لُحمتنا ولُحمة الخليج !
- سمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح، بذل جُهُوداً كبيرةً خلال السنوات الماضية، وقام بتحركات ماكوكية كثيفة، وأجرى اتّصالات ومُشاورات مع الأطراف والأصدقاء من أجل احتواء أزمة الخليج ورتق الفتق بين الأشقاء في الإمارات والسعودية والبحرين وقطر، لكن جُهُوده لم تُحقِّق مُرتجاها وإن ساعدت في التهدئة النسبية بين أهل الخليج حُكّاماً ومحكومين والذين تربطهم روابط عديدة ووثيقة، تاريخ مُشترك ومصالح مُشتركة ومصير مُشترك .
- الرئيس السابق المشير عمر البشير أبدى هو الآخر، حرصاً على التّوسُّط بين الفُرقاء، لكن إشارةً حمراء أُضيئت أمامه من بعض الأطراف فتوقّف عن التحرُّك واكتفى بصالح الدعاء كما هو حال كثيرين مِمّن يُدركون أنّ في قوة الخليج ومِنعته قوةً لنا ولكل المنطقة، ومُؤكّد أنّ دولاً وجهات أجنبية تقف وراء تسعير الخلاف الخليجي وتَشعيب وتَعقيد الأزمة بحيث يبقى الوضع على ما هو عليه أو يتدحرج نحو الأسوأ، حيث يرون في ذلك الفائدة كل الفائدة لهم ولخزائنهم .
- يوم الثلاثاء الماضي “3 سبتمبر” وفي تمام الساعة “20:22” أي الثامنة والدقيقة “22” مساءً، أزاحت دولة قطر الستار عن الشعار الرسمي لبطولة كأس العالم 2022، حيث جاء الشعار رائعاً ومُعبراً ويحوي دلالات مُرتبطة بأصالة وتاريخ الخليج “الشال والمرزام” مع النقشة العربية ومُرتبطة باللغة العربية والملاعب الثمانية وعَلَم دولة قطر، واللافت أنّ الحدث عُرِضَ بالتزامُن في عدد من العواصم الغربية والآسيوية والعربية، لكن المُؤلم أنه لم يكن من بينها القاهرة والرياض وأبو ظبي، وكنت أتمنى أن يشملها بعيداً عن الأزمة .
- الآن وقد شُكِّلت الحكومة الجديدة في بلادنا، حكومة الكفاءات غير الحزبية – مع أنّه قد رشح ورجّح أنّ العديد من الوزراء الجدد لديهم انتماءات حزبية وسياسية – الأمل كل الأمل أن يجد ملف الأزمة الخليجية الاهتمام عند د. حمدوك والسيدة الوزيرة أسماء وكل “الكابنت”، إذ يهمنا جداً أن تكون علاقتنا مُمتازة ومُميّزة مع المملكة العربية السعودية ومع دولة الإمارات العربية المتحدة ومع مملكة البحرين ومع دولة قطر، فَضْلاً عن بقية الدول الشقيقة في الخليج، علينا بالمدخل السليم والطرح الحكيم وما التوفيق إلا من عند الله .
- بمثل ما يحمل الآخرون همّنا ويبذلوا في سبيل مُعالجة أزماتنا ودعم تماسُك لُحمتنا السِّياسيَّة، فإن علينا ألا ننغلق على أنفسنا ونتجاهل أزمة مقيتة ناشبة بين أشقاءٍ لنا، ففي تصالُحهم وتوحُّدهم وعودة لُحمتهم لتماسُكها، الخير كل الخير لنا وللإقليم كَافّة، نسأل الله ألا يأتي كأس العالم 2022 إلا وقد زالت الغمة وتوحّدت الصفوف وتطايبت النفوس، وعلا صوت العقل على “نتح” الجراح .
- خارج الإطار: رسائل عديدة وصلت لبريدنا وتنتظر فرصتها .
الرقم 0912392489 مُخَصّصٌ لاستقبال رسائلكم.