عودة التطرف في السودان ينبغي أن تُثير قلق العالم

عودة التطرف في السودان ينبغي أن تُثير قلق العالم
الجزء الأول
قال تقرير لصحيفة «زا ناشونال» الجمعة 18أبريل 2025م، إنه في الحين الذي ينصبُّ الاهتمام العالمي على الحرب التجارية العالمية التي تُشعلها الولايات المتحدة، والصراعات في أوكرانيا وغزة، وأزمة البحر الأحمر، فإن تحوّلٌا خطيرٌا يحدث في السودان، وذلك بعودة الطرف والجماعات الإرهابية إلى السودان
ووفقا للتقرير فان هذه المواجهة المُدمِّرة بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، تخفي عودة شبكاتٌ إرهابية متطرفةٌ، مُهدِّدةً بإعادة تشكيل مستقبل البلاد وزيادة زعزعة استقرار المنطقة ككل.
وقال التقرير إنه في حين ينظر المجتمع الدولي إلى الصراع على أنه صراعٌ على السلطة بين جنرالين مُتنافسين، يتحوّل السودان بسرعةٍ إلى أرضٍ خصبةٍ للتطرف.
وبرر ذلك بأن الجماعات التي هُشِّمت بعد انتفاضة عام 2019 التي أطاحت بالرئيس آنذاك عمر البشير، تستعيد زخمها سياسيًا وعسكريًا، حيث أنها لم تعد تعمل على الهامش؛ بل تُمهِّد الطريق لتشكيل النظام السياسي والعسكري للبلاد بعد الحرب.
وأكد التقرير على ضرورة ألا يتغاضى العالم عن انزلاق السودان نحو التطرف؛ ذلك أن السودان يقع عند مفترق طرق جيوسياسية بالغة الأهمية، حيث يربط شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي وممر البحر الأحمر – وهو شريان حيوي للتجارة العالمية وتدفقات الطاقة.
وأشار إلى أن انهيار السودان التام سيوفر أرضًا خصبة للتنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة لإعادة تنظيم صفوفها، وإيجاد مواقع تدريب، وتوسيع نطاق نفوذها، في وقت تحول فيه التركيز الدولي على مكافحة الإرهاب إلى أماكن أخرى.
وأوضح أن ترك هذه الشبكات دون رادع، قد يؤدي إلى إشعال جبهة جديدة في الحرب العالمية على الإرهاب، جبهة متجذرة في دولة ذات مقاومة مؤسسية ضئيلة.
وفقا للتقرير فإن المفارقة القاسية تكمن في أن تلك القوى التي رفضها ملايين السودانيين باحتجاجاتهم السلمية تعود، ليس من خلال صناديق الاقتراع، بل من خلال الرصاص.
وتابع أن تلك الانتفاضة، التي قادها جيل نشأ في ظل الاستبداد الديني، قد طالبت بقطيعة نهائية مع التلاعب بالإسلام لتحقيق مكاسب سياسية، مؤكدا أن هذه الحرب قد قضت
على هذا التقدم، وفتحت الباب مجددًا أمام نفوذ المتطرفين.
وأكد التقرير أن تشكيلات مثل كتيبة البراء بن مالك والبنيان المرصوص تعمل تحت قيادة القوات المسلحة السودانية، إلا أنها تتبع أجنداتها المتطرفة الخاصة، وأن غايتهم واضحة ألا وهي إعادة بناء دولة تدمج السلطة السياسية بالسيطرة الأيديولوجية.
وأوضح أن هذه الجماعات المتطرفة، التي يرتبط العديد منها أيديولوجيًا بجماعة الإخوان المسلمين، كانت قد استخدمت التحالفات العسكرية والمنصات الإعلامية للعودة إلى الساحة السياسية، وأنها استعادت قدرًا من القبول والظهور بعد عام ٢٠١٩.
وأشار التقرير إلى موقف القوات المسلحة السودانية الغامض – الذي لم يتضمن احتضانًا كاملًا لهذه القوى أو نبذًا لها – وقد سمح للعناصر المتطرفة بتوسيع نطاق نفوذها دون مساءلة رسمية.
وبحسب التقرير فإن مما يزيد من تعقيد هذا التوجه نحو التطرف، أن الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، مثل داعش والقاعدة، تنخرط بهدوء في الصراع. وترى في السودان فرصة نادرة: دولة تنهار، وحدود مخترقة، وفراغًا في الحكم.
وأكد أن هذه الجماعات لا تسعى فقط إلى تجنيد عناصر، بل تُمهّد الطريق لتحويل السودان إلى قاعدة لوجستية وساحة صراع أيديولوجي.
وقال التقرير إن شخصيات متطرفة محلية تسهم بشكل غير مباشر في هذه الجهود من خلال تأطير الحرب بمصطلحات عابرة للحدود والطائفية، مُعززةً بذلك سرديات الصراع الأيديولوجي وإقصاء الهوية الوطنية.