جيشٌ وَاحِد، كوزٌ واحِد !

جيشٌ وَاحِد، كوزٌ واحِد !

علي أحمد

من يقرأ منشور العقيد “إبراهيم الحوري” رئيس التحرير السابق لصحيفة *القوات المسلحة التي أُعيد صدورها في المرحلة الانتقالية بهدف إجهاضها والانقلاب عليها، واُخْتير هذا العقيد بحكم انتمائه السياسي والعقدي إلى جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان)، وأسهمت صحيفة حزب المؤتمر الوطني المتخفية تحت عنوان (القوات المسلحة) في بث الشائعات وزرع الفتن إلى أن أوصلتنا مع عوامل كثيرة أخرى إلى ما نحن فيه الآن.

من يقرأ منشور (الحوري) – وهو وسم خرج من غرفة اعلامية واحدة – نشره على صفحته بفيسبوك عقب زيارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى أم روابة عقب انسحاب قوات الدعم السريع منها، يشعر بالحزن والأسى والغضب لما وصل إليه هذا الجيش من تفكك وسيولة وعدم انضباط و(قلة أدب)، فهذا الكوز العقيد، نشر منشوراً غاية في السفالة تحت وسم وعنوان ركيك “شهادتي لسجل التاريخ” وبلغة أكثر ركاكة كعادته، عن قائده وقائد الجيش والمليشيات المتحالفة معه، يقول فيه: “بمناسبة سفرة إلى أم روابة اليوم؛ بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعاً الاعتراف له بالشجاعة والثبات والهِمّة منقطعة النظير؛ خلال الحرب دي، ….” إلى آخر المنشور. – ويا سبحان الله.

أن يخاطب (عقيد) في الجيش قائده بقوله “رغم اختلافنا السياسي معه” فهذا يعني أنهما ليسا في جيش واحد تتنزل التعليمات والأوامر فيه من أعلى إلى أسفل ويتم تنفيذها حرفياً من غير نقاش، فيما يسمى بالانضباط العسكري، وإنما هذا حزب سياسي مترهل ومفكك بحيث يمكن لأي عضو فيه أن يتناول رئيسه في الإعلام وفي حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي وينشر الغسيل الحزبي القذر خارج القنوات الرسمية للمؤسسة.

يا لبلاهة الحوري وخبل البرهان!

عندما كان السودانيون الأحرار ذوو الضمائر اليقظة والحس الوطني السليم يطالبون بإعادة هيكلة الجيش وتنظيمه على أسس قومية جديدة وبعقيدة وطنية سليمة، خرجت عليهم الرجرجة والدهماء من سِفلة الشعب وهمجه وحمقاه وأوباشه، يصرخون ويولولون دون هدى من أمرهم ولا رشدًا، حتى إذا ما اختار الجيش (المؤتمر الوطني) صبيحة 15 أبريل 2023؛ بيوتهم ومساكنهم ميداناً لحربه من أجل استعادة السلطة التي نزعها عنه الشعب، صاحبة المشروعية والحق المطلق في اختيار من يحكمه، واختار أجسادهم دروعاً بشرية لحمايته، واختبأ قادته في أقبيتهم وسراديبهم وهربوا أسرهم إلى خارج السودان، تفرق الشعب المسكين المنكسر أيدي سبأ في مشارق الأرض ومغاربها لاجئاً ونازحاً مكسور الخاطر مهيض الجناح، حينها فهم الجميع أن هذا الجيش محض حزب سياسي مسلح، يقوده الكيزان وينخرونه في آن، أما البرهان فطارئ عندهم يستخدمونه لأجل وغرض، ثم يتخلصون منه في لمحة بصر، هذا ما لم يكن منتبهاً ومستعداً فيتغدى بهم قبل أن يتعشوا به.

منشور العقيد كوز، إبراهيم الحوري، ينم عن عدم احترام وتقدير ليس للبرهان فحسب، فهذا لا يحترمه أحد، وإنما للقوات المسلحة نفسها، فعندما يضع هذا الحوري البربار كثير الكلام والحركات، قليل الصمت والأفعال، كتفه بكتف قائده ويقول له: “رغم اختلافنا السياسي معك”، وكأنهما أعضاء في حزبين مختلفين لا عساكر في الجيش، فماذا هذا العته والتيه وقلة الحياء ومفارقة الانضباط والسلوك القويم؟ليس في العسكرية فحسب، بل حتى المدونات السلوكية لجميع الأحزاب السياسية في هذا الكون الفسيح لا تقبل بمثل هذه التجاوزات، لكنها “القوات المسلحة السودانية”، تحقق مع قادتها سناء حمد، ويقتحم مكاتب ضباطها الناجي مصطفى ويخضعهم لتحقيقات مكثفة ومصورة ويتهمهم بالعمالة للعدو، بينما هم يرتجفون خوفاً وخشية من هذا الكوز الوبيل!

حَقَّ لَنا أن نهتِف معهما اليوم:

“جيشٌ وَاحِد، كوزٌ واحِد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى