السودان.. ترحيب شعبي واسع بتأسيس حكومة جديدة أملاً بالسلام

أعرب سودانيون عن دعمهم لتأسيس حكومة جديدة تلبي احتياجاتهم وتوفر لهم الخدمات التي حرمتهم منها سلطة الجيش، وتمنحهم الحماية من القصف الجوي الذي دمر الأسواق، والمؤسسات الخدمية، ومصادر المياه في كردفان ودارفور.

ويستعد سكان ولايات دارفور للخروج في مواكب جماهيرية، يوم السبت، تعبيراً عن دعمهم للحكومة المرتقبة.

ومن المتوقع أن يتم التوقيع، غداً السبت، في العاصمة الكينية على الميثاق التأسيسي للحكومة السودانية من قبل تحالف يضم أحزاباً سياسية، حركات مسلحة، قوى مدنية وأهلية ونقابية، بالإضافة إلى قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تسيطر على مناطق واسعة في كردفان والنيل الأزرق.

انهيار الخدمات

أبدى محمد سالم، أحد سكان منطقة “أبوزبد” غربي كردفان، تأييده لخطوات تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أنها ستساعد سكان منطقته على الحصول على الغذاء والدواء والتعليم، بعدما حُرمت من هذه الخدمات بسبب الحرب.

وقال لـ”إرم نيوز”: “إن تعنت الجيش، ورفضه التفاوض لوقف الحرب، هما ما أدّيا إلى إطالة أمد الصراع”، مضيفًا: “نحن تعبنا، والواقع أصبح سيئاً، لا نستطيع أن نأكل أو نتعالج بعد انهيار الخدمات”.

وأشار إلى أن المواطنين متفائلون بخطوة تشكيل حكومة جديدة، وتابع: “حتى لو لم تقدم هذه الحكومة الخدمات المطلوبة، قد تشكل ضغطاً على البرهان، وتدفعه للذهاب إلى المفاوضات ووقف الحرب”.

وأضاف سالم: “نحن نريد السودان موحداً، ولا نريد أي خطوات انفصالية، ونأمل أن تدفع هذه الخطوة في اتجاه الحل الجذري للأزمة السودانية التاريخية”.

وأكد سالم دعمه لما يجري في نيروبي من اجتماعات بشأن تأسيس سلطة سودانية جديدة، داعياً  إلى التعامل مع الأمر بشكل جاد، والذهاب إلى التفاوض مع قوات الدعم السريع لوقف الحرب.

مواكب تأييد

أكد الصحفي المقيم في مدينة الضعين شرق دارفور، محمد صالح البشر، أن ما يجري في نيروبي من اجتماعات بشأن تأسيس حكومة جديدة في السودان، قد لاقى تأييداً كبيراً من مواطني دارفور، حيث تجاوزت نسبة التأييد الـ90%.

وقال لـ”إرم نيوز” إن تأييد السكان في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع للحكومة الجديدة يعود إلى أن الذين تبنوا هذه الرؤية ناقشوا قضايا المواطنين الملحة، خاصة القصف المتكرر للطيران الحربي التابع للجيش السوداني.

وأكد أن الطيران لا يزال يقصف المدنيين، حيث هاجم، الخميس، أكثر من 3 مناطق في دارفور.

وذكر أن المجتمعين في نيروبي أكدوا أن الهدف الأساسي من خطوة تشكيل الحكومة الجديدة هو حماية المدنيين من الطيران الحربي، واستخراج الوثائق الثبوتية، قائلاً إن هذه الوثائق تشكل أزمة كبيرة يعاني منها سكان دارفور.

وأضاف أن “جميع سكان غرب يعانون من صعوبة استخراج الجوازات، والأرقام الوطنية. وهناك من يرغبون في مغادرة السودان طلباً للعلاج وغيره، ولكنهم لا يملكون جوازات. وإذا ذهبوا إلى مناطق سيطرة الجيش، يتم اعتقالهم بتهمة أنهم موالون لقوات الدعم السريع”.

وتابع قائلًا: “هذه هي القضايا التي تؤرق المواطنين في غرب السودان، ولذلك رحبوا بخطوة تشكيل حكومة جديدة تقدم لهم هذه الخدمات، ودعموها بشدة. وهناك ترتيبات لتسيير مواكب جماهيرية بمدينة الضعين وعدد من المناطق يوم السبت، تأييداً للحكومة الجديدة”.

وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الناس في مناطق سيطرة الدعم السريع، حتى الذين لا علاقة لهم بالدعم السريع، وجدوا أن القضايا التي طرحتها الحكومة المرتقبة تلامس رغباتهم، وأصبحوا مؤيدين ومرحبين بهذه الحكومة.

نزوح ولجوء

من جهته، أكد المواطن عمر حسن، لاجئ في دولة ، أنه يدعم ما يجري في نيروبي بسبب أن الحرب جعلت أغلب السودانيين مشردين بين النزوح واللجوء، في وقت يتعنت فيه البرهان، ويرفض الاستجابة لدعوات التفاوض.

وأشار في حديثه لـ”إرم نيوز” إلى أن البرهان سبق وقال إنه سيحارب لمدة 100 عام، ما يعني أنه غير مستعد لوقف الحرب وغير مكترث بمعاناة السودانيين، مؤكدًا دعمه للحكومة الجديدة إذا كانت تعمل لوقف الحرب، وإنهاء معاناة المواطنين.

وأضاف: “لدينا مجتمعات تضررت من الحرب وتتعرض اليوم للإبادة بوساطة الطيران التابع للجيش، فضلاً عن التدهور الاقتصادي في مناطقنا. فهل ننتظر البرهان حتى ينتصر بعد 100 عام، لينظر في أمرنا؟”.

وأثارت خطوة تشكيل حكومة سودانية جديدة ردود فعل واسعة، وأججت مخاوف السلطة القائمة في بورتسودان، التي سارعت إلى تعديل الوثيقة الدستورية لتعزيز سلطة الجيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى