أحداث الجنينة والمساليت

أحداث الجنينة والمساليت
بشري علي
شاهد عيان يروي قصة أحداث الجنينة وما حصل للمساليت
أفتكر لا أحد يمكن أن يزايد على مواقف الأستاذ عبد الواحد نور والذي يرد على الأسئلة باحترافية كمحامي وليست سياسي وعاطفي .. فالسؤال حول من ارتكب جرائم الجنينة لا يزال قيد التحقيق لأن عصابة بورتسودان رفضت دخول لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بعد أن طالب البرهان الأمم المتحدة بالتحقيق في أحداث الجنينة ولكنه سرعان ما عاد وتراجع عن ذلك ورفض السماح للجنة تقصي الحقائق بالدخول إلى الجنينة لأنه يعلم تورط شعبة الاستخبارات العسكرية في فتح مخازن الأسلحة وتسليح المساليت للقصاص من العرب لمجازر ٢٠٠٣م وتحريك الدبابات إلى تخوم حي الجبل “حي يسكنه العرب” لمساندة المساليت في هجومهم في اليوم الأول على أحياء العرب والتي راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن من العرب وحتى لا يعتقد أحد بأني الفق التهم عليه أن يعرف بأني عملت في الجنينة لـ ٧ سنوات ولدي بها أسرة كبيرة ولكن الأهم السائق الذي كان يقود عربة المنظمة التي اذهب بها إلى العمل هو من قبيلة البرنو ومتزوج بنت من بنات عرب حي الجبل وقد تم قتل أسرتها بكاملها في اليوم الأول من هجوم المساليت على حي الجبل وكانت هي الناجية الوحيدة لأنها تسكن مع زوجها في حي البرنو .. انا أتحدى أي شخص برهان مليون دولار مقابل ١٠ دولار اذا لم استطيع إثبات هذا عندما نذهب سويا إلى الجنينة مع لجنة تقصي الحقائق الأممية ومراقبين دوليين محايدين .. هذا بالضبط ما حدث في اليوم الأول وكان الغرض منه استفزاز العرب للقيام برد فعل انتقامي وأن يرتكبوا مجازر ضد المساليت الذين سلحتهم الاستخبارات العسكرية بكلاش وعدد ٢٠ رصاصة فقط حتى يصبحوا فريسة سهلة امام ترسانة العرب من المدافع الثقيلة والرشاشات فيقتل الآلاف من المساليت في مذابح بشعة تجعل حركات دارفور من الزرقة تنحاز إلى جانب المساليت وبذلك تكون جبهة الجنينة قد اشتعلت بين الدعم السريع وحركات دارفور المسلحة مما يضطر الدعم السريع لسحب قواته من الخرطوم والتوجه نحو دارفور للدفاع عن حواضنه.. هذه كانت الخطة الجهنمية لاستخبارات جيش البرهان وحتى تنجح هذه الخطة قام قائد فرقة الجنينة بإخراج دبابات وعربات قتالية في اليوم الأول حتى يوهم أهلنا المساليت بأن الجيش يحمي ظهرهم ولكن بمجرد أن هجم المساليت على حي الجبل سحب قائد الفرقة قواته إلى اردمتا (مقر قيادة الفرقة) ومنع خروج القوات أو مقابلة أي شخص مدني بما في ذلك الوالي خميس (عليه رحمة الله) والذي عندما أحس بالخطر ذهب لمقابلة قائد الفرقة ولكن الجنود أخبروه بأنه غير موجود وأن هناك تعليمات صارمة بعدم السماح لأي مدني بدخول الفرقة لأن القيادة تخطط لعمليات عسكرية وقالوا للوالي بأن نائب قائد الفرقة ينصحه بالذهاب للاحتماء بمكاتب الأمم المتحدة وهذا ما حدث كما شاهدتم في الفيدوهات .. أيضاً قام الجيش بقطع شبكة الاتصالات من الجنينة وكما شاهدتم كان الوالي يتحدث مع قناة فضائية عن طريق هاتف خلوي (جوال ثريا) والغرض من قطع الشبكة هو منع تدخل العالم لإيقاف المذبحة لأن الجيش كان يخطط لوقوعها وتحويل الحرب إلى صراع قبلي بين العرب و الزرقة.
ولذلك لم تخرج قوات فرقة الجنينة لتحمي الوالي والمدنيين وظلت داخل الفرقة تراقب طبيخ حلتها وتتلذذ برائحة شواء ضحايا المساليت الذين غرروا بهم وأوقعوهم في المصيدة واستمرت المجزرة لأكثر من ٣٠ يوماً لم يخرج فيها الجيش من الفرقة شبراً واحداً ليحمي المدنيين الذين قتلوا في ردة الفعل الانتقامية التي قامت بها القبائل العربية وراح ضحيتها المئات من غير المساليت ممن كانوا يسكنون في احياء المساليت ومن ضمن هؤلاء حوالي ٧٠ شخص (رجل و امرأة) كانوا زملاء عملوا معي بالمنظمات الاجنينة الجنينة.. طبعاً حقيقة أن استخبارات الجيش هي من دبرت الفخ للمساليت لا يبرر المجازر التي ارتكبت في حق المساليت ولكن يتحمل الجيش المسؤولية الكبرى للمجزرة ولذلك رفض دخول لجنة تقصى الحقائق .. وللتأكيد على ما أقول أود أن أضيف بأني أعرف أعيان قبيلة المساليت في الجنينة معرفة شخصية بحكم وظيفتي كمدير لقسم الصحة في واحدة من أكبر المنظمات الأجنبية وتواصلت مع الناجين من أعيان القبيلة الذين أكدوا لي بأنهم حذروا المرحوم خميس من أن ما اقترحه قائد الفرقة يبدو كأنه فخ وأنه ماذا بعد تحريرهم الجنينة من العرب؟ وماذا لو تعرض المساليت في مدن مجاورة للجنينة للانتقام بواسطة العرب؟ لكنهم قالوا بأن خميس ومعظم أعيان القبيلة أصروا على أن جيش الدولة ودباباته وطيرانه معهم وأنهم سوف لن يهزموا..ونسبة لعدم اطمئنان بعض أعضاء الإدارة الأهلية لقبيلة المساليت لخطة الاستخبارات العسكرية سافروا وأسرهم إلى تشاد قبل أن تبدأ الحرب وهذا سبب نجاتهم ولا يزالون يعيشون في تشاد وكل من يتشكك فيما اقول ليذهب معي إلى تشاد ليسمع من الناجين من أعيان قبيلة المساليت والنازحين حتى يقف على الحقائق بنفسه طبعاً إذا هو فعل يريد الحقيقة المطلقة ولا يريد فقط المتاجرة بدماء ضحايا المساليت في مجزة الجنينة .. رسالتي للذين يروجون لقضية مجازر الجنينة من غير دراية بخفايا أسباب بداية الفتنة، طبعا هنا اقصد المغيبون وليس قطيع البلابسة والمنتفعين من إمتيازات الدولة العميقة.. فرسالتي للعقلانيين بأن يستخدموا عقولهم وليس عاطفتهم للإجابة بأمانة على الأسئلة التالية:
١- لماذا تم قطع كل شبكات الاتصالات عن مدينة الجنينة لأكثر من شهر أثناء ارتكاب المجازر.. علما بأن التحكم في شبكة الإتصالات عند الجيش وليس الدعم السريع؟!
٢- لماذا لم تخرج قوات الفرقة من قاعدة اردمتا لحماية مواطني الجنينة كما ينص قسم الولاء للقوات المسلحة؟ ولماذا تعلل البرهان لناشطي المساليت بأنه لم يرسل الطيران الحربي للجنينة لأن هناك حظر لطيران في سماء دارفور بسبب حرب الإبادة في ٢٠٠٣م في حين استخدم الطائرات الحربية لضرب الدعم السريع في نيالا؟
٣- لماذا رفض قائد فرقة الجنينة مقابلة الوالي خميس والذي هو من المفترض يعمل تحت إمرة الوالي باعتباره أعلى سلطة حكومية بالولاية؟ ولماذا لم يسمح له بدخول الفرقة لحمايتة بصفته رئيس الولاية وطلب منه الذهاب للاحتماء بمكاتب الأمم المتحدة؟!!
٤- لماذا طلبت حكومة بورتسودان الأمم المتحدة التحقيق في مجازر الجنينة لكن رفضت السماح للجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة دخول الجنينة والتحقيق في الأحداث بصورة شفافة ومحايدة؟؟!
ختاماً:
أنا لا أنكر وجود مجازر حدثت في الجنينة ولكن أردت توضيح جوانب يتعمد أنصار الدولة العميقة والجيش تجاهلها لأنها لا تخدم سرديتهم للمتاجرة بدماء اهلنا المساليت والذين هم ضحايا الطرفين وهناك من يذرف دموع التماسيح لاستعطاف المساليت لاستغلالهم كوقود في حرب الوكالة وليس حبا في المساليت لأن نفس الأقلية التي تصفق الآن للبرهان كانت تغض الطرف عن مجازرة ضد المساليت والفور والزغاوة في ٢٠٠٣م عندما كان برتية عميد وقائد أعلى لمليشيات موسى هلال وهو يفتخر بأنه “رب الفور” ليس فقط قولاً بل كان كاتبها على عربة القوات المسلحة السودانية التي يقودها..