“السودان التأسيسي” يبدأ مشاورات تشكيل حكومة “السلام والوحدة”

بدأ شركاء تحالف التأسيسي “تأسيس” في العاصمة الكينية نيروبي، الأحد بمشاورات لتشكيل حكومة “السلام والوحدة”، المزمع إعلانها من داخل البلاد، إضافة إلى ترتيبات الاتفاق على تفاصيل مستويات الحكم، وهي مجلس السيادة والوزراء والبرلمان، وانطلقت اجتماعات المشاورات التي ما زالت مستمرة.
وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس إن “الحكومة ستعلن خلال الأيام القادمة من داخل السودان”، في حين أكد رئيس اللجنة الفنية لمؤتمر نيروبي إبراهيم الميرغني عزمهم على أن يكون الميثاق الذي تم توقيعه طريقاً إلى تأسيس حكومة متوافق عليها من الشركاء ليتم إعلانها من داخل البلاد.
وكان أطراف تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، قد وقعوا ميثاقاً سياسياً، تمهيداً لتشكيل الحكومة الجديدة.
وسجلت الجلسة الختامية مشاركة نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، ورئيس “الحركة الشعبية – شمال” عبد العزيز الحلو، ورئيس “حركة العدل والمساواة – جناح سليمان صندل”، و”تجمع قوى تحرير السودان” بقيادة الطاهر حجر، وقيادات “الجبهة الثورية”، وكذلك رئيس “حزب الأمة القومي” فضل الله برمة ناصر.
وشارك أيضا رئيس القطاع السياسي بـ”الحزب الاتحادي الأصل” إبراهيم الميرغني، ورئيس حزب “الأسود الحرة” بشرق السودان مبروك مبارك سليم، ورئيس “مؤتمر البجا” المعارض أسامة سعيد، فضلاً عن فئات نوعية تشمل مثقفين وإدارات أهلية ودينية وطرقاً صوفية.
سيادة الدولة السودانية
ووقع 24 كياناً وحزباً سياسياً على الميثاق التأسيسي، ويضم التحالف الجديد أحزاباً سياسية وحركات مسلحة وإدارات أهلية وكيانات مجتمعية داعمة لـ”الدعم السريع” في السودان.
وأشار الميثاق إلى “هوية سودانية” ترتكز على حقائق التنوع التاريخي والمعاصر ودولة قائمة على الحرية والعدل والمساواة.
بنود الميثاق
وقام “الميثاق” على أساسين أولهما المبادئ العامة التي تتكون من 32 بنداً، وثانيهما دواعي تشكيل “حكومة السلام الانتقالية” وتتكون من فرعين، “الدواعي الوطنية”، و”تحقيق الأمن والسلام الدوليين”.
ومن أبرز بنود الميثاق أن تقوم الدولة السودانية على مبدأ “الوحدة الطوعية لشعوبها وأقاليمها”، وأن “تمارس الدولة سيادتها نيابة عن الشعوب السودانية، بما يكفل الحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي وحماية مصالح شعوبها دون تمييز”، حسبما ورد في نص الوثيقة التي اطلعت “الشرق” عليها.
محظورات الميثاق
ونص “الميثاق” على “حظر تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو تنظيم دعاية سياسية على أساس ديني أو عنصري”.
كما نص على “خضوع الجيش الجديد منذ تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنيتين، ويعكس تنوع أقاليم السودان”، وأكد “تأسيس جهاز أمن مخابرات مهني ومستقل غير خاضع لأي ولاء أيدلوجي أو سياسي أو حزبي”، وفق الميثاق.
الالتزام بالعدالة
وشدد الميثاق على “ضرورة الالتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب، وتجريم كافة أشكال التطرف والانقلابات العسكرية واستغلال الدين لأغراض سياسية”.
وأوضح أن دواعي تشكيل “حكومة سلام انتقالية” تتمثل في إنهاء الحرب و”تحقيق سلام شامل ودائم وحماية المدنيين والمساعدات الإنسانية واسترداد المسار الديمقراطي”.
إجماع وطني
وقال المتحدث الرسمي باسم وفد تفاوض قوات “الدعم السريع”، محمد مختار، إن “ما حدث اليوم يعد عملاً عظيماً لم يحدث للدولة السودانية منذ تأسيسها في العام 1956.
وأضاف “الآن الدولة الجديدة في مرحلة البناء والتأسيس الذي ينبني على العدالة والمساواة ويراعي التنوع والتعدد وينصف كافة أقاليم السودان المهمشة ويعيد البلاد إلى مسارها الصحيح، وسط أروقة المجتمع الدولي كدولة محترمة لها سيادتها ومكانتها”.
واعتبر مختار لـ”إرم نيوز” أن “ما حدث في نيروبي يمثل تظاهرة سياسية واجماعاً وطنياً كبيراً بين كل القوى السياسية والمدنية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية وأطياف المجتمع السوداني بكل تنوعه وقبائله واتجاهاته الجغرافية”.