تجاوز!!

تجاوز!!
صباح محمد الحسن
حتى تصبح الحقيقة سلسلة تلتف حول عنق الزيف
لا سبيل أن يتحرر حتى ولو أصاب النبض الركود
فالوصول الي غاية المرامي لايحققه التمني!!
ولأن كينيا منصة تحضير لخطوات الحل الشامل برعاية دولية تواصل خطواتها دون التفكير في الربت على كتف سلطة بورتسودان، لتعتذر عن أنها أعدت مسرحا لإعلان حكومة موازية لها ، بالرغم من مطالبة الخارجية السودانية لها بالإعتذار او التراجع عن إحتضانها لهذه التظاهرة السياسية.
وذلك يعود لأنها لاتمسك بالمخيط لحياكة وتطريز المشهد المستقبلي للحل السياسي بعد وقف الحرب وفق رؤية دولية شاملة، فالدور الذي تقوم به كينيا هو واحد من الأدوار التي يستخدم فيها ” طريقة أخرى” لتحقيق عملية الوصول الي حل شامل يسع جميع الأطراف والأطياف السياسية الفاعلة والساعية لوقف الحرب ، بعد إتفاق لوقف إطلاق النار، وما قبل إيقاف الحرب من دعم للحكومة الموازية تستخدمه كينيا كوسيلة للوصول الي الغايات!!
ولأننا تحدثنا حتى في الأمس القريب أن المجتمع الدولي تجاوز قيادة طرفي الصراع وأصبح ينظر للحرب في السودان على أنها ميدان فوضى بلا قيادات راشدة لاتستحق التشاور معها كما كان من قبل، أكده الرئيس الكيني وليام روتو الذي كتب أمس في تغريدة بمنصة “X” ( بحثت هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأوضاع في السودان والدور المحوري الذي تلعبه بلادنا في توفير منصات للأطراف الفاعلة بما فيها الأحزاب والمجتمع المدني وفاعلون آخرون بغية الإسهام في جهود وقف إنزلاق السودان نحو الفوضى)!!
وهذه أول مناقشة مباشرة لحكومة ترامب لأزمة والتي كان يجب أن تكون مع الحكومة السودانية وليس الحكومة الكينية وهذا مايؤكد أن “ماكينة” الحل تجاوزت قيادة الطرفين في الحرب وأن امريكا الآن عندما تبحث في تفاصيل الحلول للازمة، تبحثها مع دول اخرى، فبالرغم من أن ثمة عدد من المشاورات والإتصالات والمقابلات غير المباشرة تمت بين الادارة الامريكية وحكومات دول اخرى، فيما يتعلق بالشأن السوداني سيما بعد أن تقلد ترامب منصبه ولكن الادارة الجديدة مارست أقسى عقوبة مع القيادات العسكرية الآن وهي عقوبة ” التهميش” الناتج عن قناعة عدم الإعتراف بالوجود، المبرهن بقطع الإتصال والتواصل، حيث توقفت كل زيارات المسئولين إلى بورتسودان وانقطعت الإتصالات والمبادرات الدولية ، وتوقفت الوفود ، مما يعني أن مرحلة الترجي للحكومة إنتهت وهذه اخطر العقوبات التي تجعل سلطة البرهان في وجه العاصفة.
ايضا إتصال وزير الخارجية بالرئيس الكيني يؤكد ماذهبنا اليه إن مايحدث في كينيا يتم بموافقة دولية، لذلك من علامات “الوهن السياسي” أن تطالب الخارحية السودانية دولة كينيا بالإعتذار دون النظر إلى ماهي الأسباب التي تدفعها لهذه الخطوة الجريئة، فكينيا لن تفتح ابوابا دون أن يكون هناك من سلمها المفتاح، فإعلان حكومة من أراضيها بقيادة مدنية تطرح ميثاقا يشير إلى هوية ترتكز على حقائق التنوع التاريخي والمعاصر ودولة قائمة على الحرية والعدل والمساواة، ويجرّم كافة أشكال التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأغراض سياسية.
هي بلا شك خطوة تهدد سلوك سلطة بورتسودان التي تعدت على الحرية والعدالة واستغلت الدين لأغراض سياسية، ومارست كل أنواع التطرف والآن تجلس على كرسي إنقلاب!!
لذلك نوهنا أن الحكومة الموازية ستشكل خطراً سياسياً على سلطة بورتسودان ربما يكون أكثر من الخطر العسكري على الميدان ولو كان عمرها” يوم واحد”.
والخطأ السياسي للسلطة الإنقلابية هو أنها ما زالت تتعامل بذات الإفتراء والأنانية التي تسببت في الحرب، والآن تعيد الخطأ نفسه الذي يتسبب في هزيمتها سياسياً، فالحركة الإسلامية وكتائبها الآن هي أضعف الحلقات في مسلسل الأحداث تمت محاصرتها من كل الجهات فكلما تنظر في المبادرات السياسية للحل حولها، تجدها رغم اختلافها وتباينها في الطرح تنص على الحرية والعدالة، وتتفق على عدم السماح بعودة الإسلاميين من جديد في المشهد هذا الجوهر الحقيقي الذي يمكن أن يسمى بالإيمان السياسي في عملية التغيير هو الذي يقرب وجهات النظر ويجمع هذه المبادرات من جديد تحت مظلة واحدة، لذلك تجد أن هناك ألف سبب لرتق النسيج السياسي بين هذه المكونات يقابله ألف سبب آخر يهدد المشروع السياسي للحركة الإسلامية بالزوال.
طيف أخير :
#لا_للحرب