نقاط في سطور
*أثبت الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء أنه شخصية جديرة بالمسؤولية وملتزم بأمانة التكليف التي وجدت دعماً من كل أطياف السياسة في السودان، حمدوك لم ينحاز لأقرب المرشحين إليه وابن منطقته وعشيرته الأقربين الدكتور يوسف آدم الضي القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي الذي رشحته قوى الحرية والتغيير لمنصب وزير الحكم الاتحادي، وكان بمقدور حمدوك اختياره دون تردد، لكنه أهمل ترشيح قوى الحرية والتغير واختار بنفسه مرشحاً آخر هو السيد عمر جماع الأمين العام السابق لديوان الحكم الاتحادي، والخبير المختص في شؤون الحكم المحلي ليضعه في المكان الذي يناسبه ولم يأبه حمدوك لما يترتب على هذا الاختيار من أثر شخصي عليه من عشيرته الأقربين وأبناء منطقته محلية القوز بجنوب كردفان.
الموقف الآخر اختيار السيدة أسماء محمد عبد الله وزيراً للخارجية، وإهمال اختيار صديقه ورفيقه عمر قمر الدين، هذه المواقف المشرفة تجعل حمدوك يمشي على الدرب الصحيح.
* إذا كان رئيس المخابرات السابق وأصدقاؤه في السوق وشركات الاتصالات قد دبروا لرجل الأعمال فضل محمد خير المكائد وتربصوا به بسبب شرائه لشركة كنار، وقدم فضل محمد خير ككبش فداء باعتباره قطاً سميناً وتم إرغامه على دفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحه من المعتقل، فدفع الرجل خمسين مليون دولار مرغماً ومكرهاً، وبعدها غادر السودان، فهذه القضية لا يمكن تركها هكذا من غير إعادة فتحها من جديد والتحري مع فضل بواسطة النيابة والدفع بالقضية للقضاء إما بإنصاف الرجل او إدانته بالقانون، وكما ظل يردد الفريق محمد حمدان حميدتي كل شيء بالقانون لإحقاق الحق وإبطال الباطل
*بعد تشكيل الحكومة الانتقالية سينصرف رئيس الوزراء للجهاد الأكبر أو النضال الأهم المتمثل في تشكيل الحكومات بالولايات أو باختيار الولاة من كفاءات من قوى الحرية والتغيير وعدد الولايات الـ١٨ هل ستخضع للقسمة بين الأحزاب، مثلا أن ينال الحزب الشيوعي ولاية الخرطوم، والحزب الاتحادي الديمقراطي الشمالية ونهر النيل، والبعث جنوب كردفان، وحزب الأمة ولايات دارفور، وقد اختار حزب الموتمر السوداني أن ينأى بنفسه عن المغانم السلطوية، أم يصبح للعسكريين دور في المرحلة القادمة بتعيين بعضهم ولاة؟؟ أم يتم تعويض الجبهة الثورية إبعادها عن المجلس السيادي ومجلس الوزراء بترك الولايات لها ملك يمين تتصرف فيها بما يشبع شهوتها، مثلا تقسم ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق بين الفرسان الثلاثة مناوي وجبريل وعقار ويمنح عرمان الجزيرة والتوم هجو سنار وزينب كباشي بورتسودان وأسامة سعيد الشمالية وبذلك تتم ترضية الجبهة الثورية بدفع (الرضوية).
لكن هناك أيضاً معضلة قسمة مناصب المعتمدين والوزراء في الولايات كيف تقسم وأين تجد “قحت” من يملأ الشواغر بالمواصفات المطلوبة ؟؟
* منذ ١١ أبريل كان متوقعاً صدور صحف جديدة في الساحة تُعبّر عن مرحلة جديدة من تاريخ السودان، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، كان متوقعاً دخول الرأسمالية التي دعمت الثورة بالمال مثل أسامة داؤود، ومحمد إبراهيم الشهير بـ”مو” ساحة الإعلام وانشاء قنوات فضائية جديدة تجذب المشاهدين وتُعبّر عن أشواق وتطلعات الجيل، وكان يمكن أن يتم توظيف ما تبقى من مبلغ الـ١٧٩ مليون جنيه استرليني التي دفعتها بريطانيا لتمويل التغيير بإنشاء أجهزة إعلام جديدة بدلا من دخول هذه الأموال جيوب قطط الثورة التي لم تصِر سمينة حتى الآن .
بعد انتفاضة ١٩٨٥ ازدهرت الصحافة وتعددت أشكالها وألوانها، ولكن هذه الثورة لا تزال تبحث عن نفسها وفشلت في إصدار صحيفة وحيدة باسمها واعتمدت على الموجود في السوق، لذلك الثورة الآن تمشي وراء الإعلام منقادة إلى حيث يريدها البعض.