نداءات مناوي الآبقة

نداءات مناوي الآبقة

د. الوليد مادبو

إنّ الثورة التي انتظمت الريف الغربي قد لفظت مناوي وأمثاله من القادة الآبقين (بمعنى الهاربين من المسؤولية) من وعيها قبل أن تسعى لطردهم من ساحتها، وها هم “جند التأسيس” يشرفون على إخراج المواطنين من ساحة الوغى فيما يظل هذا التعيس يناشد المجتمع الدولي لإرجاعهم إلى المعسكرات وكأنها منتجعات لجأوا إليها بطوع إرادتهم وكريم رغباتهم.

لم يكتف مناوي باستثمار محنة هؤلاء الغلابة، بل أراد أن يتخذهم دروعاً بشرية يتقي بها حِمَم النيران التي طاولت المواطنين في أسواقهم وقراهم وراح ضحيتها أبرياء كان منوطٌ بالدولة المركزية حمايتهم. ولكن هيهات فقد استهدفت “العصابة الإنقاذية” الزرقة، أزاحتهم من قراهم، ودمّرت كافة سبل العيش لديهم، بذات الذهنية التي تستهدف بها البوادي العربية اليوم.

بإمكانها اغتيال القادة حسياً ومعنوياً، لكنّها – هذه النخب المجرمة – لن تستطيع أن تغتال الوعي أو تجييره لصالح المشروع الاستيطاني البغيض بعد اليوم. لقد تملك الشباب الرؤية واختزن العزة التي هي أمضى من السلاح ولم يعد من الممكن إرجاعهم إلى الحظيرة، ولكن يمكن ترشيد مساعيهم، إعانتهم على التخطيط، تطوير أدواتهم المعرفية، ترقية أشواقهم الروحية، وزيادة وعيهم الإنتاجي، إلى آخره. يقيني أن طاقة هذه الجموع من الشباب كافة يمكن أن توظف للتنمية والإعمار عوض عن الاحتراب والدمار.

دكتور الوليد آدم مادبو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى