يقول أهل اللغة إن الغزال هو ولد الظبية إلى أن يقوى ويطلع قرناه والجمع غزلة وغزلان مثل غلمة وغلمان. غير أن بعضهم ذكــر أن العــــــرب لم تقل الغزالة إلا للشمس، فلما أرادوا تأنيث الغزال قالوا ظبية والذكر ظبي وما أكثر اختلاف أهل اللغة في الكلمات ومعانيها فساد رغم الاختلاف إطــلاق غزالة على أنثى الغزال، وسميت أو كًنيت المرأة غـزالة ومـــــنهن زوجة شبيب بن
يزيد الشيباني الخارجي الذي خرج عــلى أمير المؤمنين الأموي عـــبد الملك بن مروان والحجاج أمير العراق يومئذ وقد أوقع شبيب الهــــزيمة بعساكر
الحجاج في المـــــــــوصل وتقدم إلى الكوفة وحاصـــــر الحجاج في قصره والحجاج بداخـــــله وغزالة زوجة شبيب عـــلى فرس تدعوه أن يبرز إليها فخشي أن يخرج إليها، وكانت غزالة قد نذرت أن تصلي في مـسجد الكوفة ركعتين تقرأ فيهما سورتي البقرة وال عمران ففعلت، وقد استنــــجد الحجاج بأمير المؤمنين عبد الملك فأرسل له مئات الجنود فانهزم شبيب بـــعد قتال عنيف ففر بجيشه وكبا جواده بجسر دجلة فغرق.
لم يخرج أحد على الأمــــويين مثل شبيب، فقد شتت وقتل وهزم جندهم واحتل الموصل وأوشك على احتلال الكوفة، وقد خــــــــلد التاريخ جسارة
زوجــــــــته غزالة بابيات شعر عير بها الشاعر عمر بن حطان الحجاج يقول فيها:
أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صـفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى أم كان قلبك في جناحي طائر