثورية والآخرين, مما أدى إلى انقسام في المجتمع علاوة على الانقسام الذي كان بسبب النظام السابق، هذه المسألة يجب أن تعالج.
* الواقع الداخلي بدأ متفائلاً هل تراجع هذا المؤشر؟
– بالتأكيد الواقع الداخلي مرير، والناس كانت تأمل بعد مرحلة الإعلان الدستوري تكوين حكومة كفاءات أو تكنقراط لتجاوز المرحلة الانتقالية لها مهام محددة منها وقف الحرب وتحقيق السلام ومسألة خروج البلاد من الأزمة الاقتصادية وقائمة الدول الراعية للإرهاب، بالإضافة لمناقشة مسودة الدستور تلك الوعود وعدت بها قوى التغيير، ولكنها خالفت الأمر، وجلست للمحاصصة فيما بينها، في الأول وعدت بكفاءات من خارج الأحزاب والآن تراجعت وأصبحت محاصصات داخل دهاليز مكاتب تحالف قوى التغيير مع المهنيين، هذه سرقة للثورة وإهانة للشهداء والشعب السوداني الذي بذل جهداً كبيراً في ذهاب النظام السابق، الآن الهامش يتحدث عن أن هؤلاء تجاوزوا كل القضايا وبدأوا يتهافتون حول السلطة.
* لماذا رفضتم التوقيع على إعلان الحرية والتغيير؟
– نحن رفضنا التوقيع على وثيقة إعلان الحرية والتغيير للأسلوب الذي تنتهجه في إدارة الثورة، ونحن كسودانيين نرفض طريقة الاختيار رغم أنها ثورة وعدت الناس بعد نجاحها تكوين حكومة كفاءات وتراجعت عنها، طريقة الاختيار للوزارء ذلك السلوك واضح غير مستقيم، ولن تمارس قوى الحرية والتغيير ممارسة العنصرية والكذب حتى على الثورة والشعب . ما يجري الآن في دهاليز إعلان الحرية والتغيير عيب على الثورة السودانية والساسة السودانيين, حتى الآن دماء الشهداء لم تجف، وهم يتهافتون بهذا الشكل، ويهينون الثورة السودانية، نحن نرفض هذا الشكل جملة وتفصيلاً، وعليه نحن نرى هؤلاء زمنهم قصير وطريقة تفكيرهم قصيرة فكرياً، يمكن أن ينتهي إلى هذا الحد من المهزلة، ولا أعتقد أن الأمر يتقدم إلى الأمام.
* لمَ لا تعود الحركات الحركات المسلحة للداخل وتتحول إلى جسم سياسي؟
– مصير الحركات أن تعود للداخل خاصة المناطق المتضررة من الحرب تحتاج لمعالجات في منبر تفاوضي لحل المشاكل، لأنها قضايا ذات خصوصية. أتمنى مناقشة تلك القضايا بجدية وتتوفر الإرادة السياسية للحكومة الانتقالية لمناقشتها بجدية ومعالجة جذور الأزمة السودانية. بالتالي من الطبيعي أن توقع الحركات اتفاقية سلام مع الحكومة الانتقالية، ولكن لا يمكن للحركات المسلحة وهي تقاتل حوالي (17) عاماً الحكومة البائدة كونها ترجع دون اتفاقيات ومناقشة جذور المشكلة السودانية بتفاصيلها، كذلك مسائل مرتبطة بخصوصية الحركات المسلحة ترتيباتنا الأمنية والمناطق المتضررة بالحرب ومسألة العدالة، لذلك لا مجال لعودة الحركات إلى الداخل مجرد سقوط الحكومة وتكوين حكومة انتقالية، لذلك الترتيبات اللاحقة يجب تكون في مدة أقصاها التي حددتها الوثيقة، ولكن نعتقد أن المسائل لا تحدد بفترة، ولكن لإتاحة الفرصة للحكومة الانتقالية لإخراج البلاد من النفق، أعتقد أن الحركات أكثر جدية في العملية السلمية، وتحقيق السلام، ولا نعود إلى الحرب، وأعتقد المسألة ساهلة إذا توفرت الإرادة السياسية للحكومة الانتقالية.
* كيف تفكرون لمستقبل تحالفكم ومستقبل السلام في السودان؟
– نتفاءل خيراً بالحكومة الانتقالية إذا توفرت لديها الإرادة السياسية والقدرة على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. لأن التحالف أساساً مبني لهدف الذين يؤمنون بالتغيير الجذري في السودان وتحقيق دولة المواطنة، هذا التحالف ليس لليوم، ولكن للمستقبل بعد تحقيق دولة المواطنة والسلام ولملمة الشتات، وأعتقد أن التحالف ينفع لقيادة السودان للمرحلة المقبلة باعتبار أننا نسعى في الكتلة لإخراج أزامات البلاد في الأحزاب الكثيرة وانشطارات الأحزاب وتكرار الأحزاب التقليدية، ونعتقد أن الكتلة لها القدرة القوية لإخراج السودان من الأزمة التي لازمته طوال 60 عاماً، وبالتالي نحن نتفاءل بأن السلام سيكون مصير السودان.
من السهل بناء السلام والسلام ليس فقط إيقاف الحرب، وإنما يحتاج إلى سلام اجتماعي وتوفير الأمن للجميع، هذه المسائل تحتاج لجهد كبير والتحالف لديه واجب منتظر في لملمة السودانيين والذين يؤمنون بالتغيير الجذري.