البرهان يناور بإقصاء الإسلاميين لمنع تشكيل الحكومة الشرعية

اعتبر خبراء أن تصريحات قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حول منع أنصار “حزب البشير” من العودة إلى السلطة مجرد مناورة سياسية، تهدف إلى قطع الطريق أمام القوى الساعية لتشكيل في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال الخبراء، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن البرهان لا يستطيع  مع الإخوان، الذين يسيطرون بالفعل على قرار الحرب، لكنه في الوقت نفسه يرى أن تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع يمثل تهديدًا كبيرًا لسلطته، خصوصًا إذا حصلت على دعم القوى السياسية المؤثرة.

دماء السودانيين

وكان البرهان، قد توعَّد في تصريحات (السبت)، بإقصاء أنصار نظام الرئيس السابق  من السلطة مستقبلًا، مؤكدًا أنهم “لن يتمكنوا من العودة إلى الحكم على دماء السودانيين”، وفق تعبيره.

وأضاف البرهان، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنه “سيقوم  من وزراء كفاءات مستقلين، وسيتم التوافق على رئيس وزراء مدني، دون تدخل الجيش في عمله”.

وأشار إلى أن حزب المؤتمر الوطني وغيره ممن يسعون للحكم، عليهم الاحتكام إلى الانتخابات مستقبلًا، مضيفًا أن “لن يجد فرصة لحكم البلاد على دماء السودانيين، وعليهم الابتعاد عن المزايدات إن كانوا وطنيين” وفق تعبيره.

مناورة سياسية

وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي صلاح حسن جمعة، أن  مجرد مناورة سياسية تهدف إلى مغازلة قوى تنسيقية “تقدم” لمنعها من الانخراط في تشكيل حكومة موازية بمناطق سيطرة الدعم السريع.

وقال جمعة، في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن “أكبر تهديد لخطط البرهان في  والاحتفاظ بالسلطة هو تشكيل حكومة موازية، وهو ما يجعله يسابق الزمن لإحباط هذه المحاولات بشتى الطرق”.

وأوضح أن البرهان يخشى دعم القوى السياسية المنخرطة في تنسيقية “تقدم” للحكومة الموازية، لأنها قد تكتسب شرعية داخلية وخارجية، ما قد يسحب البساط من حكومته، التي يسيطر عليها أنصار حزب البشير.

وأكد جمعة أن حديث البرهان عن  السلطة ليس سوى محاولة لكسب تأييد القوى الديمقراطية، التي تطالب بفك ارتباط الجيش بأنصار النظام السابق.

وأضاف أن تصريحاته حول الترحيب بمن يتخلى عن مساندة ، تعكس سعيه لإقناع هذه القوى بالانضمام إلى حكومته بدلاً من الحكومة الموازية.

وأشار إلى أن توجيه البرهان برفع الحظر عن الأشخاص الممنوعين من استخراج  يهدف إلى تقويض أحد مبررات تشكيل الحكومة الموازية، التي تسعى إلى إصدار وثائق ثبوتية للمحرومين منها.

وشدَّد جمعة على أن البرهان لا يستطيع فعليًا التخلي عن الإسلاميين، وأن حديثه عن إقصائهم “خدعة” يكررها منذ الإطاحة بالبشير، مشيرًا إلى أن قادة حزب المؤتمر الوطني لا يزالون جزءًا من حكومته، ويعقدون اجتماعاتهم تحت حمايته، بل ويسافرون عبر مطار بورتسودان بكل حرية.

وأكد أن البرهان يحمي قادة  المتهمين بجرائم حرب، ويرفض تسليمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، مثل البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين.

وأضاف أن “البرهان لا يستطيع مواجهة الإسلاميين، فهو صنيعتهم ويأتمر بأوامرهم، وربما حتى خطوة تشكيل حكومة ووثيقة تأسيسية جاءت من تخطيطهم، وفق أسلوبهم المعتاد في الخداع والمراوغة” وفق تعبيره.

كما أشار إلى أن البرهان يسعى  بأي وسيلة، سواء بالحرب أو السلم، بينما يدرك الإسلاميون طموحه، فينفذون له ما يريد، وهو بدوره ينفذ أجندتهم، مما يجعل العلاقة بينهما غير قابلة للانفصال.

تمويه وخداع

من جهته، وصف المحلل السياسي داؤود خاطر، تصريحات البرهان بشأن إبعاد الإسلاميين من السلطة بأنها “تمويه وخداع” للرأي العام، الذي يرفض هيمنة أنصار حزب البشير على الجيش وتمسكهم باستمرار الحرب.

وقال خاطر، لـ”إرم نيوز”، إن البرهان لا يستطيع فك الارتباط مع الإسلاميين، لأنهم يقودون المعارك على الأرض في ظل غياب الجيش، مضيفًا: “لذلك لا يمكنه مواجهتهم، وتصريحاته ليست سوى محاولة لخداع  السوداني”.

وأضاف: “لو لم يكن البرهان أداة بيد الإسلاميين، لما نفذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، ضد الحكومة الانتقالية برئاسة ، والذي كان جزءًا من خطة الحركة الإسلامية لاستبعاد القوى السياسية وإجهاض مسار الحكم المدني”.

وتابع: “لذلك، ما يقوله البرهان ليس سوى مسرحية مكشوفة، فالجميع يعلم أنه والإسلاميين كيان واحد، أشعلوا الحرب للقضاء على الثورة والقوى السياسية التي أطاحت بالبشير” وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى