أطلق ناشطون من أبناء جبال النوبة المقيمين بالخارج نداءً إنسانياً عاجلًا لتشكيل غرفة طوارئ محايدة بهدف التدخل السريع لإنقاذ الملايين من المدنيين العالقين في العاصمة الخرطوم، والذين لم يتمكنوا من الفرار بسبب ظروفهم المادية، ويواجهون اليوم الخطر الثلاثي للمجاعة والعطش والمرض، وسط دمار شامل ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
وقال النداء الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن هؤلاء المواطنين “لم يغادروا العاصمة ليس لأنهم أرادوا البقاء، بل لأنهم لم يستطيعوا، والآن ينظر إليهم ظلماً كمشتبهين أو متعاونين لمجرد بقائهم في مناطق الخطر”. واعتبر النداء أن هذه الفئة من المواطنين تعد “الأكثر وفاءً للوطن” وهي تدفع الآن ثمن الحرب وحدها.
ودعا النداء جميع أبناء وبنات النوبة بالخارج إلى التحرك العاجل والتفاكر مع صناع القرار لإنشاء تكايا إنسانية في مدينة أم درمان والمناطق المتضررة، توفر فيها الوجبات اليومية أو توزع فيها المواد الغذائية والإغاثية المنقذة للحياة، كما أشار إلى ضرورة فتح حسابات بنكية رسمية لتلقي التبرعات، وطلب الدعم من كل من يمتلك ضميرًا حيًا.
وأكد القائمون على النداء أن انعدام المياه يشكل التهديد الأكبر حاليًا لحياة آلاف الأسر، مشددين على أن دور الإعلام والمنظمات الدولية أصبح أكثر من ضروري للتدخل وخلق ممرات آمنة تسهّل عمليات الإجلاء، وتوفر الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية.
واختتم النداء بالدعوة إلى مبادرة عاجلة وفاعلة لإنقاذ حياة المواطنين من كارثة محدقة، مؤكدين أن الوقت قد حان للتكاتف والعمل بعيدًا عن أي اصطفاف سياسي، ووضع معاناة الإنسان في قلب الأولويات.