Site icon صحيفة الصيحة

قوَّادين الجزيرة .. “ضياء بلال” بلا ضمير أو أخلاق!

قوَّادين الجزيرة .. “ضياء بلال” بلا ضمير أو أخلاق!

 علي أحمد

يبدو أن خريج “الخلوة الكبرى”، جامعة القرآن الكريم، الذي ضلّ طريقه في صدفة غير سعيدة إلى وسائل الإعلام، الكوز الأكثر لؤمًا ضياء الدين بلال، حاول أمس الأول عبثًا مع مذيع الجزيرة مباشر أحمد طه ليَثني، ويكسر، وربما يذبح عنق الحقيقة. لكن طه ألقمه حجرًا، فاضطر إلى التوقف عن العواء. ويبدو أنه قرر أن يُعلن “كوزنته” التي ظل يستحي منها ويخفيها، بل يغضب عندما يواجهه الآخرون بها. إذ ظل هذا الكوز اللعين، المنتفخ زيفًا وادعاءً، يدافع وينافح عن الباطل، لأنه لا باطل إلا هو، في واقع الأمر.

أنكر هذا اللعين ذبح وتقتيل وتشريد واضطهاد سكان “كنابي” الجزيرة بواسطة أفراد من الجيش ومليشيات البراء وكيكل المتحالفة معه. وأنكر كذلك الاعتداء على مواطنين من جنوب السودان، وقال إن الأمر محض تضخيم ليس إلا، ما أغضب منه المذيع أحمد طه، الذي قال له: “أنت تتحدث عن عدد الفيديوهات، هل عشرات أم أقل، ولا تتحدث عما جرى”. فحاول الإعلامي الكوز (الضخم) المناورة بأن قال: “أنا أدنت ما حدث”، دون أن يخجل من تناسب “أناه” مع “جسده” طرديًا. لكن المذيع لم يتركه، فقال له: “أنت لست جهة رسمية لتدين!”

لا يعلم أحمد طه أن الرجل الذي كان أمامه لديه إحساس متضخم بأنه الجهات الرسمية كلها، رغم أنه صار يتحدث بطريقة “اللايفاتية”، إذ إن مديره في غرف إعلام الأمن الشعبي كادر إسلامي يخفي وجهه واسمه، ويعرّف نفسه حركيًا بـ”الإنصرافي”، وهو من يرفد ضياء الدين بلال، مزمل أبو القاسم، الطاهر ساتي، عادل الباز وغيرهم بالمعلومات، وهو من يوجه بوصلة عقولهم وضمائرهم بأكاذيبه وبقوة سلطته عليهم. فهؤلاء المسوخ باعوا أنفسهم للتضليل، وداسوا على الحقيقة والضمير، وعلى رأسهم هذا “الضياء”.

قال هذا المعتوه إن مقاطع الفيديو التي عكست الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الجيش السوداني والمليشيات الإرهابية الإسلامية والقبلية المتحالفة معه لا تعدو (3) فيديوهات، وأن الباقي محض فبركة، فيما أصر مذيع الجزيرة على أنه شاهد عشرات منها، وإن كانت العبرة بالكيف وليس بالكم، كما يعتقد هذا المخبول.

بسبب هذه الانتهاكات الفظيعة من حرق وذبح وبقر بطون وتقطيع وقتل رميًا بالرصاص في وضع التقييد، والإغراق في النيل الأزرق، ورمي البشر من أعلى الجسور في لجة الماء، وضرب النساء وشتمهن وإهانتهن والخوض في شرفهن، وإطلاق الرصاص على المدنيين بتهم لا يمكن إثباتها إلا أمام القضاء، مثل التعاون مع قوات الدعم السريع، والاعتداء على المقيمين في السودان من مواطني دول الجوار، خصوصًا جنوب السودان، وقتلهم بطرق وحشية وبشعة، وذبحهم بالسكاكين والمدى، والتمثيل بهم، وتصوير كل هذه الوقائع المتوحشة وبثها على الإنترنت والتفاخر بها كانتصار حاسم؛ دفع بالجنوبيين إلى الانتقام والثأر لإخوانهم وأخواتهم بالاعتداء على السودانيين المقيمين في مدن الجنوب. فحرقت بعض متاجرهم، وطوردوا كالساحرات في شوارع جوبا وواو، وقُتل بعضهم.

إلّا أن الفرق بين حكومتي البلدين هو أن الحكومة في الجنوب احتوت الموقف بحنكة وحكمة. فخرج الرئيس “سلفاكير” بنفسه وخاطب الشعب، وطلب منه الهدوء والالتزام بالقانون، وطلب من الأجهزة الأمنية التحرك على وجه السرعة لإطفاء الشرارة حتى لا تتحول إلى نارٍ لا تبقي ولا تذر. وخرج حكام الأقاليم في الجنوب، وخاطبوا السودانيين، ووفّروا لهم الأمن والحماية، حتى أن أحد هؤلاء الحكام استضاف (30) سودانيًا في منزله الخاص. وخرج كذلك وزير الداخلية ووزير الإعلام، وتحدثوا وهدّؤوا الموقف. فيما لم يخرج مسؤول واحد من حكومة بورتسودان الكيزانية ليضطلع بمسؤوليته ويقوم بدوره كرجل دولة. وإنما هرع شمس الدين الكباشي إلى جوبا ليتحدث مع سلفاكير، بينما كان الأولى أن يخاطب قواته ومليشياته أولًا. لكن كيف يفعل ذلك وهو متواطئ معها، ولربما حرّضها على ما فعلت. فمن في فمه ماء يعجز عن الكلام!

أمثال ضياء الدين بلال من صحفيي الغفلة المشتغلين مع الأجهزة الأمنية الكيزانية يعتبرون من المشاركين بفعالية فيما حدث ويحدث من مذابح وانتهاكات. إنهم شركاء حقيقيون فيما جرى في ولاية الجزيرة من جرائم وانتهاكات جسيمة يندى لها الجبين. كما أنهم ظلوا يحرضون على استمرار الحرب، ويقاومون الحلول السلمية، ويبررون لقائد الجيش، ويضغطون عليه لتشكيل مزيد من المليشيات خارج القانون. لقد أقعدوا بالسودان لثلاثين عامًا بكذبهم وتدليسهم من أجل الحصول على “لقمة عيش”. فما أنذلهم وأفظعهم وأرذلهم!

سأل أحمد طه (ضياء) قائلًا: “ما الذي أوصلنا إلى هذا الدرك السحيق؟”

لكن هذا “الخلوجي/الكوز” عجز أن يقول إنها الحرب، وينبغي إيقافها فورًا. فهو لا يمتلك الشجاعة ولا الضمير اليقظ الحر. لذلك فهو أجبن من أن ينادي بوقف الحرب، وأجبن من أن يدين أي انتهاكات يرتكبها الجيش ومليشيات حزبه الإخواني الإجرامي.

إنه صحفي كوز بلا ضمير أو أخلاق!

Exit mobile version