Site icon صحيفة الصيحة

المجاعة في السودان بالعقل يا إبراهيم جابر

المجاعة في السودان بالعقل يا إبراهيم جابر

د. صلاح جلال

1

الفريق إبراهيم جابر ووزير زراعة سلطة بورتسودان يغردون خارج سرب الحقيقة والعلم والمعرفة والتجربة ويشمرون سواعدهم للمغالطة بأن الموسم الزراعي السابق في السودان هو أفضل موسم زراعي يمر على البلاد محققاً الإكتفاء الذاتي من كل المحاصيل.

كلام كذب ساكت وبلبسة بإسم الزراع ، الموسم الماضي كل الناس تعلم  خرجت منه مشاريع النيل الأزرق المروية والمطرية وخرج مشروع الجزيرة القابلة للزراعة في كل المواسم في البلاد.

وخروج جزء مقدر من كردفان وحوالي ١٥% حسب إعلانات الصحف من المساحات الشتوية في الشمالية بسبب إنقطاع الكهرباء وإرتفاع أسعار المدخلات الزراعية، وكذلك تم تقليص المساحات المزروعة في منطقة القضارف للمخاوف الأمنية، تقدر المساحة الكلية خارج الموسم الزراعي بما يتجاوز الـ ٣٥% من المساحات تقدر المساحة الكلية خارج الموسم الزراعي بما يتجاوز ال ٣٥% من المساحات المزروعة في الأعوام السابقة .

2

إذا كانت هذه هي حقائق الواقع الزراعي المعلومة لراعي الضأن في كل البوادي عن الموسم الزراعي السابق كيف يمكن للفريق إبراهيم جابر ووزير زراعته إقناع الرأي العام بأن الموسم الزراعي هو من أفضل المواسم الزراعية التي تمر  بالبلاد .

لقد إطلعت على تقريرين محليين عن الموسم الزراعي السابق الأول من لجنة الزراعة في حزب الأمة القومي والثاني من اللجنة الزراعية للحزب الشيوعي السوداني يحذرون من مضاعفات فشل الموسم الزراعي السابق  وعدم تحقيق  الإكتفاء الذاتى للموسم والتقريرين مبذولين في النت لمن أراد الإطلاع.

وكذلك تقارير منظمة  النظام المرحلي للأمن الغذائي العالمية ipc التابعة للأمم المتحدة التي تعتمد على الدراسات الحقلية والدراسات عن بعد وتقوم بمقاييس وتقديرات محاكاة ذات مصداقية عالمية عالية للتنبؤ بحالة الأمن الغذائي العالمي وهي تقارير تعتمد عليها كل وكالات الأمم المتحدة المعنية بالطعام في العالم، نكذب كل هؤلاء وهم الصادقون ونصدق إبراهيم جابر ووزير زراعته إلا إذا كان لا يوجد في رأسنا صامولة، إذا كان المتحدث مجنون يجب أن يكون المستمع عاقل كما تقول الحِكمة .

3

نترك كل هذه الحقائق وننتظر فتوى الفريق بحري إبراهيم جابر ووزير زراعة سلطة بورتسودان بأن البلاد لاتواجه أي خطر للمجاعة والغرض من ذلك تشويه صورة السودان ودعم التوجهات الشريرة للتدخل في شئون البلاد من العالم الخارجي،  لقد أصدرت الأمم المتحدة أول أمس تقرير عن حالة  السودان  من أوشا  UN OCHA ]

the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs

الذى جاء فيه أن حوالي  30.4 مليون نسمة من السودانيين  تهددهم المجاعة  وهناك خمسة مناطق الآن في حالة مجاعة كاملة وفق لمرصد المجاعة العالمي Global Hunger Index وخمسة أخرى في المراحل الأخيرة من حالة المجاعة الكاملة، المجاعة الشاملة الآن تهدد حوالي 5 ملايين نسمة أغلبهم من النساء والأطفال  نص التقرير الكامل في صفحة الأمم المتحدة تحت عنوان

Sudan_ key Facts For Sudan Crisis

الصادر يوم ٧ مارس ٢٠٢٥م  من الأمم المتحدة .

4

الديكتاتوريات جميعاً  تقرأ من كتاب واحد عنوانه [ الإنكار لحقائق النهار] فقد حاول الرئيس المخلوع جعفر نميري في العام١٩٨٣م  التستر على المجاعة في إقليم دارفور الناتجة من موجة الجفاف الحاد في منطقة الساحل والصحراء، فأطلق عليها بعد ضغوط محلية ودولية الفجوة الغذائية وقد شهدت كل المدن في دارفور وكردفان وحول العاصمة المثلثة موجات نزوح للجياع  وكلنا نذكر عيش ريجان الذي أنقذ الجياع، في تلك المجاعة غير المسبوقة والنظام المايوي وإعلامه في مغالطة ونكران حتى أطاحت به الإنتفاضة الشعبية وخلعت النظام ورئيسه من حكم البلاد.

ونحن الآن نتابع تصريحات الفريق (حٍنبرة) ووزير زراعته ينكرون حدوث مجاعة واسعة في معظم أنحاء السودان وهم يغالطون المكتوب على الحائط بالخط العريض  Denail

في عناد طفولي وخمسة ملايين نسمة يواجهون المجاعة اليوم والأمم المتحدة تعلنها لكل العالم وتناشده في ضرورة جمع 6 مليارات دولار لإنقاذ الأرواح في السودان وكبير الرحيمية وجوقته يعاقرون مخدر الإنكار في حالة عدم مسئولية لا نظير لها وتلاعب بأرواح أبناء وبنات السودان .

5

ختامة

المجاعة حقيقة تهدد حياة السكان في السودان وستشتد وتبلغ أعلى درجات قسوتها بين شهري مايو القادم إلى منتصف نوفمبر ٢٠٢٥م، النعامة الدافنة رأسها في الرمال وترفع صوتها بالمغالطة والمؤتمرات المزيفة والمعلومات المضللة سيواجهون لحظة الحقيقة الدامغة التي لا يمكن إنكارها وسيعودون مضطرين  لوعيهم والإعتراف بعد أن نفقد الملايين من النساء والأطفال وكبار السن أضعف الشرائح الإجتماعية من الذين تحصدهم المجاعة وأمراض سوء التغذية.

عندها كما قال الجرجاني  في التفسير فنادوا حين لا مناص أي  ساعة لا منجى ولا فوت يا إبراهيم جابر ووزير زراعة الغفلة المجاعة تدق الأبواب هل من مستجيب .

#لاللحرب

#لازم_تقيف

١٠ مارس ٢٠٢٥م

Exit mobile version