التضليل الكبير.. كيف خدع إعلام الإخوان الرأي العام بانتصار وهمي في الخرطوم؟!”

التضليل الكبير.. كيف خدع إعلام الإخوان الرأي العام بانتصار وهمي في الخرطوم؟!”
لنا مهدي
وهم النصر وانهيار الحقيقة.. تعالوا لنرى كيف صنع إعلام الإخوان وجيش البرهان أكبر خدعة دعائية في تاريخ الحرب السودانية
في لحظة انسحاب تكتيكي من قلب الخرطوم المدينة
وليس من العاصمة القومية المثلثة وإعادة تموضع ذكي لقوات الدعم السريع
خرج إعلام الإخوان المسلمين وأذرع الجيش الدعائية يعلنون النصر الساحق
كأن الحرب انتهت وكأن الدعم السريع اختفى
كأن الخرطوم عادت آمنة وكأن شيئاً لم يكن، هذا المشهد لم يكن مفاجئاً لمن يعرف أدوات الإعلام الموجه، بل كان مثالاً صارخاً على التضليل وصناعة وهم الانتصار، تكرر هذا السيناريو في حروب كثيرة، من إعلام النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى إذاعة بغداد قبل سقوطها عام ٢٠٠٣، كلهم أعلنوا الانتصار بينما كانت قواتهم تنهار.
في السودان استخدموا نفس الوصفة، فيديوهات مفبركة، مواطنون مرعوبون يلبسون زي الدعم السريع يظهرون في لقطات مرتبة بعناية، كاميرات تتنقل بين لقطات تمثيلية، وجوه مرهقة لكنها لا تشبه المقاتلين، وأحياناً أشخاص يتحدثون بلكنات لا تمت للولايات التي يفترض أنهم منها.
الخطاب الإعلامي الرسمي بدأ يضخ صوراً قديمة على أنها حديثة، لقطات لأحياء تم استردادها سابقاً أُعيد تدويرها مع عناوين براقة مع عبارات مثل تم سحق التمرد، الجيش يسيطر تماماً، البلاد تتحرر، بينما الواقع أن الدعم السريع انسحب تكتيكياً من نقاط محددة
لحسابات ميدانية، تكتيك مجرب وناجح جداً، لكن الإعلام أراد تصوير الانسحاب كفرار
والتكتيك كخسارة، نفس الأساليب استخدمها إعلام البشير حين أعلنت القوات المسلحة السيطرة على مناطق في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لكنها كانت سيطرة لساعات تنهار بعدها المواقع مجدداً، تضليل مدروس لكسب الوقت ورفع المعنويات الكاذبة، في الخلفية يعمل التوجيه المعنوي كمطبخ مركزي للأكاذيب يصيغ الشعارات، يجهز الكلمات، يرسل الرسائل للفضائيات وللنشطاء الإلكترونيين، يوزع العبارات الجاهزة ويخلق هالة حول القادة باعتبارهم أبطال الأمة.
هكذا تحول الانسحاب التكتيكي وإعادة التموضع من معركة الخرطوم إلى نصر في الإعلام وتحولت حرب المدن إلى مجرد تمرد انتهى بينما الواقع أن الصراع مستمر وأن الخرطوم لا تزال في قلب العاصفة.
الإعلام المضلل لا يقف عند حدود الفبركة بل يستخدم الدين والرموز الوطنية يربط الجيش بالوطن ويصور الخصم كعميل أو مرتزق أو خارج عن الملة وهي استراتيجية قديمة استخدمها جمال عبد الناصر ضد الإخوان في مصر واستخدمها صدام حسين في العراق ضد إيران وتتكرر الآن ضد الدعم السريع
في النهاية
الكذبة الكبيرة قد تصمد لبعض الوقت لكنها لا تصنع نصراً حقيقياً والوعي الشعبي بدأ يفكك الرواية الرسمية يعيد قراءة الصور ويطرح الأسئلة الصعبة كيف تكون الخرطوم محررة وهي بلا كهرباء ولا ماء كيف يكون النصر كاملاً والدعم السريع يسيطر على أكثر 80% من مساحة السودان؟.
الزمن وحده يفضح الكذبة والميدان وحده يحدد المنتصر أما الإعلام فهو أداة حرب لكن الحقيقة لا تهزم إلى الأبد.