“القصر” ليس “النصر”

“القصر” ليس “النصر“
سوما المغربي
نعم القصر ليس النصر؛ فالمعارك تخاض على ساحات القضايا، وقضيتنا صفيحها ليس ساخن بل ملتهب، فهي قضية مصير لعموم أهل السودان لا ترتبط بحفنة تراب أو حجر طوب بناء قد شكل في مجمله مبنى ليقطنه من يمارس السلطة.
والسلطة في بلادنا هي ذات السلطة النخبوية التي وجب تغيير تاريخها كاملاً، ببداية العهد الجديد اليوم، فتوقيع ميثاق الدستور للسودان الجديد هو الفيصل اليوم، الفيصل لعملية بناء جديدة، سنبني بها دولة مؤسسات على أسسها الحقيقية التي تخدم هذا الشعب وتقدم له ما طلبه على مر عهود مضت.
قد ترك فينا المستعمر إرثا من جهل كبير فنتمسك بالقصور ونحيي الدور رغم أن العالم سبقنا بسنين ضوئية وبنى مدن صناعية وخصص مدن كعواصم إدارية ونحن مازلنا نتحدث عن قصر غردون، الذي يجب أن يكون متحف منذ سنين طويلة، فلنعد التفكير مرة أخرى في تقديسنا لما يستحق وما لا يستحق، وننظر للمستقبل على غرار الدول التي تقدمت.
نستعيد القصر نعم ولكن ليكن متحفاً أو مزاراً تاريخياً فقط، لا رمزية لماضٍ ولا أهمية تعلو فوق أرواح جنود الجاهزية، فكلنا إيمان أن النصر حليفنا اليوم وغداً ولن يقف حائل دون دولتنا، حكومتنا معلنة ومؤسساتنا منجزة ومعاول أبنائنا ترفع شعار البناء، إن شاء الله، ونصب أعيننا جميعاً أن إقامة الدولة هو الهدف .
تظل “الحكمة ضالة المؤمن”، هي مقولة تعلمناها في الصغر ولكن خبرناها مع مرور الأيام في هذه الحرب وكانت الحكمة الأكبر هي كلمة القائد ود حمدان عندما قالها من قبل في خطابه الشهير إننا نعلم ما نريد ولا ننظر لما يريدونه هم، ونحن جميعا نريده سودان جديد لنا جميعا، ولكن قد فوضنا قيادات الميدان العسكري بتقدير سوح المعارك، وقد فوضنا قيادات الميدان المدني بكل ما يخص الدولة.
مسيرتنا ماضية نحو أهدافها ولا يظنن الفلول أن دخولهم القصر قد صنع لهم النصر، وما لا يعلمونه أن جنود خلف القائد ينفذون التعليمات وإن كان النصر داخل أبوابهم، إنها الثقة في القيادات، وكلنا جنود خلف القائد سنصدق الوعد بسلاح البندقية وسلاح القلم وندحرهم في الإعلام ويدحرهم أشاوسنا في الميدان.