قطع متعمد للخدمات.. الجيش السوداني يستهدف منشآت حيوية في كردفان

استهدف طيران الجيش السوداني، مساء أمس الاثنين، منشآت صحية ومدنية في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، غربي وسط البلاد، والتي تخضع لسيطرة قوات” الدعم السريع”.
وتحدثت وسائل إعلام سودانية عن غارات عنيفة شنها طيران الجيش على منشأة صحية، هي مبنى إدارة التأمين الصحي، إضافة إلى حي سكني في المدينة.
كما أفاد الإعلام السوداني بسقوط ضحايا من المدنيين، لم يتم التحقق من عددهم بسبب الانقطاع “المتعمّد” لخدمات الاتصالات والإنترنت في المنطقة.
ويعد استهداف المدنيين حدثاً متكرراً للجيش السوداني الذي طالما قصف أهدافاً سكنية وأعياناً مدنية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، كما نالت الأسواق الشعبية المكتظة جزءاً من هذا الاستهداف الذي يسعى الجيش من خلاله إلى إيلام الحاضنة الشعبية لقوات الدعم السريع.
ورجّحت مصادر سودانية أن يكون القصف الجوي العنيف، تمهيداً لعملية برية محتملة خلال الأيام القادمة، لاحتلال عدة مواقع استراتيجية في المدينة، من بينها الكيلو زيرو ومبنى التأمين الصحي والسوق والطريق الرابط بين بارا ومدينة الأبيض، وذلك الطريق المؤدي إلى أم دم حاج أحمد وأم درمان، وكلها خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وتقع مدينة بارا في شمال كردفان على بعد نحو 317 كيلومتراً من العاصمة الخرطوم و40 كيلومتراً من مدينة الأبيض، وتعد المدينة محطة مهمة في وسط المسافة الصحراوية التي تربط الخرطوم بولايات كردفان وتتميز بمواردها الطبيعية المتنوعة.
ويُنذر التقدم البري للجيش السوداني والميليشيات المتطرفة المتحالفة معه، بحدوث انتهاكات على غرار ما حدث في مناطق في الخرطوم ودارفور، حيث وثقت وكالات أممية ومنظمات حقوقية دولية العشرات من جرائم الحرب المرتبطة بالقوات المسلحة السودانية، والتي شملت القتل الجماعي للمدنيين، والهجمات العشوائية على المناطق السكنية المكتظة، وغيرها.
فراغ أمني كبير
على صعيد آخر، حذّرت أوساط سودانية من مخاطر خروج قوات حفظ السلام الأممية من إقليم دارفور، في أقصى غرب البلاد، معتبرة أنها خطوة ستخلق فراغاً أمنياً كبيراً.
ورأت أن خروج القوات الأممية سيفتح الباب أمام حركات مسلحة مثل، “مناوي” وجبريل إبراهيم” أو ما تعرف بالقوات المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني، لاستغلال الوضع الأمني الهش وغير المراقب دولياً لتنفيذ أنشطة ذات طابع عسكري.