قوات الدعم السريع.. تاريخ من البطولات والتضحيات

قوات الدعم السريع.. تاريخ من البطولات والتضحيات

حذيفة أبونوبة

في مثل هذا اليوم المجيد، بزغ فجر قوات الدعم السريع، ليُسطّر ميلاد قوة وطنية خالدة، تجسّدت في مسيرتها المظفّرة ملحمة من البطولات والتضحيات التي ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وأمجاد تاريخه. ومنذ لحظة التأسيس، أثبت أشاوس هذه القوة أنهم حُماة السودان وسدّه المنيع، يقفون في خندق الدفاع عن الأرض والعِرض، يذودون عن شعبهم بإصرار لا يلين، وإرادة فولاذية لا تنكسر. لقد خاضوا معارك الشرف بعزيمة الأبطال، وأبهروا الأعداء ببسالتهم التي بدّدت المؤامرات وأفشلت كل المخططات التي استهدفت تفكيك بنيانهم الصلب.

لقد تميّزت قوات الدعم السريع بقدرات قتالية عالية، أظهرت تفوقهم في ساحات القتال، سواء في الدفاع المستميت أو الهجوم الكاسح، حيث واجهوا العدو ببسالة نادرة وروح قتالية استثنائية. وبينما كانت ميادين الحرب تشهد صولاتهم وجولاتهم، كان لهم أيضاً حضور مشهود في الميدان الاجتماعي، حيث اجتمعت في مسيرتهم أسمى معاني الإنسانية والوطنية، ليشكلوا نموذجاً فريداً للقوة التي تخدم الوطن والمواطن في آنٍ واحد.

ولم يكن دورهم العسكري إلا وجهًا من وجوه عطائهم المتعدد، فقد تصدّوا لمخاطر الهجرة غير الشرعية، وحموا القوافل التجارية، وصانوا حدود السودان من عبث المتربصين، كما بذلوا جهودًا جبّارة في استرداد الأموال المنهوبة، وتثبيت الأمن عبر تأمين الطرق والجسور. ولم يتوانوا عن أداء دورهم في جمع السلاح بدارفور، وفي حسم النزاعات القبلية التي كانت تهدد استقرار شرق السودان وغربه.

وقد كان لقوات الدعم السريع دور بارز في العمل الإنساني والاجتماعي، حيث سيرت قوافل صحية وتعليمية، وأطلقت مبادرات لإصحاح البيئة في جميع أنحاء السودان، مساهمة في تخفيف المعاناة عن كاهل أبناء الوطن. وامتدت أياديهم البيضاء لإيواء المتضررين من السيول والفيضانات، وإطلاق سراح المسجونين، لتجسد بذلك أسمى معاني التضامن الإنساني.

كما أدّت دوراً حاسماً في دعم الاقتصاد الوطني، إذ ساهمت في مكافحة تهريب السلع، وتأمين المواسم الزراعية، وحماية الحركة التجارية بين الدول. وكانت الدرع الحامي لمناطق التعدين، حيث عززوا الإنتاج، ورفدوا خزينة الدولة بالدعم المباشر، مؤكدين أنهم حماة الاقتصاد كما هم حماة الأرض.

ومن منطلق إيمانها العميق بأهمية تنمية الإنسان، أسهمت قوات الدعم السريع في دعم القطاع الرياضي، من خلال رعاية الفرق والمناشط الرياضية، وإسناد روابط الناشئين. وكان لها الدور الأبرز في مكافحة آفة المخدرات، حيث قادت حملات ناجحة لضبط الشحنات المهربة، وساهمت في رعاية مؤتمرات مناهضة الإدمان، ودعمت المبادرات الهادفة لحماية الشباب، درع الأمة ومستقبلها.

لقد حققت قوات الدعم السريع، منذ تأسيسها وحتى اليوم، إنجازات باهرة بفضل خبرتها القتالية، ومعرفتها العميقة بتضاريس السودان، وترابط أفرادها الوثيق، والتزامها الراسخ بقواعد السلوك العسكري والإنساني. وقد استطاعت هذه المؤسسة أن تتطور من قوة قبلية إلى مؤسسة وطنية جامعة، تتوشح بروح الانتماء للوطن الكبير.

وقفت قوات الدعم السريع دومًا إلى جانب شعبها في السراء والضراء، فكانت الحصن الحصين الذي يحتمي به الوطن في مواجهة الأزمات. فقد ساندت ثورة ديسمبر المجيدة، ودافعت عن تطلعات الشعب في حرب ١٥ أبريل، وها هي اليوم تجدد عهدها مع الوطن والشعب عبر التوقيع على ميثاق تحالف السودان التأسيسي، الذي يعيد للوطن كرامته، وللشعب حريته واستقراره.

إن هذه المناسبة الجليلة، تُمثل فرصة ثمينة لنعبّر فيها عن فخرنا واعتزازنا بما قدمه أشاوس قوات الدعم السريع من بطولات مشرّفة وتضحيات عظيمة في سبيل الوطن. لم يتوانوا يوماً عن أداء واجبهم، وظلوا أوفياء للقيادة وللأرض التي أقسموا على حمايتها. حملوا على عاتقهم أمانة المسؤولية، وأدوا مهامهم بكل إخلاص وصدق، مجسدين أسمى معاني الوفاء للوطن.

وفي هذه الذكرى العظيمة، نرفع أسمى آيات التبريكات لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ونتقدم بتحية إجلال وإكبار لكل ضباط الصف وأفراد الدعم السريع، الذين سطروا بأرواحهم ودمائهم أروع ملاحم البطولة، وما زالوا يثبتون يوماً بعد يوم أنهم درع الوطن وسيفه.

وإننا على يقين أن النصر قادم، وإن وعد الله حق، فمن دافع عن أرضه واسترخص روحه في سبيل وطنه، لن يُخذل أبدًا، وستظل راية الحق مرفوعة فوق هامات الأبطال، وتظل قوات الدعم السريع شامخة كجبال السودان، عصية على الانكسار، عازمة على المضي قدماً حتى يتحقق النصر ويستقر الوطن في ظل الأمن والطمأنينة.

عاشت قوات الدعم السريع حامية الوطن وصمام أمانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى