لماذا نشعر بالسعادة صباحاً ونغرق في القلق ليلاً؟
![](https://i0.wp.com/www.assayha.net/wp-content/uploads/2025/02/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية، ونشرتها مجلة BMJ Mental Health، عن تأثير الوقت خلال اليوم، وأيام الأسبوع.
وأوضح الباحثون في الدراسة أن مشاعر القلق والتوتر تتفاقم ليلاً، بينما يتحسن المزاج صباحاً.
واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 49 ألف شخص، جُمعت بين مارس 2020 ومارس 2022 ضمن دراسة اجتماعية حول جائحة “كوفيد-19”.
وطُلب من المشاركين الإجابة على أسئلة مثل:
إلى أي درجة شعرت بالسعادة خلال الأسبوع الماضي؟
ما مدى رضاك عن حياتك؟
إلى أي حد شعرت بأن ما تفعله ذو قيمة؟
وكشفت النتائج أن المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب كانت أكثر حدة في الليل، وخصوصاً عند منتصف الليل، بينما كانت أقل حدّة في الصباح، حيث يشعر الأشخاص بسعادة ورضا أكبر.
التأثير على المزاج
وأوضحت الدراسة أيضاً أن الاعتقاد الشائع بأن المزاج يكون أفضل في عطلة نهاية الأسبوع ليس صحيحاً تماماً. بل على العكس، كانت أيام الإثنين والجمعة هي الأكثر إيجابية مقارنةً بيوم الأحد.
أما تأثير الفصول، فقد أظهرت البيانات أن الشتاء هو الموسم الأكثر ارتباطاً بالاكتئاب والشعور بالوحدة، بينما يكون المزاج في أفضل حالاته خلال الصيف، حيث تسهم الإضاءة الطبيعية والطقس المعتدل في تحسين الصحة النفسية.
تفسير علمي لتقلبات المزاج
يرجّح الباحثون أن هذه التقلبات مرتبطة بآلية عمل “الساعة البيولوجية”، حيث يكون مستوى الكورتيزول – وهو الهرمون المنظم للمزاج والضغط النفسي – في ذروته بعد الاستيقاظ، وينخفض لأدنى مستوى عند النوم.
وترجح الدراسة أن اختلاف الروتين بين أيام الأسبوع ونهايته قد يكون سبباً في تقلب المزاج.
كيف يمكن الاستفادة من هذه النتائج؟
يقترح الباحثون أن هذه النتائج قد تساعد في تحسين الخدمات الصحية النفسية، عبر تكثيف هذا النوع من خدمات الدعم في أوقات المساء، وأثناء منتصف الأسبوع والشتاء، حيث يكون الأشخاص أكثر عرضة للمشاعر السلبية.