“طُرة” أم كتابة؟ أم على القلوب أقفالها؟

“طُرة” أم كتابة؟ أم على القلوب أقفالها؟
محمد المختار
أرسل لي عدد من الزملاء والأصدقاء فيديوهات بشعة ومؤلمة لجثث متفحمة لمئات الأطفال والنساء وكبار السن، لقصف طيران الجيش السوداني سوق منطقة طرة شمال غرب مليط أمس، اسفرت عن زهق أكثر من 400 روح بريئة ومئات الجرحى في حصيلة أولية، وتحول السوق في رمشة عين لأثر بعد عين، بعد أن افرغت الطائرة العسكرية ما بجوفها من براميل متفجرة، بينما يتحدث شخص في أحد الفيديوهات عن أكثر من 1500 جثة وتحول السوق إلى جثث بعد أن كان يضج بالباعة والمتسوقين. ولا تزال ارقام الضحايا متضاربة لكن الحقيقة أنهم بالمئات.
منطقة طرة ليست من مناطق القبائل العربية التي يستهدفها طيران الجيش بإستمرار بشكل ممنهج، فيما يسمونهم بحواضن الدعم السريع الاجتماعية، واستباحة دمهم بلا فرز بين طفل أو امرأة.
وتعتبر هذه المجزرة الاسوأ بعد مجزرة طيران الجيش وقصف سوق الكومة بالطريقة نفسها يوم 4 أكتوبر العام الماضي، ومقتل 480 اصابة أكثر من 200 إصابة خطيرة، من المدنيين بينهم أطفال ونساء وشباب صغار ورجال كبار في السن. وهذه ليست المجزرة الوحيدة في الكومة من جملة 120 غارة جوية عليها منذ أن بدأت الحرب.
ولا يزال جيش الحركة الإسلامية وطيران علي كرتي يستهدف المدنيين بلا رحمة.
قال لي أحدهم “يا أستاذ انت ليه ما بتتكلم عن جرائم قصف طيران الجيش المروعة ضد آلاف المدنيين والأطفال والنساء واستهداف الأسواق والمستشفيات؟ ولماذا تكتفي بإدانة انتهاكات وجرائم الحرب بشكل عام؟”.
قلت له: “اتفهم حديثك وازيدك من الشعر بيت أن جرائم طيران الجيش الممنهجة على المدنيين عليها تعتيم في الإعلام المحلي والاجنبي والقنوات المهتمة بالشأن السوداني وصفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة رغم التوثيق المستمر لها وتوفر الفيديوهات بعد القصف لكن مع ذلك إن اوردت خبر عنه تتلاعب وتلون فيه، والعديد من الاجسام ومنظمات المجتمع المدني أيضا والغة في التعتيم، وذكرت له على سبيل المثال لا الحصر أن يفتح صفحة نقـــابة أطبـــــاء الســـــودان- اللجنـــة التمهيديـــة وكيف أنها منحازة بشكل قبيح ومخجل، وهي تركز على انتهاكات طرف واحد، وقلت له احسب كم بيان عن جرائم الحرب التي يرتكبها طيران الجيش ضد آلاف المدنيين بشكل يومي، لن تجد إلا ذكر خجول مرة مرة بينما قصف المدنيين مستمر بشكل يومي وممنهج”.