غاز خطير في الخرطوم وسلاح كيميائي في دارفور: إلى أين تتجه حرب السودان؟
دخلت الحرب في السودان مرحلة جديدة وأكثر خطورة، مع تقارير حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية في الصراع المستمر بينه وبين قوات الدعم السريع. وتكشف هذه التقارير عن تدهور الوضع الأمني والإنساني، حيث تسجل انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في ولاية الجزيرة ودارفور.
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نشرته يوم الخميس 16 يناير، نقلاً عن مصادر أمريكية، بأن الجيش السوداني قد استخدم أسلحة كيميائية، بما في ذلك غاز الكلور، في مناسبتين ضد قوات الدعم السريع في مناطق نائية من البلاد. وأكد التقرير أن هذا الاستخدام قد يشمل مناطق أكثر كثافة سكانية مثل الخرطوم، مما يثير مخاوف من تداعيات إنسانية كارثية في العاصمة.
في نفس السياق، رصدت شهادات ميدانية من مدن شرق دارفور، بما في ذلك الضعين والكومة، حوادث اختناق جماعي بعد هجمات جوية يعتقد أن الجيش السوداني استخدم خلالها أسلحة كيميائية. وفقًا للمتطوعين العاملين في المجال الصحي، فإن ضحايا الهجمات كانوا يعانون من صعوبات تنفس شديدة، مما أسفر عن وفاة العديد منهم.
مع ازدياد المؤشرات على استخدام أسلحة كيميائية، وارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، يطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل للوقوف على حقيقة هذه الانتهاكات وتقديم المتورطين إلى العدالة. إذا تأكد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، فإن ذلك سيضيف جريمة جديدة إلى سلسلة الانتهاكات المتزايدة التي تتطلب تدخلًا دوليًا فعالًا لضمان حماية المدنيين.
المجتمع الدولي مطالب الآن بتكثيف الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان لوقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات، بما يضمن سلامة المدنيين ويحقق العدالة للضحايا.