مدارس ومراكز صحية في قلب المياه.. والخوف من المستقبل
الذباب والبعوض يهددان المواطنين.. والعام الدراسي مهدد،
الدعم الذي وصل قليل.. و2 مليون من سكر النيل الأبيض
المواطنون يحملون السبب لطريق الصادرات.. الخوف مستمر
مشروع أبقر الزراعي يحتضر.. وسنابل القمح تحت المياه
سابقاً كان الصيف هو الفصل القاسي على مواطني قرى محلية أم رمته بالنيل الأبيض، وتكون تلك الشهور هي الأصعب لشرب الماء للبشر والدواب والماشية لدى المواطنين، ولكن في هذا العام يبدو أن الحال سيكون مغايراً عن تلك السنوات لكميات الأمطار التي شهدتها المحلية والتي فاقت حد التحمل للمنازل البلدية البسيطة، فكان الانهيار الجزئي وبعضها كلي نتيجة للأمطار، أما بقية القرى فكانت السيول هي التي تكسر وتدمر المنازل وتقطع الطرق بين القرى المختلفة مما جعل الوضع في أم رمتة كارثياً يفوق حد التصور، أكثر من ست وثلاثين قرية تأثرت بالأمطار في بعضها وبالسيول في العديد منها، وأخرى تتحسب لفيضان النيل الذي ربما في أي لحظة يكون داخل منازلهم.
“الصيحة” كانت في تلك القرى التي أصبح أهلها في العراء دون مأوى ويحتاجون للإغاثات العاجلة، فالمواد الغذائية التي أرسلها والي الولاية عبر المروحيات لم تفِ بكل الغرض، فكانت المسئولية الاجتماعية لشركة سكر النيل الأبيض حاضرة وهي ترسل قافلة محملة بالمواد الغذائية والمعينات تصل قيمتها إلى مليون جنيه.
*المشروع وسط المياه
في قرية الحسين كان هناك عدد من الأسر تحاول إيجاد مأوى لها وبعضهم نجح في الحصول على خيمة تأوي الصغار من أجواء الطبيعة الصعبة، بيد أن بعض رجالات الإدارة الأهلية بالمحلية نبهوا إلى نقطة في غاية الأهمية وهي التضرر الكبير الذي لحق بمشروع أبقر الزراعي، وقال وكيل الناظر إن المشروع غمر تماماً بالمياه، وناشد المسئولين بضرورة تأهيل هذا المشروع الذي له الكثير من الفوائد الاقتصادية للمواطن بالولاية وللسودان قاطبة، وقال إن مشروع أبقر الزراعي يحتاج إلى بنى تحتية وتطهير الترع حتى تكون له عوائد اقتصادية كبرى.
*التعليم في خطر
في قرى طيبة ونوارة كان الوضع أكثر حرجاً فجميع الفصول لمدارس الأساس والثانوي غمرتها المياه مما يصعب قرار رئيس الوزراء باستئناف الدراسة بالمحلية، فيما طالب مدير مدرسة الأساس بطيبة بضرورة توفير خيام للتلاميذ حتى تستمر الدراسة، ووصف الوضع بالصعب جداً خاصة وأن مياه السيول غمرت المدارس والمستشفى الريفي مما ينبئ بخطر صحي قادم مع بطء تحرك المسئولين، وقال عدد من المواطنين إن زراعتهم أغرقتها المياه، مشيرين إلى أن بعض المشروعات شارفت على النجاح، بيد أن السيول غرمتها الآن مما يهدد الأمن الغذائي للمنطقة وما جاورها.
فيما وصف البعض ان الفترة المقبلة بالصعبة مع غمر المياه للزراعة، وقال إن الجميع هنا يعتمد على الزراعة في معيشته والآن المياه غمرتها، فيما وصف المدير التنفيذي للمحلية شرف بابكر شينبو الأضرار التي لحقت بالمواطنين وممتلكاتهم جراء السيول والأمطار بالكبيرة، كاشفاً عن تضرر (36) قرية بالمحلية بجانب (26) مدرسة أساس و(7) ثانوي و(14) رياض أطفال، فضلاً عن (10) مراكز صحية، داعياً المركز والمنظمات المحلية والدولية للوقوف مع المتضررين.
*الخوف من كارثة
جميع القرى التى زرناها كانت مطالبة بإيجاد المأوى إلى حين انجلاء الموقف وانتهاء الخريف ثم ضرورة الإسراع بوضع خطة للإنقاذ الصحي لما بعد السيول والأمطار خاصة في قرية طيبة وود نوارة اللتين تعانيان كثيراً من انتشار الذباب والبعوض الى جانب غمر المياه للمستشفى الريفي والمدارس مما يصعب إسعاف أي مريض في القرية مع وعورة الطريق وبعده عن أقرب مستشفى.
فيما أشار عدد من قيادات تلك القرى إلى أن السبب الرئيس لهذه السيول تسبب فيها طريق الصادرات أمدرمان بارا والذي شيد دون الدراسات الكافية لحماية المواطنين، وكذلك الطريق من خطر الدمار، وقالت القيادات إن هناك بعض الكباري في هذا الطريق لم تفتح بطريقة صحيحة مما جعل المياه ترتد لتغرق قرى أم رمته، منبهين إلى ضرورة مراجعة كل الخرط الخاصة بهذا الطريق حتى لا تحدث كوارث أخرى في المستقبل القريب أو البعيد.
*تواصل الدعم
حسناً، القافلة التى سيرتها شركة سكر النيل الأبيض وجدت الإشادة والقبول من كافة مكونات المحلية خاصة وأن الشركة سبق أن قدمت مبلغ مليون جنيه مع بداية خريف هذا العام، فيما قال مندوب الشركة أسامة كمال الدين، إن القافلة تأتي تضامناً مع المتضررين وفي إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة، منوهاً إلى تقديم الشركة دعماً مالياً بمبلغ مليون جنيه، فضلاً عن هذه القافلة التي تقدر قيمتها بمليون جنيه، مشيراً إلى أن دعم الشركة سيتواصل لكل المناطق والقرى المتضررة بالسيول والأمطار.