غندور ..حمدوك إذا تُرك وحده دون تدخل من أحد سيقود الدولة بنجاح
لن نشارك في الفترة الحالية وسننتظر الانتخابات وسنرضى بما يقوله الشعب
المؤتمر الوطني لن يحمي فاسداً أو مجرماً وعلى العدالة أن تأخذ مجراها
علينا ألا نستعجل في الأحكام ومن قتل المتظاهرين سيكشفه التحقيق
إذا طُلِبت مني شهادة في الفترة التي كنتُ أعمل فيها فلن أتردد
أخيراً ظهر رئيس المؤتمر الوطني المكلف البرفيسور إبراهيم غندور في حوار أجرته معه قناة “الحرة” حول الراهن السياسي ومآلات الأوضاع ومستقبل الحزب خلال المرحلة المقبلة.
غندور الذي ظهر كما عُرف عنه هادئاً ومتوازناً في حديثه مؤكداً أن الوطني جزء من هذه الدولة، مشددًا على ضرورة محاسبة كل من أفسد أو أجرم من عضوية الوطني وتقديمه لمحاكمة عادلة، فضلاً عن أنه سيشهد أمام المحكمة متى ما طلب منه ذلك خلال الفترة التي تولى فيها وزارة الخارجية أو داخل الحزب.
رصد : النذير دفع الله
*لماذا لم تخرج قيادات الوطني إلى العلن بل اختفت عن الساحة؟
كانت هناك ثورة شعبية كبيرة على نظام الحكم، وبالتالي كان من العقل الابتعاد قليلاً عن التواجد السياسي استشعاراً من الحزب أن هناك رغبة كبيرة في التغيير ونحن كنا في الحكم ونعرف التآمر الذي يتم ومحاولة تقسيم وضرب المجتمع مع بعضه، وتصادم أبناء السودان، لذلك آثر الحزب الابتعاد قليلًا حتى يترك الشعب السوداني أن يصل لما يريد، عليه ابتعدت قيادات الحزب وتركت الأمر للشارع ليقرر ذلك، ولكنه حزب موجود ومسجل وفقاً للقوانين واللوائح التي تنظم ذلك، نحن جزء من الشعب السوداني الذي ينشد الديمقراطية والحرية وسنعمل على ذلك مع كل القوى الأخرى والعدالة للجميع.
*كيف سيخرج الحزب من دائرة الاتهام أنه من قتل المتظاهرين؟
كل من ارتكب جرماً ضد الشعب، يجب أن يحاكم محاكمة عادلة.
*من أصدر الأمر بقتل المتظاهرين؟
الآن تم الاتفاق على تحقيق حول من قتل المتظاهرين وأنا شخصياً أدعم هذا التوجه، ولكن لا يمكن أن نتهم من قتل المتظاهرين دون دليل الأجهرة التي قامت بالقتل ولكن نثق في كل الأجهزة الأمنية.
*لماذا تبدي تحفظاً حول هذا الأمر؟
أنا لا أبدي تحفظاً ولكني استمعت لهذا الحديث من الفريق أول حميدتي، ولكن إذا كان هذا ما حدث، فالبشير الآن أمام العدالة وأن التحقيق سيكشف كل ما قيل وحدث، لذلك علينا ألا نستبق الاحداث وإجراء تحقيق دقيق من وجّه بقتل المتظاهرين.
لو طلبت منك شهادة في وقت عملك هل ستشهد ضد البشير؟
قطعاً لا أستطيع القول إنني سأشهد مع أو ضد بل سأشهد بما أعلم في البشير أو المؤتمر الوطني وأن الشهادة لله، وبالتالي من يشهد وهو على اليمين لا يمكن أن يكذب، وجاهز في أي فترة كنت فيها مسؤولاً أن أشهد بما حدث، وأن أتقدم وبنفسي إذا كنت أجرمت في حق هذا الشعب، وليس لنا تخوف من العدالة أو بما نعرف، وإذا لم نفتح ملفاتنا منذ الاستقلال فلن ينصلح حالنا الشعب واعٍ ومعلم وذكي لابد أن نتكاتف ونجعل التغيير يمضي.
*هل أنت مرتاح من محاكمه البشير؟
أنا مع العدالة، والعدالة يمكن أن تريح أي شخص، وبالتالي يجب أن تتخذ مجراها لأي شخص ارتكب جريمة، والبشير ذهب للعدالة، وأن محاكمته هي رسالة للشعب السوداني ولبقية الشعوب أننا نثق في قضائنا العادل.
*يقال إن الحزب كان بإمكانه تخطي كل ذلك، ما حدث ذلك من يعارض ويوافق؟
حزبنا ظل في الحكم لمدة 30 عاماً لابد أن تكون هناك نجاحات وتراكمات.
*لابد أيضاً أن تكون هناك خيانة أليس كذلك؟
لا أستطيع أن أقول هناك خيانة، لأن الخيانة كلمة عظيمة عند الله والناس، لا يمكن إطلاقها جزافاً، ولكن أقول إن قيادة المؤتمر الوطني عندما رأت خروج الشعب ألا نصطدم مع الشعب للمحافظة على البلد كنا في الحكم ونعلم حجم التآمر وما يحاك ضدها وكل الدول تشظت بعد الثورات.
*خطاب الرئيس قبل ساعات من التغيير كان يقول إن التظاهرات انحسرت وما حدث كان خارج إرادة الحزب؟
أيِّ حزبٍ حاكمٍ في مثل هذه الظروف تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض، ولكن الرأي الغالب ما قلته لك في بقاء الأجهزة الرسيمة، وبقاء قواعد الحزب خارج الصراع كان دلالة واضحة بأننا نريد المُحافظة على بلادنا وكل ذلك بوعي قيادات المؤتمر الوطني، لذلك عليك المُقارنة ما حدث في السودان والدول الأخرى هو وعي الأجهزة الأمنية، وقيادات المؤتمر الوطني التي فضّلت عدم الاحتكاك، نحن جزءٌ من هذه الفترة الانتقالية القادمة وسندعم شعارات الحرية والسلام والعدالة.
هل تعتقد أنّ حزب المؤتمر الوطني سينهض مرة أخرى بعد سقوط البشير؟
الفرق بين الاتحاد الاشتراكي السوداني والمؤتمر الوطني، أن الوطني بني على مجموعة أحزاب في الجمعية التأسيسية قبل 89 وبالتالي قيادات الوطني واثقة تماماً بأنها ستعبر المرحلة، هذا فرقٌ كبيرٌ، المؤتمر الوطني سيعبر، وهناك فرق بين حزب في الحكومة والآخر مُعارض، عضوية الوطني ستكون مُتماسكة وسنعبر مع الآخرين لبناء السودان في هذه الفترة.
هل للحزب القدرة على تقديم الدلائل والأسماء من عُضويته للعدالة؟
حزب المؤتمر الوطني مع العدالة ومع التحقيق في كل من أفسد أو أجرم، والحزب لا يُدافع عن فاسد أو مُجرم، نحن نعكف على تقييم تجربتنا سلباً أو إيجاباً حتى يستفيد منها الشعب متى ما راجع التاريخ، أقول: ليس هناك حزب يُقدِّم قياداته للعدالة ومن يتّهم أيِّ عضو من الوطني بجريمةٍ أو فسادٍ لا أقول إنّ الحزب لن يحميه، ولكن أقول إنّ الحزب لا يُدافع عنه، المؤتمر الوطني أول من تَحَدّث عن قضايا الفساد والوطني لن يحمي فَاسداً أو يقف مع مُتّهم أجرم.
ما جرى في السودان هل هو ثورة أم انقلاب، وهل قوش هُو من انقلب على النظام، و”حميدتي” أيضاً مُتّهم بذلك؟
ما جرى هو ثورة شعبية، وإذا رجعت للوراء قليلاً، الثورات في بلادنا تكتمل بانحياز قوات الشعب المُسلّحة والقوات الأمنية، أما أن تقف ضد الشعب وحُدُوث مجزرة، أنا أنظر إليها من باب الانحياز وليس الخيانة، الجماهير كانت تدعو لوقوف القوات المُسلّحة معها، أمّا الخيانة نتركها للتاريخ والتحقيق.. “حميدتي” لعب دوراً كبيراً في استتباب الأمن والدعم السريع أصبحت جُزءاً من القوات المُسلّحة.
تصريحات مدير مكتب الرئيس وما أدلى به من شهادات حول الأموال؟
الرئيس البشير ومدير مكتبه ذكرا بالتفصيل أين صُرفت تلك الأموال، إنّها ذهبت للقوات المُسلّحة والدعم السريع وجامعة أفريقيا العالمية.. قوات الدعم السريع ما ذهب إليها كان لحماية مرافق الدولة والحدود، وكانت تنتشر في الحزام مع ليبيا وتَقف لحماية الهجرة غير الشرعية، هذا ملف أنا شاهد عليه مع الاتّحاد الأوروبي.
كيف تنظر للحكومة القادمة وتركيبتها مع خُطة حمدوك؟
أعرف الدكتور حمدوك، فهو واثقٌ في خبراته، وقيادته يُؤكِّد بأنّ الرجل واعٍ بما تحمله حكومته، وإذا تُرك له الأمر سيقود دفة القيادة ويستطيع ذلك، لا يُمكن أن نتحدّث عن سيرة الوزراء، ولكن حمدوك سيجد دعماً من جميع الشعب ويجب أن يُترك له الأمر دُون تدخُّلٍ من أحدٍ.
هل ستشاركون في الانتخابات القادمة؟
من الطبيعي لأيِّ حزبٍ انتظار الانتخابات وتمّ استبعادنا بثورةٍ شعبيةٍ، ولا نُفكِّر المُشاركة، بل نقلب صفحات التاريخ ونُصحِّح الأخطاء، والانتخابات هي قَول الشعب وما يقوله سنرضى به، والسُّودان به قُدرات وخبرات كبيرة.