Site icon صحيفة الصيحة

السيناريو المتكرر ..!!

السيناريو المتكرر ..!!

صفاء الفحل

يبدو أن قائد اللجنة الإنقلابية (البرهان) قد نجح نوعاً ما في إقناع بعض البسطاء وحتى بعض الأقلام الثورية بأنه قد تخلى عن مجموعة الكيزان التي تحيط به من كل جانب بمسرحية خطابه الأخير القديم (أذهب إلى القصر رئيسا وساذهب إلى السجن حبيسا) في محاولته للتمويه للجهلاء بقومية القوات المسلحة التي قاد باسمها إنقلابه على حكومة ثورة ديسمبر المدنية بعد فشله في إقناعهم بقبول عودتهم إلى الحكم بوضعهم كأبطال تمكنوا من (إنقاذ الوطن) بقتالهم ووقفتهم من خلال الحرب التي أشعلوها لذات الغرض مع الدعم السريع واستبدل حيلة الرضا العام على الإنقلاب الكيزاني الأول من (الحالة الاقتصادية) للحالة الأمنية وهي الخطوة الأولى لتثبيت أركان حكمه وما سيأتي بعد ذلك (سيتم بصورة تدريجية) أو كما قال كبيرهم الذي علمهم فن التحايل ..

وحالة الرضا (التمويهي) التي قابلت بها بعض القيادات الكيزانية كلمات البرهان القاسية بعدم سماحه بعودتهم على جثث ودماء الشعب السوداني لم تأتي عن قناعة بصدق ذلك الحديث بل بتكتيك متفق عليه لتهدئة النفوس أولاً قبل الدخول للمرحلة الثانية والتي بدأها بتعيينه مباشرة ثلاثة من كيزان الصف الثاني وعلى رأسهم ياسر محمد أحمد (المدعي السابق لجرائم الحرب في دارفور) في عهد البشير كنواب للنائب العام في طريق التمهيد للمرحلة القادمة التي ستستغل حالة التوهان العام وتم التمهيد لها من خلال الحملة الإعلامية لضرب شباب الثورة والقوى المدنية التي تنادي بالديمقراطية تحت زريعة التعاون مع الدعم السريع خلال فترة الحرب .

وحتى لا ندخل جميعاً في حالة (التوهان) تلك يجب أن تكون لدينا قناعة راسخة بأن (البرهان) ومن خلفه المجموعة الكيزانية لا يرغبون بالتنازل عن الحكم وهو كاذب أشر بلا عهود أو مواثيق وفد أثبتت التجارب ذلك ويمكنه تبديل مواقفه في كل لحظة و طرحه لقضية (الانتخابات) بعد عامين ماهو إلا لكسب للوقت وهي لن تفترق كثيراً عن سابقاتها في العهد الكيزاني في التزوير أو ماهي إلا مجرد لافتة لعودتهم (ظاهرياً) من خلال تلك الإنتخابات المزيفة إذا ما تم إجراؤها أساساً، وتم التراجع عنها بذرائع مختلفة .

نحن لن ننتظر أو نصدق تلك العهود بل نريد التنفيذ عملياً بالتنازل عن الحكم وزمرته من اللجنة الأمنية وتعيين مجموعة من الكفاءات الوطنية لقيادة أمر الدولة على أن يعود هو للثكنات قائداً للجيش ويقوم بتكوين لجنة من الضباط الوطنيين الصادقين لتكون رقيباً على أداء تلك الحكومة المدنية دون التدخل في أداءها إلا من خلال (مجلس وطني) يتم اختياره من الفاعلين السياسيين وشباب الثورة والحركات الدارفورية كما أنه يمكن اضافة بعض قيادات الحركات المسلحة التي شاركت خلال الحرب كنوع من الشفافية .

خطاب قائد الإنقلاب في مجمله يكرس لإستمراره في الحكم بغض النظر عن الفترة الزمنية التي يطرحها لذلك وهو بالتأكيد لن يرضي المجتمع الدولي أو القوى الثورية بالداخل وهو عملياً غير قابل للتنفيذ في ظل الأوضاع الحالية إلا اذا قرر تنفيذه بقوة السلام كالعادة وأطلق يد الأمن للتنكيل بكل معارض له وبالتالي يظل عدم الاستقرار الذي يجب أن يجتمع عليه كل السودانيين لإعادة إعمار وتأسيس السودان الجديد

وإلا ستظل الثورة هي الحل الأوحد لمواجهة الديكتاتورية.

وتظل راية المحاسبة والقصاص مرفوعة

والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار

Exit mobile version