“جبل سركاب”.. “مقبرة الموت” على يد الجيش السوداني في أم درمان

اتهمت تقارير حقوقية ، بارتكاب انتهاكات إنسانية فظيعة، وذلك عن طريق التعذيب حتى الموت ضد مدنيين وأسرى حرب، داخل معتقل”جبل سركاب” شمال مدينة أم درمان.
ويقع جبل سركاب بالقرب من قاعدة “وادي سيدنا” العسكرية التابعة للجيش السوداني شمال مدينة أم درمان، حيث يضم آلاف المعتقلين من المدنيين الذين يتم القبض عليهم من مناطق سيطرة الجيش بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، وفق مصادر متعددة.

ويضم المعتقل أيضًا أسرى حرب من قوات الدعم السريع الذين يتم القبض عليهم أثناء المعارك أو المداهمات لمقرات سكنهم، وفق المصادر.
وفي فترة حوالي 12 شهراً قتل أكثر من 1500 شخص داخل معتقل سركاب نتيجة التعذيب ونقص الرعاية الصحية والجوع، وفق تقرير حديث نشرته عضوة المكتب التنفيذي لمنظمة “محامو الطوارئ” الحقوقية، رحاب مبارك.
معتقلات الموت
وقالت مبارك إنها جمعت المعلومات الواردة في التقرير من عدة مصادر، بينهم من كانوا معتقلين نجوا من الموت داخل “جبل سركاب”، مبينة أن هنالك ثلاثة معتقلات للجيش ومليشياته في مدينة أم درمان.
مواقع تلك المعتقلات تتوزع في “عمارات الأبراج” حيث تستخدم مليشيا البراء بن مالك، أحد بناياتها كمعتقل، وبناية أخرى يستخدمها جهاز الأمن والمخابرات، ومليشيا “قوات العمل الخاص” التابعة لجهاز الأمن السري للحركة الإسلامية.
وأشار التقرير إلى وجود معتقلات أخرى داخل أحياء مدينة أم درمان، مؤكداً أن أحياء “مدينة النيل، السكن الفاخر، الروضة” حولهم الجيش السوداني ومليشياته إلى معتقلات وبيوت أشباح يشرف عليها أعضاء مليشيا البراء وعساكر جهاز الأمن.
ونقل التقرير إفادة شاهدين اثنين رمز لهما بـ”م.أ” و”ع،ن”، كان الأول معتقلا لفترة 3 شهور، والآخر قضى عاماً كاملاً داخل معتقل يشرف عليه جهاز الأمن بـ”جبل سركاب”، قبل أن يخرجا ويغادرا السودان.
وأكدت شهادات الناجيين من الموت، بحسب التقرير، دفن أكثر من 1500 شخص قتلوا داخل المعتقل بالتعذيب ونقص الرعاية الصحية والجوع، مبينا أن أغلب الجثامين التي تم دفنها متعفنة.
وأضاف التقرير أنه “يوميا يتم دفن ما بين 7 إلى 8 أشخاص، كمتوسط، بينما أقل عدد قتلى خلال اليوم كان 4، وأعلى رقم كان 30 جثمانا جرى دفنها في يوم واحد”.
وأكد الشاهدان أنهما كانا يقومان ومعهم آخرون من نفس المعتقل، بتكسير الحجارة الجبلية لكي يتم الدفن بينما يتفاجؤون في اليوم التالي بأن الكلاب الضالة في المنطقة قد قامت بنبش الجثث؛ مما يجعلهم يقومون بإعادة عملية الدفن مرة أخرى.
أقسام المعتقل
وأوضح التقرير أن المعتقل عبارة عن عمارة مكونة من طابقين، أحدهما به 4 عنابر كل عنبر يضم نحو 200 معتقل، مشيرا إلى تقسيمها “عنبر مواطنيين مدنيين، وثان لضباط وعساكر الجيش، وثالث لضباط وعساكر الشرطة، ورابع لضباط وعساكر الدعم سريع”.
فيما يوجد بالطابق الآخر “مكتب الاستلام في الواجهة، وعلى الجهة اليمنى مكاتب التحري، وعلى الجهة اليسرى عنبر للنساء والأطفال، ومخزن للأمانات لن يتم إرجاعها قط في حال تم الإفراج إلا الأوراق الرسمية، بينما ينهبون الأموال وأجهزة الهواتف المودعة بطرفهم، وفق التقرير.
أنواع التعذيب
وأكد التقرير أن تعذيب المعتقلين يتم بواسطة أعضاء جهاز الأمن، حيث يتم إخراج الرجال وهم حوالي 800 شخص لتبدأ عملية الضرب بأي شيء يحمله أفراد الجهاز في أيديهم، ثم يقولون لهم إن “الضرب لتنشيط للدورة الدموية”.
وأشار إلى أنهم كانوا يتعرضون للضرب بـ”السياط والعصي وخراتيش البي بي آر المحشوة بالحديد”، حيث تخصص في تعذيب المعتقلين ضابط برتبة ملازم أول يدعى “أبو عاقلة” يحمل في يديه دوما مطرقة يضرب بها كل من يقع تحت عينه، حسب التقرير.
ولفت التقرير إلى عسكري آخر يدعى “مبارك ود أبوك” يحمل قطعة خشبة كبيرة تعرف محليًّا بـ”المرق” يضرب بها المعتقلين على أرجلهم “الساق”؛ مما تسبب لأغلبهم بعاهات دائمة في المشي.
إلى ذلك أكد التقرير أن جميع الشهود ذكروا أن “الاغتصاب سمة ثابتة وعادية داخل المعتقل تشمل الرجال والنساء”.
وحول الطعام داخل المعتقل أكد التقرير أن 11 شخصا يتم منح كل واحد منهم قطعة خبز، “كمشة واحدة” من العدس، وهو مقدار صغير لا يكفي لإطعام شخص واحد، تقدم هذه الوجبة مرتين خلال اليوم “صباحا ومساء”.
وسبق أن أعلنت قوات الدعم السريع، عن تصفية استخبارات الجيش السوداني أكثر من 600 أسير ومعتقلين مدنيين، داخل قاعدة كرري الجوية ومعسكر السواقة ببحري.وقال المستشار القانوني لقوات الدعم السريع محمد المختار النور، في وقت سابق، إن الجيش يحتجز أكثر من 800 شخص أغلبهم مدنيين جرى اعتقالهم بشبهة الانتماء لقوات الدعم السريع، حيث تمت تصفية نحو 600 شخص منهم لأسباب جهوية وعرقية.
وتابع أن “من بين الذين تمت تصفيتهم إدارات أهلية وضباط في القوات النظامية، بينهم الملازم أول شرطة محمد حامد صالح جبريل، وهو ليست له أي علاقة بقوات الدعم السريع؛ فقط لأنه ينحدر من مدينة الضعين، كذلك تمت تصفية العمدة بشير النور؛ لأنه من مدينة الجنينة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى