الاعتراف ليس هدية تُمنح، بل واقع يُفرض!

الاعتراف ليس هدية تُمنح، بل واقع يُفرض!
إسماعيل هجان
أرى البعض منشغلين بمسألة الاعتراف بالحكومة الانتقالية، ومن يعترف بها ومن يرفض. لكن دعوني أوضح أمرًا بالغ الأهمية: نحن لا نبحث عن الاعتراف من أحد، بل نحن من يصنع المشهد القادم، ونحدد قواعد اللعبة الجديدة، وفق إرادتنا وإرادة شعوبنا.
التاريخ لم يُكتب يومًا بمن ينتظر موافقة الآخرين، بل بمن يفرض إرادته على الواقع. والذين يرفضون الاعتراف اليوم، سيجدون أنفسهم غدًا أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها: السودان الجديد ليس خيارًا مؤقتًا، بل مستقبل لا يمكن تجاوزه.
نحن نعرف ماذا نفعل، ومتى نفعل، وكيف نفعل. لسنا في سباق لإرضاء أحد، ولسنا بحاجة إلى ختم قبول من جهة خارجية أو داخلية فاقدة للشرعية والسند الجماهيري. إرادتنا تستمد قوتها من الشعوب السودانية التي صاغت تحالفها التاريخي، وأعلنت عن ميلاد مرحلة جديدة تتجاوز كل القيود القديمة، وتؤسس لدولة عادلة، مستقلة القرار، تحكمها المواطنة لا الإملاءات.
نحن منفتحون على بناء شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة، لكننا في ذات الوقت نرفض أي محاولات لفرض الوصاية أو التحكم في مسارنا السياسي.
لكل لحظة حديثها، ولكل مرحلة أدواتها، نحن ملوك صناعة وابتكار ما نريد، واباطرة كتابة التاريخ بوعي واستراتيجية لرسم ملامح الغد. لا ننتظر، بل نعمل بكل كد وجد وصبر، ولا نطلب الاعتراف من أحد، بل نفرضه بواقع جديد تكتبه الشعوب لا الإملاءات الخارجية.
من يراهن على المراوغة أو التردد اليوم في محاولة خاسرة لكسب الزمن، فغدًا لن يكون أمامه إلا التعامل مع الحقائق التي نرسمها الآن، وفق رؤيتنا وإرادتنا الحرة.
نحن نعرف من هم حلفاؤنا الحقيقيون: هم أحرار العالم، الذين يؤمنون بالعدالة والمساواة والحرية والسلام والمواطنة الفدرالية. أما من اعتادوا تلقي التعليمات والانتظار، فليسوا سوى عالقين في ماضٍ لم يعد له مكان في مستقبلنا.