لحظة غَضب
لم أكن أُصدِّق أنّ ولاء البوشي هي صَاحبة تلك (البوستات) على (الفيس بوك).. ورددت عن شفتي جارحة التعليق، محسناً الظن بها وعلى جزم يقيني أنّ البوستات (مُندسة) و(فوتوشوب) لا تلبث أن يتم نفي نسبتها إلى وزير الشباب والرياضة، لكن ولاء خذلتني، وبشجاعةٍ لا تحسد عليها قالت قبل أداء القَسم: (أنا قلتو… وأنا ستو)..!
أجهضت البوشي رغبتي في تبرئة ساحتها من ذلك (الحسكنيت) الذي دخلته مغاضبة.
غضب الناس ليس ظرفاً مُخفّفاً، دعك من أن يكون تبريراً لارتكاب المعاصي والجرائم أو حتى اللمم، في لحظة الغَضب يفتح الإنسان فمه ويُغلق عقله، فإن تَمالكت نَفسك في هذه اللحظة الواحدة سَتُوفِّر على نفسك أيّاماً من الحُزن والندم.
وصفت البوشي نفسها وهي تعتذر عن (بوستاتها) والغضب بأنّ حالة قاسية من الحُزن والقهر اعترتها، وأفسدت عليها علاقتها والمنطق، وقبل أن تتمكّن من التّماسُك بَعدها كَانت قَد شتّت – وفق ما قالت – لغة غير مُناسبة!!..
كَانت غاضبة فأرسلت حممها نحو الصادق المهدي وحميدتي والبرهان و(الجيش السوداني) والقبائل التي أيّدت حميدتي والجنجويد ومصر والسعودية والإمارات، ثُمّ بشّرت ودَعَت لتدخُّل عسكري دولي وبريطاني تحديداً، وأسمت المُفاوضين بالخونة:
(ما مننا ولا حيكون… والبلد ما بتشيلنا الاتنين…).
من كل هذا الرجم عادت ولاء في تسجيلها الصوتي لتعتذر فقط لحزب الأمة وهيئة شؤون الأنصار..؟!
لم تَنسَ أن تُبشِّرنا ببرامج عملها من أجل التغيير وقُرب إطلاق مَنَصّات لعرض الأفلام الأجنبية لتبدأ أمر إصحاحنا والمُعالجة!!
والفيلم الذي دعتنا له كـ(قولة خير) هو فيلم (freedom writers) لكاتبته (إرين غرويل) والذي أُنتج في العام 2007م!!
العلاج بالرقيات…
العلاج بالزار…
العلاج بالأفلام…
كلو (طلس)…
لا يفي بالمطلوب ولا يُعالج (نوبات الغضب) المُنتظرة حال اختلف إلى بهو وزارتها أولتراس الهلال والمريخ ومعاً، أو حشر (محمد عبد الماجد وسلك) أنفهما في تفاصيل (الوزارة والمهرجان).. نحتاج لأكثر من الأفلام.
ولولا فهم مغلوط ومتجنٍ للمدنية لكنا سنقدم بين يدي غضبها تلك الوصية التي حازها ذلك الرجل يوم أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: “لا تغضب، فردد مراراً ، قال: لا تغضب”.
ولولا بعض مشاحناتها مع شؤون الأنصار لنصحوها بالتأسي بهدية صلى الله عليه وسلم وذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان والوضوء وتغيير الحالة إما بالجلوس أو الاضطجاع أو الخروج أو السكون والسكوت وتذكر استحضار ما ورد في كظم الغيظ من الأجر الثواب وما ورد في عَاقبة الغَضب من الخيبة والخسران استعانة وجدانية خَالصة بالدعاء، وتوافُقا مع المدنية نحيل ابنة الجمهوري المفتن لما نصح به الدكتور عماد السني اختصاصي الطب النفسي والعصبي لتلافي نوبات الغضب:
(الغضب من السلوك غير المُستحب ويستبدل مع التدريب والتعلم بسلوك آخر أكثر إيجابيةً للتكيف والتّوافُق مع المواقف الصعبة.. والعلاج المعرفي الذي يعتمد على تغيير الأفكَـــــار الـــــلا عقلانيّـــــة).
أمّا (المرافعات) فتهديها رائعة الشاعر (حميدة أبو عشر) والتي غنّاها
(عبد الحميد يوسف) قبل أن تأتي إلى الدنيا ولاء:
(الاشتياق والاحتراق والوجـــــد لي
والانسجام والابتسام والحسن لك
خايف خدودك تنجرح من نظرتي
وخايف فؤادي يذوب غرام من نظرتك
جرت وجفيت وجفاك مريع
على كلِّ حَال غَضَبك جميل زي بسمتك)..
واتفـــــرّج يا ســـــلام…