اختيار الشخص المناسب الأهم في المرحلة القادمة
المأكل والمشرب وضروريات الحياة أكبر المشكلات
الإصلاح الاقتصادي من أجل إعادة الثقة في النظام المصرفي
استرداد الأموال المهربة وتسديد ديون السودان والسعي لرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب
الاهتمام بالجسور وصيانة الطرق والكباري ووضع خطة للاستعداد لطوارئ الخريف
الاهتمام بالفن والفنانين وعودة المهرجانات الثقافية
أحلام عديدة، وتطلعات بلا حدود وسقف عالٍ من الأمنيات تمثل العنوان الرئيس لاهتمام المواطن السوداني بالتشكيل الوزاري الجديد باعتباره جسراً للنهوض بالبلاد من عثرتها ومدخلاً لانطلاقتها للأمام.
وعبر هذه المساحة التقينا بعدد من المواطنين يمثلون قطاعات مختلفة من المجتمع للوقوف على آرائهم حول ما يريدونه من الحكومة القادمة.
استطلاع / هالة نصر الله ـــ عائشة الزاكي ـــ نيازي أبو علي
في البدء قالت رشا مصطفى في حديثها لـــ(الصيحة)، إن المطلوب من الحكومية الانتقالية العمل على رفع المعاناة عن المواطنين الذين ذاقوا مرارتها طوال ثلاثين عاماً في عهد النظام البائد، متمثلة في صفوف الخبز والوقود وغيرهما من سبل الحياة المعيشية، وإنه لابد من الاهتمام بخدمات الصحة والتعليم والتنمية للنهوض بالبلد مع مراعاة اختيار وزراء كفاءات لتسييرهاس.
وأكد محمد علي الياس مقيم بلندن، على ضرورة اختيار كفاءات للعمل في الحكومة الانتقالية من أجل المضي قدماً نحو الخروج من المأزق الخطير الذي يمر بها السودان، ووجود الأزمات المختلفة والمعروفة لدى الجميع والتي كانت هي الشرارة لثورة سبتمبر.
مضيفاً أنه على الحكومة أن تبدأ مسيرتها بخطوات محسوبة وإلا تعثرت إذا ما أسرعت الخطى دون تريث، وأن تصدر قرارات واقعية تخفف معاناة الجماهير، بالإضافة إلى العمل في ملف السلام أولاً والإنتاج والإنتاجية ثم تحقيق العدالة.
وزاد: على الحكومة الانتقالية القادمة أن تعمل على قبول السودان عالمياً في المنظومة الدولية وحذف اسمه من الدول الراعية للإرهاب وهذا الدور منوط به وزارة الخارجية.
من جانبه، اعتبر الشاب إسماعيل معتصم السيد، أن من أهم التحديات التي تقابل الحكومة الانتقالية في الفترة المقبلة هي تحديات عمل وزارة الصحة، منوهاً: لدينا كوادر طبية مؤهلة وجيدة، وإذا وجدت الاهتمام والتقدير ستساهم في تقديم رعاية طبية فاعلة للمرضى السودانيين، الأمر الذي سيعمل على توطين العلاج بالداخل، موضحاً أن حكومة العهد البائد لم تهتم بأمر الصحة، لذلك يهرب الكثيرون للعلاج بالخارج وصرف أموال طائلة من العملات الحرة.
وأناشد عبركم الحكومة القادمة في الفترة الانتقالية مراعاة كل أصحاب الخبرات والكفاءات من الكوادر الطبية المختلفة ومطالبة الذين خرجوا من أجل تحسين أوضاعهم بالرجوع لأرض الوطن للاستفادة من خبراتهم .
فيما ابتدر مصطفى جابر حديثه لــ(الصيحة) أن اختيار الشخص المناسب في التشكيل الوزاري أو في الخدمة المدنية هو الأهم في المرحلة القادمة، بينما دعا الصادق نصر الدين، أعضاء المجلس السيادي إلى تجنب نهج وخطط النظام السابق التي وصفها بالفاشلة، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الناجحة والمتقدمة تعمل بمبدأ إنعاش الاقتصاد أولاً الذي لن تصلح بموجبه جميع أركان المعاملات، إضافة إلى الاهتمام بالصادر لجلب العملات الصعبة حتى نحافظ على الوضع المعيشي والاقتصادي المنشود من أجل تحقيق التنمية والرفاهية للمواطن.
وترى أحلام أحمد(موظفة)، أن أهم مطلوبات الحكومة الجديدة هي الإصلاح الاقتصادي من أجل إعادة الثقة في النظام المصرفي والعمل على تشجيع الإنتاج وعدم الاعتماد على الهبات والمعونات الخارجية والتركيز على تعزيز الجانب الصحي والتعليمي، وأضافت أنه لابد من العمل على تشييد الجسور وصيانة كل الطرق والكباري ووضع خطة للاستعداد لطوارئ الخريف تجنباً للضرر الذي يتأثر به المواطنون في هذا الفصل في كل عام، كذلك المطلوب من وزير التربية والتعليم وضع تقويم للعام الدراسي يتناسب مع الظروف الطبيعية حتى لا تتأثر الدراسة في المراحل المختلفة، كذلك على وزير الصحة إعادة المستشفيات التي تم بيعها أو التي تحولت إلى مستشفيات مرجعية وتوطين العلاج بالداخل والتوسع بالعمل عبر بطاقة التأمين الصحي وتوفير الدواء ومعدات المعامل وأجهزة التشخيص والفحص.
فيما طالب عوض السيد الحكومة الجديدة باسترداد الأموال المهربة وتسديد ديون السودان والسعي لرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب والعمل على رفع قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار وتخصيص ميزانية للصحة أولاً والتعليم ثانياً، ومن ثم الأمن والاستقرار، وأحسب إذا تحققت كل هذه المطلوبات سينتعش اقتصاد السودان وسينعكس على انخفاض الأسعار في مواد البناء والسلع الغذائية ومعاش الناس.
إسماعيل جابر (أستاذ جامعي)، مطلوب من الحكومة الجديدة حسم الفوضى الضاربة في معاش الناس، وحسم ملف السلام وعودة النازحين لقراهم والمساهمة في الإنتاج والاستفادة من طاقات الشباب في العمل والتعمير حيث رفع شعار (حنبينهو) وتطبيق شعارات الثورة (حرية، سلام، وعدالة) بكل ما تحمله من معاني أما التحديات كثيرة منها اختيار كفاءات للحكومة الجديدة من أجل نهضة السودان..
أما عبير علي (موظفة)، فقد أبدت أمنياتها أن يعيش السودان في أمن وأمان واستقرار وأن تتيسر الحياة المعيشية وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب سيما في ظل ارتفاع الأسعار، وتضيف عبير قائلة إنه لابد من العمل على تأهيل وإصلاح المستشفيات والمدارس والجامعات والاهتمام بالتعليم والمعلمين وتوفير الوظائف للخريجين ومحاربة ظاهرة الواسطة في التعيين وتسهيل سبل الزواج للشباب، كذلك لابد
من الاهتمام بالصحة والعلاج والتعليم بجانب إيلاء إصحاح البيئة الاهتمام الكافي ومحاربة تجارالسوق الأسود وتسعير السلع التموينية ومحاربة الفساد وتحسين العلاقات مع الدول الإقليمية والدولية وإعادة مشروع الجزيرة ومنع تصدير الماشية حية والاهتمام بالتصنيع الزراعي ومحاربة التهريب والواسطة والرشاوى وتحقيق المصداقية والشفافية في العمل وتحقيق السلام، وتجنب المصالح الشخصية والسياسية وتشكيل حكومة تلبي كل رغبات الشعب الذي صبر عليها خلال ثلاثين عاماً.
أما نجدي عتيق(موسيقي)، فقد ابتدر حديثه بمحور الموسيقى بحكم تخصصه، متمنياً أن يعود الاهتمام بالفن والفنانين، وعودة المهرجانات الثقافية، وبحسب المثل إذا أردت أن تعرف حضارة أمة انظر لفنونها، وأضاف كموطن أتمنى الاهتمام بمحاور الصحة والتعليم وتحسين الوضع الاقتصادي والرقابة على الأسواق، والمحاور كثيرة، ويقيني أن الحكومة لا تحمل عصا موسى والمطلوب من المواطنين الصبر.
أخيراً نامل أن يرضي التشكيل الوزاري جميع الأطراف، وتحقيق الحلم بسودان جديد يسع الجميع
الخدمات الأساسية
وتقول نسمة النور ـ موظفة: نأمل من حكومة المرحلة الانتقالية التركيز على الخدمات الأساسية للمواطن والمتمثلة في الصحة بتوفير الخدمات الـولية بالمراكز الصحية, وتدريب وتأهيل الاختصاصيين, الى جانب الاهتمام بالتعليم الحكومي وتأهيل المدارس والمعلمين, وإعادة صياغة المناهج التعليمية, والنظر في مشروع المدارس الخاصة ورسومها التي أرهقت المواطن, والتي ـصبحت لا سقف لها, وبناء نظام رقابي قوي, على تلك المدارس من ناحية التأسيس وطريقة التدريس و”الاسطاف” العامل فيها, نسبة إلى اعتماد بعض المدارس على حديثي التخرج في مجال التعليم, كما ننتظر من الحكومة الجديدة إيجاد نظام رقابي على قطاع المواصلات الذي تعمه الفوضى منذ عدة سنوات, إلى جانب وضع أسعار محددة للسلع الأساسية .
ضروريات الحياة
اختصاصي علم الاجتماع محمد أحمد عبد الحميد جاويش أفادنا بقوله: على امتداد أكثر من ربع قرن من الزمان ظلت مشكلة المأكل والمشرب وضروريات الحياة أكبر الإشكاليات التي تواجه الأسرة السودانية، وذلك لارتفاع التكاليف الحياتية اليومية، ولهذا يؤمل أهل السودان قاطبة في توفير هذه الاحتياجات الضرورية بجانب الصحة والتعليم أذ أن كلا الإشكالين من الصحة والتعليم يستهلكان أكثر من 75% من الراتب الشهري لموظفي ومستخدمي الدولة، وما سقطت حكومة الإنقاذ إلا لأنها عجزت تماماً عن توفير المتطلبات الحياتية بجانب حسم الفساد الكبير والتدني الأخلاقي المروع بجانب انهيار كثير من القيم والنظم الاقتصادية، وكذلك يعول على الحكومة الجديدة العمل بمبدأ (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، حتى تحدث الراحة النفسية وتنعكس على المجتمع، وتنفيذ الحدود في حد ذاته يخلق راحة نفسية مجتمعية وفيه ردع لكل من تسول له نفسه، ولهذا نؤمل تحقيق العدالة والحرية والسلام، وهي مطالب جماهيرية مشروعة، ونسأل الله أن يعين الحكومة عليها .
الحرب على الفساد
وترى أم أحمد ـ ربة منزل ـ أن السودان بلد زاخر بالخيرات، وأكثر ما يزخر به الأراضي الزراعية، ونتمنى من الحكومة القادمة الاهتمام بالزراعة وتنمية الريف وتوفير الخدمات الأساسية لأهلنا في الأقاليم الذين أرهقتهم الحياة، وذلك بعدم توفير الخدمات الصحية في مناطقهم، بجانب الجبايات والرسوم المتعددة المفروضة على الزراعة والتي أصابت المزارعين في مقتل وأدخلتهم السجون بسبب الإعسار في تسديد الديون التي أنفقوها في الزراعة ولم يستطيعوا تسديدها بسبب التكاليف الباهظة للزراعة وكثرة الجبايات، إضافة إلى ذلك نريد من الحكومة القادمة الاهتمام بالمدارس الحكومية وتخصيص نسبة كافية من ميزانية الدولة وتخصيصها للتعليم الذي أصبح متدهوراً بسبب السياسات الفاشلة وعدم تخصيص أموال كافية للتعليم ، كما نريد من الحكومة القادمة الاهتمام بالمرافق الصحية الحكومية وتوفير الأدوية بأسعار يستطيع المواطن البسيط شراءها، وغير ذلك نأمل في أن تتوفر وسائل النقل والمواصلات وضبط تعريفة المواصلات وذلك بالرقابة على وسائل النقل، وتضيف أم أحمد: وهنالك أمر مهم جداً ينتظر حكومة حمدوك وهو الحرب على الفساد في المرافق الحكومة حتى ينعم المواطن بالخدمات الأساسية من صحة وتعليم وغيرهما من الخدمات التي هي من أبسط حقوق المواطنين .