البرهان يقود السودان من الحرب للهاوية`
![](https://i0.wp.com/www.assayha.net/wp-content/uploads/2022/03/%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%A9.jpg?resize=249%2C203&ssl=1)
البرهان يقود السودان من الحرب للهاوية`
عروة الصادق
في ظل ما نشهده من استحكام لحلقات الأزمة السودانية المتصاعدة، يقف البرهان (الفريق)، كالشخص (الغريق) مثيراً للجدل والشفقة، يثير أداؤه السياسي والعسكري تساؤلات حادة حول مصداقيته وقدرته على قيادة البلاد نحو الاستقرار، وبين خطاباته السياسية التي تتغنى بالسيادة الوطنية وحماية السودان، وأفعاله التي تكرس الحرب والدمار والإنفصال ومخادمة الاستعمار، يظهر البرهان كشخص يفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، ويعتمد على نهج يؤسس الانقسامات ويخدم مصالح ضيقة على حساب الشعب السوداني، وشواهدي عشرة على ذلك يمكن أن أزيد فيها ما شاء الله، وهي:
1. فر بنفسه وقام بتحويل العاصمة لأقصى الشرق، وكانت مدن مدني أو الأبيض وسنار آمنة ولا زالت تحت سيطرة الجيش، ويمكن أن تكون حواضر إدارية وسيادية واقتصادية.
2. تغيير العملة واحتكارها لجهة معينة، ومنع أقاليم تقع تحت سيطرته من الوصول إليها.
3. منح ومنع الهوية على أساس عنصري، وتقييد كل اجراءات الأحوال الشخصية بما فيها قسائم الزواج والطلاق.
4. تقييد حركة التجار على أساس جهوي ومناطقي، ومصادرة قوفل وحاويات تم استيرادها.
5. حظر الحسابات البنكية بتمييز قذر، جعل من قطاع تجاري وخدمي خارج الخدمة وضيق على حياة مواطنين يعتمدون على قوتهم اليومي على لك الحسابات.
6. منع إقامة امتحانات الشهادة القومية حتى في مناطق تحت سيطرة الجيش لوقوعها في جغرافيا معينة.
7. الاعتقالات التي تمت حتى لطلاب نزحوا للحصول على مقعد ورقم جلوس في ولايات البراء والولاء.
8. منع الوصول الإنساني لأكثر من عام، واحتكر قوافل الإغاثة في جغرافيا معينة.
9. إبادة ما سمي بـــ (الحواضن) عن طريق القصف الجوي.
10. احتكار الخدمات (جميعها) في جغرافيا معينة، ومنع وصولها لبقية المواطنين.
وغيره وغيره وغيره .. كثير.. كثير .. من إجراءات غير معلنة باتت تتراءى كل يوم وتتسرب، كتصفية ضباط وضباط صف وجنود من إثنيات معينة في صفوف الجيش، وإلى الآن لا أحد يريد أن يقول للبرهان أنت ستقسم البلاد وتحفز أي توجه انفصالي.
– يحاول البرهان تقديم نفسه كحامي للسودان وليس (كحرامي)، حيث يتحدث عن تشكيل حكومة تكنوقراط مدنية، ويرفض عودة نظام عمر البشير الذي فتح لقادتها أبواب السجون وجعلهم يديرون دفة البلاد نحو الجحيم ويتحكمون في مفاصل البلاد العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية، ويؤكد على محاربة ما أسماه “التمرد”. لكن هذه الشعارات تتصادم مع واقع أفعاله. فالبرهان هو ذات الشخص الذي قاد انقلابًا عسكريًا في أكتوبر 2021م، وأجهض العملية الانتقالية التي كانت تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين، مما أدى إلى إغراق البلاد في أزمة سياسية عميقة، وتحت قيادته تحول الجيش إلى أداة قمع، يوم أن قتل العشرات من المتظاهرين السلميين، وأصبحت البلاد مسرحًا لنزاع دامٍ بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو الذي يفتح يوميا معسكرات التجنيد وحدود البلاد لتجييش نسخ جديدة من أنماط العسكرة الإثنية والقبلية والجهوية والأيديولوجية، وهذا التناقض بين الخطاب والأفعال يكشف عن نهج يعتمد على التضليل السياسي، حيث يستخدم البرهان الشعارات (الوطنية) لتبرير استمرار سيطرته على السلطة واستمرار خطته التي أعلنها الفريق (العطا) بأن البرهان سيستمر لعشر سنوات، كل تلك الأمنيات دون تقديم حلول حقيقية للأزمة.
– منذ اندلاع هذا النزاع المقيت الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023م، فشل البرهان في تحقيق أي تقدم عسكري حاسم، واليوم نراه يتفاخر بالانسحابات التي أتاحت له العودة لمناطق فر منها، وهذا أدى إلى استنزاف موارد البلاد وتدمير بنيتها التحتية دون أدنى مبرر، وتحت شعار “حرب الكرامة”، استمرت الدموية لتخلف وراءها عشرات الآلاف من القتلى، ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص من بينهم أولاده الذين أرسلهم لمأمن لم يأمنوا فيه، وتفاقم بسبب تعنته ورفضه لكل أنواع الحلول وإذعانه للحزب المحلول إلى أزمة جوع وُصفت بأنها “الأكبر في العالم”، في وطن زرع حوالي ٦٤ مليون فدان في فترة وجيزة وأدها البرهان بانقلابه.
– البرهان الذي يصر على استمرار القتال ويقول بسحق المقاتلين وطردهم إلى أقاصي الأرض أو إبادتهم، لم يقدم أي رؤية واضحة لإنهاء الحرب، سواء عبر التفاوض أو الحسم العسكري ولن يقو على ذلك وهو يعلم أن مثل هذه الحروب لن تنته أبداً أبداً بل ستتحول لأنماط قتالية أخرى، وهذا الإصرار على الخيار العسكري يعكس نهجًا متعنتًا يخدم مصالح ضيقة لحفنة حكمت البلاد لثلاثة عقود أطاحت بهم ثورة سلمية لم يستطيعوا وأدها ومقاومتها فاختاروا استعادة مجدهم عبر فوهة البنادق وعلى ظهر البرهان، سواء كانت تلك الحفنة تدفعها مطامع شخصية أو تابعة لقوى إقليمية، على حساب الشعب السوداني الذي يدفع ثمن هذه الحرب.
》》》 يتبع