وزيرة الخارجية… الدلالات والتحديات!!
* ربما وقف الكثيرون عند خيار وزيرة امرأة لمنصب وزارة الخارجية، وذلك من جملة خيارات وزارة الدكتور عبد الله حمدوك التي أعلنت مؤخراً !!
* لا أظن بأن عملية التركيز على إشراك المرأة بصورة عامة مقصود به التعويض وإرسال رسالة لعصر (المؤتمر الوطني)، كان يكون ردة فعل لعدم استيعاب المرأة في هياكل حكوماتهم خلال ثلاثين عاماً المنصرمة، على أن المؤتمر الوطني في هذا الجانب لم يقصر لدرجة، أن بعضاً من مكون الإسلاميين في الحزب الحاكم قد تململ من دائرة اتساع حركة المرأة…
* لكن عموماً أن الحركة الإسلامية التي نظر لها الشيخ حسن الترابي، رحمه الله، قد تفوقت على نظيراتها من الحركات الإسلامية وحتى اليسارية، في مبادرة استصحاب المرأة في كل شؤون الحياة، فعلى الأقل أن آخر حكومة لهم كانت تضم خمس نساء.. و… و…
* ريما كان المقصود إصدار رسالة إلى ما يعرف بالمجتمع الدولي، الذي يعتمد دائماً وضع المرأة في المجتمعات، كواحدة من معايير استيفاء شروط العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحرية، سيما ونحن في عهد يجتهد في أن يرضى (المجتمع الغربي) والغرب علي وجه الخصوص، حتى تمطر علينا سماواته خيراً ومنحاً وقروضاً، فعلى الأقل أن واحدة من مطلوبات رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تغضب واشنطن، تكمن وراء عمليات تمكين المرأة في دائرة حراك المجتمع.. و… و..
* لكن ربما تنطبق علينا هنا شطرة وشطارة (فات الكبار والقدرو)، لأنك، يا رعاك الله، إذا أدرت بصرك إلى المنطقة العربية والإفريقية وكل الشرق الأدنى والأوسط لن تجد دولة واحدة لها وزيرة خارجية امرأة، بل حتى الدول الغربية لن تجد إلا واحدة أو اثنتين.. و.. و…
* للذين يقرأون بتطرف واجندة مسبقة، لسنا ضد المبدأ، ولكننا تشفق كثيراً على السيدة الفضلى وزيرة الخارجية في أن تؤدي مهامها على وجه الأكمل، فعلى الأقل أن طبيعة هذه الوزارة تعتمد على الأسفار المتواصلة التي لا تهدأ، فمن تأتي من مؤتمر حتى يؤذن لمؤتمر آخر في أصقاع الدنيا المختلفة ما بين الشرق والغرب.
* ولما كان وزير الخارجية هو العنوان الأبرز للبلد وممثلها الدائم في المنابر العالمية، فنود أن نسجل حضوراً طاغياً في المرحلة القادمة، طالما طفقنا نكرر بأن السودان قد غيب تماماً في المرحلة الفائتة، على أن واحدة من مهام التغيير تتمثل فى عودة السودان إلى المجتمع الدولي..
وليس هذا كل ما هناك…